لندن: قال ضباط كبار في الجيش الأميركي إن قادة القوات المسلحة الأميركية يستعدون لدعم مقترحات تتعلق بإجراء تغييرات في الإستراتيجية الأمريكية في العراق. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال بيتر بايس إن قادة الجيش يجرون حوارا حول التغييرات المزمع إجراؤها وسينفذون اللازم منها.

ومن المقرر أن يلتقي يوم الاثنين الرئيس جورج بوش بأعضاء اللجنة المختصة برسم المقترحات الخاصة بإنهاء الصراع في العراق. يشار إلى أن العراق كان عاملا أساسيا في هزيمة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس واستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.

وسيتم استبدال رامسفيلد بالرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية CIA روبرت جيتس، وهو عضو في مجموعة دراسة العراق التي ستقدم تقريرها للرئيس الأمريكي الأسبوع القادم. ويقول البيت الأبيض إنه منفتح على أية أفكار جديدة حول الصراع الدائر في العراق، كما يقول المراسلون إنه من غير المستبعد أن يحدث تغيير حقيقي في السياسة الأمريكية في العراق.

إستراتيجية quot;كارثيةquot;

وقال الجنرال بايس لـ CBSإن القادة العسكريين ألقوا نظرة متفحصة لما فعلوه في العراق. لكنه استدرك قائلا إن رحيل رامسفيلد عن منصبه لن يكون ذا تأثير مباشر على الوضع في العراق. وجاءت تصريحات الجنرال بايس في الوقت الذي أعلن في البيت الأبيض عن اجتماع الرئيس بوش مع اللجنة المشكلة من الجمهوريين والديمقراطيين، والتي كان الكونجرس قد طلب منها اختبار فاعلية السياسة الأمريكية في العراق.

ويقود اللجنة وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر، الذي تقول تقارير إنه يعتقد أن بقاء القوات الأمريكية في العراق حتى النهاية هي إستراتيجية واهية في الأمد الطويل. وقالت التقارير أيضا إن اللجنة تنظر في اختيارين، كلاهما سيشكلان تراجعا عن موقف إدارة بوش في العراق.

إحدى الخيارين سيكون انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أما الآخر فسيكون رفع مستوى الاتصالات مع سورية وإيران من أجل إيقاف القتال بين الجماعات المسلحة والقوات الأميركية.وقد اقترح زعماء من الحزب الديمقراطي، أثناء زيارة لهم إلى البيت الأبيض في أعقاب الفوز الذي حققوه في الكونجرس، فكرة عقد قمة حول العراق.

نانسي يبلوسي، والتي ستتولى رئاسة الكونجرس، دعت إلى تغيير في الإستراتيجية الأمريكية في العراق ووصف السياسة الحالية هناك بأنها quot;كارثيةquot;.

قتلى العراق

في العراق قال وزير الصحة العراقي إن ما بين 100 ألف و150 ألف مدني قتلوا في الحرب، وهو رقم أعلى بكثير من الأرقام الرسمية السابقة. ويقول مسئولون إن الرقم الإجمال مبني على التقديرات التي تقدمها المستشفيات والمشرحات للجثث التي تصلهم.

وكانت مجلة أمريكية قد ذكرت إن أعداد القتلى الذين سقطوا منذ غزو العراق قد يبلغ 650 ألف قتيل. من جهة أخرى قال الجيش الأمريكي إن ثلاثة من أفراده قد قتلوا في عمليتين منفصلتين في العراق. وكان 23 جنديا أمريكيا قد قتلوا في العراق خلال شهر نوفمبر. وفي أكتوبر قتل 105 من الجنود الأمريكيين على الأقل، وهو رابع أعلى رقم للقتلى في شهر منذ أن أطاحت الولايات المتحدة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين.