الياس توما من براغ : انتقد الرئيس الجورجي السابق ادوار شيفارنادزة بقوة اليوم القيادة السياسية في روسيا الاتحادية بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع المواطنين الجورجيين الذين يعيشون في روسيا على خلفية التوتر القائم بين البلدين بسبب حادث اعتقال سلطات تبيلسي أربع ضباط روس ثم إطلاق سراحهم وبسبب الخلاف حول الدور الروسي في منطقتي ابخازيا واوستيتا الجنوبية وأيضا بسبب التوجهات الأطلسية للقيادة الجورجية للخروج من منطقة النفوذ الروسي .
ووصف في حديث نشرته معه اليوم صحيفة ليدوفي نوفيني التشيكية ممارسات روسيا بحق الجورجيين بأنها أكثر من تمييزيه كما لم يتورع عن مقارنتها بممارسات النازية بحق اليهود قائلا إنها تذكر بالسياسة الفاشية التي مورست تجاه اليهود فالجورجيون يتم ترحيلهم من روسيا ليس لأنهم أشرار أو أخيار وإنما فقط لأنهم من جورجيا وأن هتلر لاحق اليهود أيضا فقط لأنهم يهود ولكنه استدرك : وبالطبع فان الأمر لن يصل إلى ابعد من ذلك فانا أتلقى إشارات من موسكو بان بعض السياسيين الروس لا تعجبهم السياسة الحالية المتبعة اتجاه جورجيا .
وأضاف أنه يوجد بين الجورجيين لصوص وأشرار ولكن بينهم أيضا علماء وفنانين وانه على قناعة بان العلاقات في النهاية ستسوى لان جورجيا بحاجة إلى روسيا والعكس صحيح . واعترف أن مثل هذا التعامل الذي تنتهجه موسكو مع جورجيا لم يحصل له شبيه تجاه إحدى الجمهوريات السوفيتية سابقا كما أن مثل هذا الأمر لا يمكن له أن يحصل زمن الشيوعية .
وأكد انه لم ينتظر مثل هذا الرد الحاد من روسيا على مسالة الجواسيس الروس غير انه اعتبر أن القيادة الجورجية كان يجب أن تتصرف بشكل أكثر حذرا ودبلوماسية خاصة وان روسيا هي اكبر سوق بالنسبة لجورجيا فكل محصول جورجيا من الفواكة والنبيذ كان يباع في روسيا .
وردا على سؤال فيما إذا كان إغلاق السوق الروسية يعتبر نوعا من العقاب على رغبة جورجيا بالانضمام إلى الناتو قال من الممكن أن الناس حول الرئيس بوتين لا يريدون أن تكون علاقات جورجيا جيدة بالولايات المتحدة . وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات لجورجيا قيمتها 5و1 مليار دولار وتقوم الولايات المتحدة بمساعدة جورجيا في بناء جيشها ولذلك فان الرئيس بوتين قال له بأن روسيا يمكن لها أيضا أن تساعد جورجيا بهذا الشكل فرد عليه بأن روسيا ليس لديها القدر الكافي من المال كي تساعد جورجيا وذكره حسب قوله بأنه قال مرة في مؤتمر صحفي بان تدريب الأمريكيين للجيش الجورجي هو قضية تخص الجورجيين .
وشدد على أن بلاده لها الحق بتحديد الاتجاه الذي تريد السير فيه معتبرا أن الوضع القائم الآن بأنه سيئ ويصعب إصلاحه . ودعا روسيا إلى تغيير سياستها في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية مشدا على أن بوتين لا يتوجب عليه الاهتمام بالقضايا الداخلية لجورجيا بما فيها ابخازيا
وأضاف سنحل هذه المشاكل بأنفسنا فابخازيا هي جزء من جورجيا ونصف عدد السكان فيها كانوا قبل الحرب جورجيون أما الابخازيين فكان عددهم 17% فقط أما الآن فان نصف عدد سكان ابخازيا هم لاجئون في جورجيا وإضافة إلى ذلك لم تكن هناك أي حرب جورجية ــ ابخازية وإنما جورجية ــ روسية فموسكو ينقصها الوصول إلى البحر الأسود لأنها أهدت القرم لأوكرانيا ومن ضمنه الميناء الأكثر أهمية في البحر الأسود .
وحول رأيه في الاستفتاء الذي جرى الأحد الماضي في اوسيتيا الجنوبية قال إن الوضع هناك يختلف ففيه يعيش أيضا جورجيون غير انه لم تحدث فيه عمليات تطهير عرقي كما في ابخازيا حيث يعيش الآن فقط ابخاز. وأضاف أن الجزء الرئيسي من السكان الجورجيين ظلوا هناك وبالطبع فان هذه الأراضي هي جورجية ولفت إلى أنه قبل 40 عاما لم يعش هناك اوسيتينيون وإنما جورجيين وبعض اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل ولذلك اعتب أن نتيجة الاستفتاء ليست مهمة .
التعليقات