على رأسها تعزيز أسلوب الاغتيالات
إسرائيل تبلور حلولاً لإيقاف صواريخ القسام

خلف خلف من رام الله: تنشغل الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية في وضع خطط تمنع تواصل إطلاق صواريخ القسام صوب البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. ويأتي هذا بعد فشل العمليات العسكرية التي نفذها الجيش في قطاع غزة قبل عدة أسابيع والتي لم تنجح في خفض معدلات سقوط هذه الصواريخ، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم الخميس أن الرد الإسرائيلي على إطلاق القسام لن يكون بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، على غرار ما أسماه عملية quot;السور الواقيquot;.

هذا الأمر جعل الكثير من المحللين يطرحون تساؤلات حول الآلية التي من الممكن أن تلجأ إليها إسرائيل لإيقاف الصواريخ التي تسببت لغاية الآنفي إيقاع 10 ملايين دولار خسائر اقتصادية في مدينة سديروت، بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح التي كان آخرها سقوط صاروخ قسام يوم أمس الأربعاء بالقرب من منزل وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس ما أدى إلى بتر ساق حارسه ومقتل إسرائيلية. وحسب مصادر إسرائيلية فإن البديل عن العملية العسكرية في قطاع غزة سيكون زيادة معدل العمليات إلى المستوى الذي كان قبل بدء أحداث بيت حانون، كما أن وتيرة العمل لتصفية قادة المنظمات المسلحة سوف تزداد هي الأخرى، وكذلك العمل ضد خلايا قذائف القسام.

ويذكر أنه في الوقت الذي تتواصل فيه عملية إطلاق قذائف القسام يحاول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إبراق رسالة سلام، حيث قال يوم أمس في القاهرة: إنني أعلن باسم شعبنا الفلسطيني استعدادنا الكامل لمفاوضات جادة ونهائية تضع حداً لعقود من الحرب، لأن طريق السلام والأمن هي الطريق الوحيد.

واستمع المسؤولون في إسرائيل إلى ما قاله محمود عباس، إلا أنها لم تجد لها أثراً بعد، فالرسائل التي يبعث بها أبو مازن تصل، ولكن ينبغي أن تكون هناك أفعال وليس مجرد أقوال _على حد تعبير_ الأوساط السياسية الإسرائيلية، ويعيدون إلى الأنظار ما يدور حول موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والتي لن تعترف بإسرائيل، وبالتالي فإن القطيعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سوف تتواصل. هذا وعقب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيرس بالقول: لا أعتقد أن هناك حلاً سحرياً لموضوع إطلاق قذائف القسام، ولكن هناك أمران اثنان، إما وقف إطلاق قذائف القسام في حال الشروع في مفاوضات من أجل السلام، وإما أن نقوم بمضاعفة قوتنا وتوجيه ضربات وردود قوية جداً.

من جهة أخرى بودي أن أقول: إن الفلسطينيين أيضاً يخضعون لضغوط هائلة جداً، كما أن هناك تيارين في المناطق الفلسطينية، تيار محمود عباس الراغب في السلام، والتيار الثاني حركة حماس الرافضة للسلام، ولكن ليس بإمكانها الوقوف في وجه النتائج الناجمة عن رفضها للسلام، إذ ليس بإمكانها مواصلة عملها كحكومة، إضافة إلى عدم وجود الأموال، وهذا هو السبب الذي يجعل هذين التيارين يجتمعان ويتناقشان من أجل إيجاد طريقة ما للتوصل إلى حل لهذا الوضع، ولكن هذا الطريق لن يكون سالكاً طالما تتواصل عمليات إطلاق قذائف القسام، وقتل الإسرائيليين، وعدم احترام الاتفاقات الموقعة القائمة، أو الاعتراف بإسرائيل.

ورداً على سؤال حول نجاح العملية العسكرية الأخيرة في بيت حانون أجاب بيرس: أعتقد أن العملية كانت ناجمة بشكل جزئي حيث اتضح لنا أن هناك قيوداً حقيقية، إذ ليس من السهل خوض حرب بهذا الشكل، وهذا ما نشهده في أماكن أخرى من العالم، كما يحدث للولايات المتحدة في العراق، التي تحتاج إلى نصف مليار دولار يومياً لمواصلة هذه الحرب هناك، إضافة إلى وجود 140 ألف جندي وتتواجد هناك منذ ثلاثة أعوام، لكنها لم تتوصل إلى حل بعد، مما يعني أن الأوضاع في غاية التعقيد، إنها عملية مكافحة quot;إرهابquot; وأنا لا أريد هنا الاستهانة بالأمر وتوزيع الوعود الفارغة.

وكانت قذائف القسام التي سقطت على بلدة سديروت أمس دفعت رئيس الوزراء وحاشيته إلى العودة إلى إسرائيل فوراً، وعدم الانتظار، وتلقى أولمرت طوال الليل تقارير حول هذه الأحداث، حيث أجرى اليوم الخميس سلسلة من المشاورات مع وزير الدفاع عمير بيرتس بشأن كيفية العمل والرد على هذه الأعمال. ويشار إلى أن مئات المدعوين الذين حضروا للمشاركة في اجتماعات quot;البوندسquot; في لوس أنجلوس، اضطروا إلى الانتظار لحين انتهاء أولمرت من إدارة شؤون الدولة، وبقاء وقت كافٍ لذلك.

وعندما وصل فضّل التركيز في بداية حديثه على ما حدث في سديروت قائلاً: إن سياستنا في غزة سوف تتواصل دون توقف، وسف نجري مشاورات حول الأفعال التي سنقوم بها. إضافة إلى إمكانية اللجوء إلى خطوات أخرى تقتضيها الظروف، من أجل ومواصلة محاربة هذا quot;الإرهابquot; الوحشي.