دمشق: سلمت وزارة الخارجية السورية اليوم اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة والمعنية بالتحقيق في الممارسات الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة تقريرها السنوي ال 38 حول الانتهاكات الاسرائيلية التي تمس حقوق الانسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الاراضي المحتلة بما فيها الجولان السوري.

واكد بيان تلاه مدير ادارة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية فيصل الحموي امام اللجنة مساء اليوم ان اسرائيل ما زالت ماضية في تنفيذ سياساتها الممنهجة وخططها في مصادرة الاراضي وانتهاك الحريات واستمرار اعتقال الاسرى السوريين مددا زادت على ال 20 عاما في ظروف قاسية ومهينة.

واضاف البيان ان اسرائيل لاتزال ترفض تحديد مواقع الالغام التي زرعتها في المنطقة ما يتسبب في سقوط ضحايا وحدوث اصابات جسدية وعاهات مستديمة ولاتزال كذلك تتابع جريمة طمر النفايات النووية والمشعة و السامة في بعض مناطق الجولان ضاربة عرض الحائط بمبادىء القانون الدولي والاعلان العالمي لحقوق الانسان والسلامة الصحية و البيئية و الزراعية لسكان الجولان السوري المحتل.

واشار الى قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي اخيرا بعمليات حفر كبيرة لانشاء سد مغلق لتجميع نحو مليون متر مكعبة من المياه على بعد عشرة امتار فقط من خط وقف اطلاق النار داخل المنطقة التي تحتلها ما يعد انتهاكا لقرار مجلس الامن رقم 465 لعام 1980 وخاصة الفقرة التمهيدية السابعة منه التي دعت اسرائيل الى اتخاذ اجراءات متكاملة لحماية الارض والملكية العامة والخاصة ومصادر المياه الامر الذي يهدف الى حرمان سكان سوريا من هذه المياه وحرمان المواطنين السوريين في الجولان المحتل من مواردهم الطبيعية في مخالفة واضحة لقرارات الامم المتحدة والاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقيات جنيف الاربع وملحقاتها. كما اكد البيان استمرار سلطات الاحتلال في سياسات واجراءات التهويد ومحاولات طمس الهوية العربية السورية لسكان الجولان المحتل وتشويه تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم ومنعهم من تحصيل تعليمهم واستبدال مناهج التعليم العربية بمناهج عبرية دخيلة.

واوضح ان اسرائيل تستخدم اساليب الضغط الاقتصادي والاجتماعي عبر منع مواطني الجولان من القيام بزيارات الى الوطن الام بهدف قطع صلاتهم وروابطهم العائلية لاكراههم على افراغ الارض والهجرة القسرية منها مشيرا الى ان سلطات الاحتلال تسعى الى تكثيف الاستيطان في الجولان المحتل وزيادة عدد المستوطنين الى 50 الف مستوطن خلال المستقبل القريب.

وقال ان الانتهاكات الاسرائيلية التعسفية تشمل ايضا موظفي الامم المتحدة والعاملين في مجال تقديم المساعدات الانسانية مستشهدا بما ورد في تقرير السكرتير العام للامم المتحدة حول سلامة وامن العاملين في مجال تقديم المساعدة الانسانية وحماية موظفى الامم المتحدة الصادر في 26 سبتمبر الماضي وانتقاده لاسرائيل في عدة فقرات.

واشاد البيان بتبني الجمعية العامة للامم المتحدة منذ ايام بالقرار المعنون بالسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية الذي يمثل اعترافا دوليا اضافيا بالسيادة السورية على الجولان المحتل وادانة لممارسات سلطة الاحتلال فيه.

واكدت وزارة الخارجية في بيانها ان سوريا من خلال اقرارها مبادرة السلام العربية ودعواتها لاستئناف محادثات السلام من حيث توقفت انما تؤكد خيارها الاستراتيجي القائم على تحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام وبما يضمن انسحاب اسرائيل التام من كامل الجولان السوري المحتل الى خط الرابع من يونيو عام 1967 ومن باقي الاراضي العربية المحتلة بما فيها القدس العربية. وعبرت عن تقديرها للتقارير الموضوعية التي تقدمها اللجنة منذ احداثها قبل 38 عاما الى الجمعية العامة التي ساهمت في تعريف المجتمع الدولي بمعاناة الشعب العربي في الجولان السوري وما تسبب به هذا الاحتلال من تدهور كبير لحالة حقوق الانسان في الاراضي العربية المحتلة.

وفي مؤتمر صحافي عقدته لجنة الامم المتحدة المؤلفة من سفير سيريلانكا الدائم لدى الامم المتحدة رئيسا وعضوية كل من سفيرى ماليزيا والسنغال اكد رئيس اللجنة ان اسرائيل لاتزال ترفض السماح للجنة بزيارة الاراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري والاستماع الى شهادة المواطنين العرب تحت الاحتلال عن الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية ضدهم.

وقال رئيس اللجنة ان اللجنة ستزور مدينة القنيطرة المحررة وبعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا للاستماع الى شهادات المواطنين عن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي داخل الاراضي العربية المحتلة.

واشار الى ان ما تقوم به اللجنة هو دور تحقيقي في الممارسات الاسرائيلية ورفع توصياتها الى الجمعية العامة للامم المتحدة عملا بالمهمة المنوطة بها من قبل هذه الجمعية مشيرا الى ان اللجنة رفعت تقريرها خلال الشهر الجاري وسترفع تقريرها الثاني في بداية العام المقبل وسيتضمن توصياتها المبنية على شهادات المواطنين العرب تحت الاحتلال. واكد رئيس اللجنة ضرورة قيام الامم المتحدة باتخاذ عقوبات ضد اسرائيل لرفضها سلسلة من القرارات الدولية.

دمشق عازمة على استعادة الجولان المحتل

هذا و قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم ان بلاده عازمة على استعادة كامل ارضها المحتلة الى حدود 4 يونيو 1967 بمختلف الوسائل المتاحة في حال رفض اسرائيل الانسحاب منها بالوسائل السلمية. ونقل بيان لوزارة الخارجية عن المقداد ان استمرار احتلال الجولان والاراضي الفلسطينية ومزارع شبعا اللبنانية يمثل جوهر مشكلات المنطقة معتبرا ان استمرار اسرائيل في تجاهل قرارات الامم المتحدة ذات الصلة يمثل تحديا يتعين على المجتمع الدولي ايجاد الوسائل للرد عليه بالشكل المناسب.