أزمة الحجاب توحد نواب الحزب الحاكم والإخوان
برلمان مصر يطالب وزير الثقافة بالمثول أمامه

نبيل شرف الدين من القاهرة: تواصلت تداعيات أزمة تصريحات فاروق حسني وزير الثقافة المصري حول الحجاب، وفي ما يمكن اعتباره quot;تكليفاً ناعماًquot; قال اليوم الأربعاء فتحي سرور رئيس مجلس الشعب (البرلمان) المصري، إنه يرحب بحضور للدفاع عن نفسه، بشأن التصريحات المنسوبة إليه حول رأيه الشخصي بالحجاب، وتابع قائلاً quot;إن الوزير مكلف دستوريا أن يأتي إلى المجلس حين يدعوهquot;. وأضاف فتحي سرور أن الوزير معروف بالشجاعة وقادر على الدفاع عن نفسه وإقناع النواب، غير أنه استدرك قائلاً إن البرلمان quot;سوف يقوم بدوره بشكل كامل وسوف يتحمل مسئولياته إذا غاب الوزير ورفض الحضور أمام النواب، وقال سرور إنه يرفض تصريحات الوزير الأخيرة ـ التي أعلن فيها اعتكافه بمنزله، وعدم ذهابه إلى البرلمان حتى يرد إليه اعتباره ـ إذا كانت قد صدرت عنه بالفعل.

جاء ذلك في معرض تعقيب رئيس البرلمان المصري على ما أثاره النائب محمد الصحفي (من الحزب الوطني الحاكم) بضرورة أن يدافع البرلمان عن كرامة نوابه حيال تصريحات الوزير الأخيرة التي أعلن فيها أنه لن يحضر إلى اللجنة المشتركة المقرر انعقادها يوم السبت المقبل، وزعم النائب أن الوزير هاجم نواب البرلمان. وأعلن وزير الثقافة المصري أنه قرر الاعتكاف في منزله والامتناع عن الذهاب سواء إلى مكتبه أو إلى البرلمان، حتى يرد له اعتباره إثر ما تعرض له من هجوم ضار من قبل عدد كبير من نواب الحزب الحاكم والإخوان، الذين توحدت مواقفهم للمرة الأولى ضد وزير الثقافة الذي انتقد انتشار quot;الحجابquot; في مصر.

المثقفون والبرلمان

ونبقى مع رئيس البرلمان المصري الذي قال إنه ينبغي على المسئول أن يكذب تصريحاته ويدحضها ويوضحها، وأضاف أن أي تجاهل للمجلس أمر نرفضه باسم المجلس وعلى الوزير ألا يخشى من المجلس، فالوزير الذي يخاف لا يصلح أن يكون وزيراً، وإنني أعرفه شجاعا وفارسا فليأت، وعليه اقناع المجلس ومن هنا يمكن رد اعتباره اذا أقنع المجلس ونوابه بسلامة موقفهquot;، على حد قوله.

ومضى رئيس البرلمان قائلاً quot;إن الشعب هو مصدر السلطات، وإن المجلس (البرلمان) يمثل الشعب، وإنه لا توجد سلطة في الدولة يمكن أن تتعالى على الشعب وبالتالي فإن الوزير مكلف دستوريا أن يأتي إلى المجلس حين يدعوهquot;، ثم أردف سرور بلهجة أكثر تلطفاً متحدثاً عن الوزير بقوله: quot;أحسبه فارسا شجاعا قادرا على الحضور والمواجهة وإقناع النواب بوجهة نظره، وان المجلس لن يرد اعتبار الوزير الا اذا حضر شخصيا وأقنع المجلس سأكون أول المصفقين لهquot;، على حد تعبيره.

وتطرق سرور إلى بيان المثقفين المؤيد لموقف وزير الثقافة، وقال quot;أما من يسمى بالمثقفين فإننا كلنا مثقفون، ولا توجد جهة تحتكر الثقافة لصالحها دون غيرها، فنواب البرلمان مثقفون بثقافة الشعب، ولا يوجد ما يسمى نخبة المثقفينquot;، على حد قول سرور. وكان عشرات المثقفين المصريين قد أصدروا بيانا يرفضون فيه ما وصفوه باستغلال الدين من قبل بعض القوى السياسية، التي تعمدت انتزاع عبارة من سياق تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني عن الحجاب لإشاعة مناخ من quot;الارهاب الفكريquot; في البلاد.

وحول تصريحات وزير الثقافة التي أعلن فيها اعتكافه وأنه لن يذهب للبرلمان، قال سرور إنه لا يصح مناقشة تصريحات منسوبة لوزير الثقافة وان ما ينشر في الصحف يرد عليه في الصحف، وشكك في صحة تلك التصريحات، وقال quot;أشك أن وزيرا مسئولا يحترم الدستور يقول مثل هذا، ورفض مناقشة تلك التصريحات إلا اذا قالها أمام المجلس وأنه لا يمكن مناقشة وزير عن تصريح منسوب اليه.

تجاوزات النواب

وحول تجاوزات بعض النواب في توجيه عبارات النقد للوزير ونعته بألفاظ حادة، قال سرور إن المجلس مهمته إجراء الحوار واذا تجاوز البعض فهذه هي طبيعة البرلمان بعكس ما يحدث في الندوات الأكاديمية، وجدد دعوته للوزير بالحضور قائلاً إننا نرحب به، وأن المجلس لم يحدد موعدا للاستماع إلى الوزير.

وحاول مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية تهدئة ثورة النواب ومطالبتهم برد اعتبارهم وكرامتهم ازاء تصريحات الوزير الأخيرة، فأكد استعداد الحكومة لتوضيح موقفها في الوقت الذي يحدده المجلس، وأكد أن الحكومة ترحب بالمساءلة ورفض توجيه أي ادانة بناء على تصريحات صحافية دون تدقيق وان الوزير يعرف مسئولياته وواجباته جيداً، وإننا في انتظار حضوره أمام اللجنة. وأوضح شهاب أن الصحف نشرت تصريحات على لسان وزير الثقافة ولا يمكن بهذه البساطة أن تنسب هذه التصريحات للوزير ولا يقبل أن يرفض الوزير الرقابة البرلمانية.

من جهة أخرى، قال أحمد أبوطالب رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالبرلمان، إن لجنة مشتركة من أعضاء اللجنتين الثقافية والدينية ستجتمع يوم السبت القادم للاستماع إلى تفسير من قبل وزير الثقافة حول تصريحاته بشأن الحجاب.