quot;إيلافquot; تحاور نائب رئيس مجلس النواب البحريني
حظوظنا كبيرة واتوقع انقلابا في المشهد السياسي
إيمان إبراهيم من المنامة: ابدى عبد الهادي مرهون، النّائب الأوّل لرئيس مجلس النوّاب، تشاؤمه مما تتعرّض له الوحدة الوطنيّة من تهديد، واصفاً الحكومة بأنّها تتآمر على شعبها . ومع عودة التيارات المقاطعة إلى الحياة السياسيّة، يتوقّع مرهون انقلاباً جذرياً في المشهد السياسي البحريني، أقلّه داخل البرلمان، ويصف الإعلام الرسمي بالمنحاز، حيث لا وجود للرأي الآخر، لكنه شدد على ان حظوظ القوى الشعبية في الفوز كبيرة جدا. ايلاف التقت مرهون في المنامة. وفي ما يلي نص اللقاء معه:
*مع اقتراب موعد انطلاق العمليّة الانتخابيّة، هل تعتقدون أنّ حظوظكم في الفوز أصبحت أقل ممّا كانت عليه في العام 2002 مع عودة المعارضة عن مقاطعتها، بالتالي اشتداد عنصر المنافسة؟
أعتقد أن العمليّة السياسيّة تحتمل الجميع، وهناك اتساع للجميع أن يشارك في بناء العمليّة الانتخابيّة وترسيخها. المنافسة من دون شك محتدمة، لكن نحن كتيار وحدة وطنيّة، لا نزال نرى أنفسنا في مقدمة الصّفوف، خاصة في الأداء السّياسي اللافت الذي كنّا نضطلع فيه في المجلس المنتهية ولايته، والذي كان قريباً من الهم الشعبي والهم المطلبي، لا سيما حقوق الإنسان، وتعزيز وترسيخ مفهوم العمل الدّيموقراطي الذي يشرك الجميع، ولا يقصي أحداً، وهذا ما كنّا نعمل من أجله طوال السنوات الماضية، كنا نعمل على القول لجميع القوى السياسيّة انّ وجودكم في الدّاخل هو الأفضل والأجدر. نحن وغيرنا من القوى الديموقراطيّة كنا نسير في هذا الاتجاه، وأزعم أنّ المجهود الذي بذلناه خلال تلك السنوات، قد أثمر عن هذا الاصطفاف الذي يكاد يكون جماعياً داعماً للعمل الدّيموقراطي.
*برأيك ألم تنجح القوى المعارضة في مقاطعتها، سيّما وأنّ البرلمان بدا ضعيفاً وملحقاً بالحكومة كما صرّحتم مرّات عدّة؟
هذا أمر واقع، لكن لو كان خيارهم بالمقاطعة صحيحاً، لما تراجعوا الآن وفضّلوا العودة إلى الحياة السياسيّة، وهذا يعني أيضاً أنّ مساعينا نجحت في دعوتهم إلى ضرورة العودة عن قرار المقاطعة. البرلمان المنتهية ولايته كان ضعيفاً بسبب هيمنة السلطة التنفيذيّة وحزب الموالاة والحكومة على المجلس، لكن أدوات المجلس لو كنا نمارسها جماعياً بوجودنا وبوجود غيرنا من كافّة القوى السيّاسيّة الشريفة والمخلصة كنّا تقمنا أكثر. أنا أزعم أنهم فوّتوا أربع سنوات، أنا لا أريد أن أنظر إلى الخلف، بل دائماً أنظر إلى الأمام، أعتقد أنّ مجيئهم هو تراجع عن هذا الخط، وهم يقولون بألسنتهم أنّ هذا الخط خط عدمي، لا يوصل إلا إلى العدم. نحن نريد أن نرى اصطفافاًً سياسياً قريباً من الهم الشّعبي ويتنبنّى حقوق النّاس، ويعزّز من مفهوم الوحدة الوطنيّة الذي يكاد يكون مهدّداً.
*في ضوء انعدام الثّقة بينكم وبين أجهزة الدّولة، إلى أي مدى تؤمنون بنزاهة هذه الانتخابات؟
لحد الآن أرى أنّ ما يتوفّر من ضمانات في الانتخابات مطلوب تعزيزها، لكن بصيغتها الحاليّة أيضاً ممكن أن تقود إلى انتخابات نزيهة، نحن نطالب بإلغاء المراكز العامة العشرة، التي ممكن أن تكون مدخلاً لممارسة بعض انواع الإفلات من الرّقابة الأهليّة والقانونيّة في نزاهة الانتخابات أو تعطي شكاً في مصداقيتها.
*كيف تقرأون خطوة حجب الإعلام الرّسمي عن المرشّحين إلى الانتخابات، هل ترون في هذه الخطوة حياديّة من هذا الإعلام؟
لا بالعكس، إعلامنا الرسمي منحاز.
*كيف تصفونه بالمنحاز، والحجب طال المرشّحين من كافّة التيارات بما فيها تلك الموالية للحكومة؟
الإعلام منحاز إلى جانب السلطة والرأي الرسمي، الإعلام يجب ان يفتح لكل التيارات، معارضة وموالية لا أن يسمع فقط الصوت الرسمي، يجب أن تتاح الفرصة كاملةً أمام الجميع. الإعلام الرسمي لا يتكلم إلا باسم الحكومة، وحتى أنا شخصياً بصفتي النائب الأول لرئيس مجلس النواب، لا أدعى في تلفزيون البحرين، ولا في المحطّات العامّة.
*وزير الإعلام يقول بأنّ سبب الحجب يعود إلى عدم إمكانيّة فتح الهواء أمام اكثر من 400 مرشّح للتعبير عن آرائهم، وأنّ ثمّة صحف تتولّى هذه المهمّة؟
يجب أن تتاح فرضاً متكافئة، لديهم ست أو سبع محطات، لا يتاح فيها الفرصة إلا أمام احزاب الموالاة على مدار الساعة، نحن لا ندعى لنقول رأينا إلا في quot;إيلافquot; أو quot;صوت أميركاquot; أو قناة quot;المنارquot; الفضائيّة، أو قناة quot;العالمquot;.
*قد لا تجدون فرصاً للتعبير عن آرائكم في الإعلام الرسمي، لكنّكم لستم مقموعين بدليل أنّكم تتحدّثون بكل جرأة وشفافيّة، في المركز الإعلامي التابع لوزارة الإعلام، ومن دون أيّة ضوابط أو محاذير؟
نعم هذا هو المفروص، لكن هذا لا يلغي أنّ إعلامنا يجب أن يكون إعلاماً للجميع لا تتحكّم به السلطة بمفردها، وأنا أمثّل السلطة التشريعيّة وهذا الإعلام مغلق أمامي.
*ما مدى صحّة ما يقال أنّكم جرّدتم من صلاحيّاتكم لصالح السلطة التنفيذيّة؟
نقص الصلاحيات هذا نشتكي منه، كل النوّاب يشتكون منه، التوازن مختل في المجلس نتيجة عملية المقاطعة قبل أربع سنوات، تقابلها المشاركة التي قسمت المجتمع إلى قسمين، واحتدام الخلاف في المجتمع خلال السنوات الأربعة الماضية، وهذا أسفر عن مجلس إلى حد ما ضعيف، ليس في صلاحياته فحسب، بل في الشخوص التي تمارس العمل النيابي، ونتيجة لذلك اللوائح الداخلية وحتى العملية الدستورية كلها لم تكن متكاملة، لذلك نطالب بإصلاحها وبتعديلات دستوريّة، تحفظ للمؤسسة الدستوريّة كامل الصلاحيات، ومع ذلك أقول أنّ العقبة لم تكن هنا، بل كانت من اللوائح الداخلية التي نعمل على تعديلها، إلى جانب هيمنة واستبداد السلطة واستحواذها وتجييرها لمركز القرار من خلال اصطناع حزب للموالاة وحزب كبير للسطلة.
*كيف تصف علاقتك بكتلة quot;الوفاقquot;، ولماذا لم تتحالف معها؟
نحن طرحنا مفهوماً لكتلة وحدة وطنيّة تنسجم فيها كل كتلة المعارضة، لكنهم فضلوا أن يأخذوا خطاً آخراً، وهو خيار أن يمضوا في الطريق وحدهم، ونحن نحترم خيارهم ونحترمه. أنا خياري خيار كتلة وحدة وطنية منسجمة، تدافع عن وحدة هذا الوطن وعن حقوق الإنسان.
*هل تتوقعون انقلاباً في المشهد السياسي داخل البرلمان، مع هذه المشاركة الكثيفة لمختلف التيّارت السياسيّة؟
نعم أتوقّع أن يحدث انقلاباً في المشهد السياسي البرلماني، وأعتقد أن حظوظ الكتلة الوحدة الوطنية لا تزال عالية، اعتماداً أولاً على أدائهم اللافت في المجلس النيابي السابق، الذي كان قريباً من الهم الوطني والشعبي، وأداءه الطيب في الدفاع عن حقوق الناس وممارسة رقابة فعلية على تسلط الحكومة، وسرقات المال العام التي تمت في قضية الفساد سواء في قضية السواحل والأراضي المنهوبة، هنا في البحرين تنهب السواحل والأراضي وليس فقط الأموال، وهي بالنسبة إلينا أهم نسبةً لضيق مساحة البلاد اصلاً، فضلاً عن دفاعنا الدائم عن حقوق الإنسان في مواجهة قوى التخلف.
*كيف تقيمون الأحواء الانتخابيّة وسط المنافسة المحتدمة، هل تصفونها بالمتشنّجة؟
لا بل هي محتدمة والمنافسة عالية، وكل ما يهمنا أن تكون المنافسة شريفة في إطار الممكن واحترام الرأي والرأي الآخر. وأعتقد أنّ العمل السياسي يحتمل مشاركة الجميع في البحرين، وأرى ان القوى الشعبيّة سيكون لها النصيب الأكبر في الانتخابات.
التعليقات