الياس توما من براغ: قال الخبير الرئيسي بشؤون الشرق الأوسط في خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس الأميركي الدكتور كينيث كاتزمان إن العراق يشكل الآن إخفاقا شاملا للولايات المتحدة و أن ما يجري في العراق الآن هو حرب أهلية رغم إنكار البيت الأبيض ذلك . ورأى في حديث أدلى به اليوم لصحيفة ملادا فرونتا التشيكية أنه في حال انسحاب القوات الأميركية من العراق بشكل تدريجي فان الحكومة العراقية يمكن لها أن تصمد لبعض الوقت أما في حال التوصل إلى اتفاق حول المحافظة على الاستقرار في العراق فان الجيش الأميركي يمكن له أن ينسحب بشكل مشرف مشيرا إلى أن الكثير من الناس في الولايات المتحدة يعتقدون أن كل انسحاب هو انسحاب مشرف إذا لم يحدث بشكل مشابه لما جرى في نيسان ابريل من عام 1975 من سايغون .

وأضاف انه في حال تخفيض عدد القوات الأميركية فان الأطراف المتخاصمة ستترك كي تصفي حساباتها فيما بينها وبالتالي سيسمح ذلك بنشوء ظرف سياسي يسمح للقوات الأميركية بالانسحاب . وردا على سؤال فيما إذا كان يعتقد بان الحرب يمكن لها أن تكون أساسا لتسوية سلمية في العراق أجاب نعم فهذه الحرب تدور الآن عمليا غير أنها لم تسفر عن ترتيب جديد لان الولايات المتحدة لا تزال موجودة هناك ولهذا فان الشيعة لا يزالون إلى الآن يعتقدون انه لا يتوجب عليهم تقديم تنازلات ويقولون لأنفسهم إن الأميركيين لا يزالون هنا وهم يؤمنون الحماية لنا .

ورأى أن السنة يعتقدون أن الأميركيين يتواجدون في العراق كي يصفوا انتفاضتهم وهم أيضا يريدون أن يرحل الأميركيون أيضا كي يتمكنوا لاحقا وبشكل أفضل من تسوية حساباتهم مع الشيعة ويرون بان الغرض الوحيد للانتخابات الأخيرة كان إيصال الشيعة إلى الحكم . وردا على سؤال فيما إذا كان يعتقد بان على العراق أن ينزف دما كي يسود فيه الهدوء لاحقا قال نعم فهذه الحرب القائمة يتوجب أن تخاض حتى النهاية كي تنشأ الظروف الخاصة بالسلام ولكنه شدد على انه لا يستخدم في تحاليله عبارة النزف .

ورأى انه على الرغم من الوجود الأميركي في العراق وأفغانستان والخليج فان الولايات المتحدة لا تعتزم مهاجمة إيران لأنها موجودة هناك ليس بسبب إيران لكن بدء إيران في الجهود لإنتاج قنبلة نووية يدفع الولايات المتحدة وإسرائيل وبقية دول المنطقة للعمل ضد إيران . وأكد انه يوافق على نقل الديمقراطية إلى الدول الأخرى غير أن فعل ذلك بواسطة الدبابات يعتبر أمرا سيئا لأنه لا يعتقد بان الجنود يمكن لهم أن يغيروا الناس أو أن يصبحوا بمثابة مهندسين اجتماعيين لان الجيوش موجودة لتحطيم جيوش دول أخرى أو لإبعاد تهديدات عسكرية .