خلف خلف من رام الله: عادت الساحة الفلسطينية للمربع الأول بعد فشل المباحثات الخاصة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فيما بات انهيار الأوضاع الإنسانية محتملا في غصون أسابيع قليلة حسب تحذيرات المنظمات الدولية، وكذلك تجدد الصدام بين حركتي فتح وحماس أصبح قاب قوسين أو أدنى، فالمناكفات والاتهامات المتبادلة بين أنصار الطرفين على أشدها بعد إعلان فشل المشاورات الخاصة بالحكومة، والإحباط يغطي بعض شرائح المجتمع الفلسطيني وبخاصة الموظفين الحكوميين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر طويلة، ما يمهد لتصاعد الأمور وتأجيجها خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما أن الإحباط بدا واضحاً على وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أعلن فشل المشاورات الخاصة بتشكيل حكومة الوحدة خلال مؤتمره مع وزيرة الخارجية الاميركية، وكما أوضح الرئيس عباس لرئيس الوزراء إسماعيل هنية أنه لن يواصل التفاوض معه حول حكومة الوحدة، قائلا: إذا كنت تعتقد أنك ستنجح في رفع الحصار عن حكومتك من دون مساعدتي، فلتتفضل.

وحسبما يرى المحللان السياسيان الإسرائيليان عاموس هرئيل وآفي يسيسخروف في مقال مشترك لهما في صحيفة هآرتس فإن هناك حالة إحباط في حاشية عباس موجه بدرجة كبيرة إلى المصريين الذين خرجوا عن طورهم في هذا الأسبوع بالثناء على خالد مشعل. هذا بدأ في المؤتمر الصحافي الذي عقده مشعل في نادي الصحافة في القاهرة، وانتهى بزيارة هنية وحاشيته إلى القاهرة. ثمن رحلة هنية واضح لعباس، تعني عودة حاشية هنية من الخارج مع المزيد من عشرات الملايين لحماس، وفاتحة أخرى من الضائقة المالية المتزايدة.

وجاء في المقال: في حاشية عباس يخشون من أن يؤدي استكمال صفقة شليط في نهاية المطاف إلى قيام حماس وحدها بقص الكوبونات. إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين سيسجل لحساب قوة ذراع حماس وليس لنهج عباس السلمي، رغم وعود أولمرت بإعطاء السجناء لأبي مازن. أعوان عباس قاموا في هذا الأسبوع بمحاولة أخيرة شبه يائسة لحرف المجريات لصالحهم. هم توجهوا سرا إلى الفصيلين اللذين ساعدا حماس في اختطاف شليط، لجان المقاومة الشعبية وquot;جيش الإسلامquot;، واقترحوا عليهما إعطاء الجندي لأبي مازن.

وحسب هرئيل ويسيخروف فان احتمالات نجاح هذه الخطوة معدومة. وكما تبدو الأمور اليوم، حماس ستخرج من وقف إطلاق النار قوية، ومكانتها ستتحسن بعد صفقة شليط. الدعم المصري المفاجئ لها سيدفع هنية ومشعل إلى التشدد في مفاوضات الوحدة. فتح قد تقوم رغم كل ذلك بجرف إنجاز واحد من استكمال صفقة السجناء إذا كان مروان البرغوثي، كبير السجناء ضمن الصفقة. إطلاق سراح البرغوثي تحديدا، المحكوم بخمسة مؤبدات تراكمية، سيخفف من لذعة إنجاز حماس ويعيد رجال فتح الميدانيين إلى الوعي الشعبي.

ويتابع المحللان: بعض الجنرالات في هيئة الأركان عبروا هم أيضا عن تأييدهم لهذه الخطوة. في المقابل، ستحظى الفكرة بمعارضة شديدة من رئيس quot;الشباكquot; السابق آفي ديختر وخليفته يوفال ديسكن. في هذا الأسبوع حرص أحد ما في القدس على إعلام المراسلين السياسيين بإسهام البرغوثي الإيجابي الكبير من داخل سجنه في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.