تقرير بيكر ndash; هاملتون يغيّر التعامل مع طهران ودمشق
هدية سورية الجولان وليس لبنان

العطية يعرب عن قلقه ازاء تطورات الوضع في لبنان

الياس يوسف من بيروت: بهدوء أعصاب وثبات لافتين، فنّد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمام حشد من أنصاره جاء من مسقط رأسه صيدا إلى السرايا في بيروت اليوم سيل الإتهامات الصاخبة التي وجهها إليه الأمين العام لquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله quot;الذي لم يكن موفقاًquot; في كلمته أمس، على ما رأى السنيورة، سائلاً الزعيم الشيعي ثلاث مرات متتالية: quot; لماذا التوتر؟quot;. وكان واثقاً مختصراً المشكلة بأن السيد نصرالله قدم وعداً لأنصاره ويجب مساعدته في التوصل إلى الخروج بماء الوجه من الشارع الذي لم يوصل إلى نتيجة حتى اليوم. وقال: quot; وعدهم بالانتصار، متناسياً أن الإنتصار لا يكون إلا على العدو( ...) هل تخلّى حزب الله عن قضية التحرير وأصبحت قضيته في شوارع بيروت؟quot;.

وظهر جلياً الإختلاف في أسلوب المقاربة بين الرجلين . فالسنيورة اعتمد أسلوب التحليل العلمي البارد، الأكاديمي في تشريح النص الذي يعالجه، وتفنيده عبر مقارنات متتالية بين المعلن سابقاً والمعلن لاحقاً، وتفسير الفارق بين المعلن والمضمر بالإستناد إلى الممارسة. في حين كانخطاب نصرالله يقدم الشيء ونقيضه ، فمن جهة لا يريد الحرب الأهلية، لكنه يعد بانتصار حتى لو كلف ألف قتيل .

كما أن اتهامات التخوين والتآمر قابلها تسامح وغفران . وألحق وصفه قادة الأكثرية الوزارية والنيابية بالقتلة بإبدائه استعداداً للجلوس معهم في حكومة وحدة وطنية. كما أن انتقاده التدخل العربي في لبنان من موقع الانحياز الى طرف قابلته دعوة أطلقها إلى القادة العرب كي يأتوا الى لبنان ويتعرفوا الى الحقائق بأنفسهم وليس من خلال السفراء. أما إلحاحه على حكومة الوحدة فقابله تلويحه بخيار آخر جاهز quot;حكومة انتقالية وانتخابات نيابية مبكرة لن تعود فيه الأكثرية أكثريةquot;، حين أن تأكيده الحاسم على قطع دابر الفتنة المذهبية قابله ارتفاع في منسوب التوصيفات والعبارات المذهبية في خطابه...

من جهته عتب السنيورة أولاً على quot;نهج تعامل الحزب الذي يستند إلى أسلوب تخوين الآخر والتهديدquot;، مركزاً على ان quot;كلام نصر الله يتضمن الكثير من الغضب والصلف الذي لا يقبل به اللبنانيونquot;. واتهم زعيم quot;حزب اللهquot; بالقيام بانقلاب quot;أو على الأقل يهدّد بالانقلابquot;، مكرراً مرة تلو أخرى أن quot;الشارع لا يوصل إلى أي مكانquot; وان عبارات السيد نصر الله quot;تحمل التهديد وبذور الشقاق والفرقة بين اللبنانيينquot;. وحمّل quot;حزب اللهquot; مسؤولية شحن اللبنانيين مؤكدا أن الحكومة قامت بواجباتها لحماية حرية التعبير، وقال ان quot;المعتصمين هم من بدأوا لغة الشتيمة ونصبوا منصة لإطلاق الشتائمquot;.

وكرر ان quot;اسلوب التهديد والوعيد لا ينفع واسلوب الفرض ووضع الناس على اعصابها وتدمير الاقتصاد كله يسبب مشكلاتquot;، مضيفا quot;نحن نعرف ان لبنان بلد التوافق والحوار بتركيبته وعائلاته وتراثه وتاريخهquot;. وان quot;هذا الاسلوب لا ينفع في اي مكان، وهذا من ضمن ما يؤدي الى أن يخسر نصر الله والمقاومة كل رصيدهما عند العرب والمسلمين في العالمquot;.

وفي ردّه على ما جاء على لسان نصرلله بشأن خطوات تقوم بها إسرائيل والولايات المتحدة لمساعدة الحكومة اللبنانية في الخروج من مأزقها، شدّد على أن قضية تحرير مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل والتي يتنازع لبنان وسورية على هويتها، هي quot;خط أحمرquot; متحدثا عن quot;إحساس لدي بان كثيرين لا يريدون تحريرهاquot;.

وأكد أنه يسعى إلى حل لتحرير هذه المزارع التي يتمسك quot;حزب اللهquot; بسلاحه بذريعة تحريرها في حين ترفض سورية التي يحالفها الحزب التعاون في ترسيمها لمساعدة لبنان، موضحاً أن ما يسعى إليه هو وضع هذه المزارع تحت وصاية الأمم المتحدة إلى حين ترسيمها وإنهاء الخلاف في شأنها بين لبنان وسورية، لكنه كشف أن وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي الذي تربط quot;حزب اللهquot; علاقة وثيقة ببلاده هو من رفضالاقتراح.

وسأل رئيس الحكومة اللبنانية:quot; يقول السيد حسن أن لا إلتزامات تقيد الحزب إقليمياً ودولياً، كيف نُقنع الناس بملايين الدولارات التي تأتي إلى لبنان ولا تمرّ عبر الدولة؟quot; ، في إشارة إلى الاموال ومختلف أنواع المساعدات التي يتلقاها quot;حزب اللهquot; من إيران. وذكّر بأن الدولة اللبنانية تتلقى المساعدات عبر المصرف المركزي ، وتشكر كل من يساعدها وتتقبل العون حتى من إيران عبر هذه الطريق إذا شاءت. ونفى السنيورة بشدة ان يكون قد أصدر أوامر للجيش اللبناني لمصادرة أسلحة حزب الله فترة الحرب مع إسرائيل، كما ادّعى نصر الله. وأشار إلى بيان أصدرته اليوم قيادة الجيش اللبناني اليوم نفت فيه صحة الإتهام الذي أطلقه نصر الله.

وبعدما لاحظ أن نصرالله وافق في عبارة على مبادرة الكنيسة المارونية للحل ونفى هذه الموافقة في عبارة تالية، أنهى بدعوة إلى quot;العض على الجراحquot;، مكرراً ان quot;اللبنانيين يريدون أن يعيشوا، أن يعيشوا ، أن يعيشواquot;.