استدعت الحكومة الألمانية القائم بأعمال السفير الإيراني في برلين لتسلمه احتجاجا رسميا على الندوة الدولية المزمع عقدها في طهران الأسبوع المقبل حول الأدلة العلمية المساندة لـquot;المحرقة النازيةquot;(الهولوكوست) ضد اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. وقالت الخارجية الألمانية إنها أوضحت بجلاء أن ألمانيا كالدولة المسؤولة عن جرائم النازيين quot;تجد كل ما يشكك في حق إسرائيل في البقاء أو في حقيقة وقوع quot;المحرقةquot; أمرا مثيرا للصدمة وغير مقبولquot;.

ومن المقرر أن تستمر الندوة الدولية يومين (تبدأ الأحد وتنتهي الإثنين المقبلين).ويشارك فيها 67 باحثا أجنبيا من 30 دولة.

وفي هذا الإطار أصدرت محكمة ألمانية قرارا بمصادرة جواز سفر زعيم الحزب القومي الديموقراطي السابق( حزب للنازيين الجدد) quot;غونثار ديكيرتquot; لمنعه من المشاركة في ندوة طهران بدعوى أن من شأن مشاركته أن تهدد مصالح ألمانيا الاتحادية.quot;

وكانت ألمانيا قد فرضت حظرا للسفر على يميني متطرف آخر هو هورست ماهلر في بداية العام الماضي لمنعه من المشاركة في الندوة التي كانت مقررة أصلا في منتصف العام الجاري قبل أن تؤجل.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني منوشهر محمدي قبل أيام إن إقامة الندوة الدولية حول quot;المحرقةquot; جاءت ردا على نقص الأجوبة على الأسئلة التي طرحها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وكان الرئيس الإيراني قد سبق وشكك في حصول quot;المحرقةquot; باعتبارها quot;أسطورةquot;، ودعا إلى ضرورة إزالة إسرائيل عن الوجود،واقترح قيام الأوروبيين بإعطاء قطعة أوروبية أرضا لليهود ليقيموا عليها دولتهم بدلا من فلسطين. كما تساؤل نجاد في عدد من كلماته quot;إذا كان الأوروبيون مسؤولون عن معاناة اليهود فلماذا يدفع الفلسطينيون الثمن؟quot;. وقد أثارت تصريحات نجاد تلك ردود فعل غاضبة من أوروبا والولايات المتحدة والعالم الغربي عموما، فضلا عن إسرائيل نفسها.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة (المنتهية ولايته في نهاية العام الجاري) كوفي أنان قد قال إنه quot;سيشجب بشدة أي مؤتمر يسعى للتشكيك في حقيقة الهولوكوست، التي قتل فيها النازيون نحو ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية.quot;

وكانت الدعوة لعقد الندوة الدولية المذكور قد جاءت بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية لبحث quot;الأدلة العلميةquot; التي تساند quot;الهولوكوستquot;. وكان ناطق باسم الخارجية الإيرانية قد قال quot;إن الدول الغربية التي تنتهك كل المقدسات باسم حرية الرأي ترفض مجرد الحديث عن المحرقةquot;. وأعرب آصفي عن اعتقاده بأن الحديث عن المحرقة لا يجب أن ينظر إليه بوصفه من المحظورات قائلا quot;هذا العالم غريب من الممكن أن نناقش كل شيء، إلا المحرقةquot;. هذا ولم تعلن إيران عن هويات الباحثين المشاركين في الندوة الدولية حول المحرقة خشية أن تمنعمهم دولهم من السفر إليها.

وفي المقابل من المقرر أن تقيم ألمانيا مؤتمرها الخاص حول المحرقة في برلين بعد عدة أيام بمشاركة عدد من الباحثين على رأسهم أحد أبرز الخبراء في تاريخ quot;المحرقةquot; وهو راؤول هليبيرغ مؤلف كتاب من عدة مجلات حول الموضوع. ويأتي التوتر الدبلوماسي بين ألمانيا وإيران في وقت يستمر فيه الخلاف بين الغرب وإيران حول برنامجها النووي.