مسفرغرم الله الغامدي من الرياض : طالبت الصحف السعودية الصادرة اليوم قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ال 27والتي ستبدأ اعمالها اليوم في العاصمة السعودية الرياض....طالبتها الخروج بتوصيات مهمة لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة ودرء اخطارها.
ففي افتتاحيتها قالت صحيفة الرياض: quot; اننا نريد القمة الخليجية قمة درء المخاطر بشعور الواجب والمسؤولية ويجب أن تتعالى قمة (جابر) بالرياض على المد والجزر بين دول المجلس وبموضوعية وأن تركز على الداخل الخليجي بوصفه الأهم ولا يعني ذلك انعزالاً أو تقوقعاً على الذات أمام قضايا عربية ودولية فالأولوية بناء منزلي ثم جاري طالما أن مشكلات المنطقة متعددة ومتكررة لا يمكن معالجتها بشكل عملي.
واكدت الصحيفة على ضرورة أن تعي القمة أن الموقف لا يعالج بالأماني إذا كان تصعيد الأزمات وتصديرها من المسائل السهلة طالما بيئة المنطقة تسمح بكل التجاوزات وفي هذا الإطارفإن قمة جابر لا توضع أمام تسهيل الأمور إذا كان أي تقدير خاطئ سوف يجعل دول الخليج تدفع الثمن.
واضافت الصحيفة قائلة quot; ان القمة مدعوة الى اضافة شيىءً نلمسه ونغير من خلاله قناعاتنا بعدم جدوى المجلس وهي قضية تحتاج إلى وقفة مع النفس وقراءة المخاطر التي تحيط بنا وإلا فكل شيء قد ينقلب إلى خطر عليناquot;
من جانبها قالت صحيفة عكاظ : أن قضية الارهاب بدءاً بتجفيف منابعه وانتهاء بمحاربة التشدد بوصفه مظهرا من مظاهر التعبير عنه تظل في مقدمة الأولويات التي تفرض نفسها على الجميع في دول مجلس التعاون الخليجي وتستوجب توجيه الكثير من الطاقات والامكانات والخطط والبرامج لاستئصالها مؤكدة أن أنه لن يكون بإمكان دول المنطقة أن تصون نفسها وتحمي شعوبها وتؤمن مستقبل أجيالها الا بالعمل الجاد والتعاون الشامل والمسؤول لسد الكثير من الثغرات والفجوات التي تعتور العمل الخليجي بسبب الاجتهادات الخاطئة والسياسات الانفرادية غير الموفقة تحت أي ظرف أو أي مبرر مهما بدا لأصحابه مطلوباً.
واشارت الي أن ظاهرة الارهاب تمثل مظهراً من مظاهر تفشي الوباء في منطقتنا التي لا يمكن أن تكون واعدة ان هي لم تعمل على تهيئة الأرضية الآمنة والمستقرة لتنمية شاملة قائمة على الهدوء والانسجام وتصفية كل الاشكال والجيوب الخارجة بتجنيد مختلف الاسلحة المتاحة ابرزها سلاح الفكر والاقتصاد والتنمية وازالة أسباب الفقر والتخلف.
وقالت quot; إن المملكة العربية السعودية التي تستضيف القمة لن تسمح لها بالخروج بقرارات تقليدية لا تتجاوزحدود تسجيل المواقف مع الابقاء على جذور التضارب والاختلاف . كما انها لن تسمح للقمة بأن تراقب (فقط) احداث المنطقة وتطوراتها المؤسفة لا سيما في لبنان والعراق والسودان.. فضلاً عن انها لن تسمح بالانفضاض قبل بلورة موقف قوي وموحد من الخطر الداهم للاستخدامات النووية في المنطقة ومن التدخل غير المسؤول في قضايا دول وشعوب الاقليم وشؤونه الداخلية للاخلال بالتوازنات الموجودة فيها وتحويل دول وشعوب منها الى ادوات وصنائع تحارب قوى خارجية بالنيابة عنها.
وذهبت الصحيفة الى أبعد من ذلك اذ شددت على عدم السماح بتصفية الحسابات بين دول الاقليم وغيرها على حساب لبنان والعراق وسائر دول الجوار.
اما صحيفة الجزيرة فقد لفتت النظر الى الظروف الاقليمية والدولية الراهنة التي تنعقد في أجوائها القمة الخليجية ال 27 أبرزها الوضع في الأراضي الفلسطينية وتدوهور الوضع الأمني في العراق والأزمة السياسية في لبنان التي تدخلت منعطفا خطيرا والمشروع النووي الايراني الذي يشكل مصدر أزمة سياسية بين ايران والغرب.
وطالبت الصحيفة دول مجلس التعاون الى الاسراع في تحقيق خطوات الاندماج الكامل وإخراجها من بوتقة البيروقراطية السياسية والتعجيل بتنفيذ السوق الخليجية المشتركة وتذليل عقبات إلحاقها بقطار الاقتصاد العالمي والعمل على إبراز ملامح المجتمع المدني الخليجي ودعم آلياته ومقوماته وزيادة جرعة الديمقراطية والتنمية السياسية المتناسبة مع خصوصية وتاريخ الخليج بدلاً من الأيديولوجيات والنظريات المنطوية تحت ماركة quot;صنع بالخارجquot;
وحذرت الصحيفة من الخطر الأكبر المتمثل في تقسيم العراق وتفتيته الى دويلات مذهبية ينهش بعضها بعضا ويصبح مجالها القطري منفذا لتصدير القلاقل والازعاج للأمن والاستقرار الخليجي اضافة الى الإرهاب الذي بات يهدد المجتمع الدولي بأسره.
وقالت صحيفة الوطن تحت عنوان quot; المواطن الخليجي في قمة الشيخ جابرquot; المل الذي عبر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وهو أن تكون قمة الشيخ جابر مخصصة للمواطن الخليجي .
وأكدت الصحيفة أن هذا الأمل ينم عن نظرة ثاقبة تتجاوز المصالح الشخصية وبإحساس أبوي بأهمية المواطن الخليجي الذي قال عنه سمو وزير الخارجية السعودي / إنه لب العمل الاقتصادي الخليجي وإن انتفاع المواطن الخليجي هو الذي سيرسخ رباط الصلة بين شعوب المنطقة/ .
واشارت الصحيفة الي إن ما تحقق من تطلعات وآمال مواطني دول مجلس التعاون الخليجي من مجلسهم كان أقل بكثير مما كانوا ينشدونه فمواطنو دول المجلس الذين كانوا يطمحون إلى تحقيق المواطنة الخليجية ما زالوا يحملون جوازات سفرهم عند تنقلهم فيه بعد مرور 24 عاما من إنشاء المجلس باستثناء دولة أو دولتين عزمتا على الاكتفاء بالهوية الشخصية. ويرون عجز مجلسهم عن تحقيق وحدة خليجية تكون نواة لوحدة عربية في وقت تتحد فيه البلدان الأوروبية شرقية وغربية في فترة وجيزة رغم اختلاف الثقافات واللغات بينها/.
واكدت ان المواطن الخليجي يتطلع من مجلسه مناقشة قضاياه والاهتمام به وكيفية تحقيق التعاون بين دوله لتنميته علميا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا وتسهيل التواصل والاستفادة بين بلدانه في تلك المجالات فالمواطن الخليجي كما قال سمو الأمير سعود الفيصل /هو المسؤول عن أمن منطقته وعن تنميتها /. ولكي يتحقق ذلك فإن المواطن الخليجي يطمح إلى أن تكون قمة الشيخ جابر محطة أخيرة توضع فيها الخلافات والمصالح الشخصية جانبا ثم تغلغل بأصفاد من حديد ليتم التركيز على المواطن الخليجي ووحدته وتكامله فنحن الآن أحوج ما نكون لذلك/.
من جانبها قالت صحيفة اليوم أنه لا يمكن لأحد أن القمة هي قمة المواطن كما أعلن ذلك سمو الأمير سعود الفيصل لذا لن يكون جديداً التركيز على كل ما يحقق المواطنة الخليجية وتعزيز ضمانات التكامل الاقتصادي بوصفه الواجهة المهمة في عملية التحدي الاقتصادي للتجمعات الأخرى المشابهة واعتماد المساواة بين جميع الدول وبين جميع المواطنين في هذه المنطقة المهمة من العالم.
واضافت quot; ان استمرار مجلس التعاون الخليجي وطيلة 25 عاماً من العمل المشترك يعكس التصميم الخليجي على البقاء بفعالية واستلهام الدروس من التجارب الأخرىquot;.
ورأت في التأني في تنفيذ الخطوات المشتركة عنصرا إيجابيا أكثر منه سلبياً إذ أثبتت الأحداث أن التهور والاندفاع خاصة في المجال السياسي ودون ترتيب القاعدة الشعبية وحشدها بشكل كافٍ هو أحد مظاهر الخلل وربما التفكك وهذا يجعلنا نتمسك أكثر بمجلس التعاون الخليجي ونتمسك أكثر بالأمل الذي يمثله في المرحلة الراهنة ليس كمجرد كيان لكن لأنه ضمانة حقيقية تتجاوز الدولة القطرية ولا تلغيها تحافظ على الهوية الشخصية، وتصهرها في بوتقة المجتمع الأكبر مجتمع الأسرة الخليجية الواحدة والمتفرعة والمتنوعة.
ورأت صحيفة المدينة في توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بإطلاق تسمية الشيخ جابر على القمة الخليجية السابعة والعشرون تأكيد على الترابط الذي يجمع دول مجلس التعاون الخليجي على مستوى القيادات كما على مستوى الشعوب/.
ووصفت القضايا التي ستناقشها القمة الخليجية بالمهمة سواء ما يتصل بالتكامل بين دول المجلس في مختلف المجالات اضافة الى القضايا الاقليمية والدولية الراهنة وفي مقدمتها الفتنة الطائفية في العراق التي أصبحت تلوح بين ابناء الوطن الواحد وتهدد بحرب وخراب شاملين ودخول لبنان النفق المظلم الذي يفرق أبناء الوطن إلى طوائف وشيع اضافة الى تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مع استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني .
وخلصت الصحيفة الى القول / ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي يسعون إلى إعطاء اهتمام كبير للشؤون الداخلية والعلاقات فيما بينها فالتكامل الاقتصادي على جدول الأعمال والعملة الموحدة أصبحتا مطلبا ملحا وتسهيل التنقل لمواطنيها فيما بينها /.
وأعربت عن الأمل أن تخرج القمة الخليجية كما تعودنا منها دائما بقرارات تعود بنفع كبير على دول المجلس وترسخ السياسات الخارجية الحكيمة للدول الأعضاء التي استطاعت دائما أن تطوق أكثر نزاعات المنطقة التهابا/.
ونشرت الصحف تحليلات سياسية عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومسيرته الخيرة عبر الخمس والعشرين سنة الماضية وما حققه من انجازات في مختلف المجالات وبالرغم من التحديات السياسية والظروف الاقليمية التي واجهت المنطقة ورأى بعض المحللين أن مجاس التعاون يروي قصة نجاح اذ استطاع مواجهة التحديات وصمد بقوة وواصل مسيرته نحو التكامل بين الدول الأعضاء في العديد من المجالات في الوقت الذي انهار فيه منظمات واتحادت اقليمية لم تستطع الاستمرار لبضع سنوات .
وأرجعوا استمرار المجلس ومواصلة مسيرته الخيرة الى حرص قادة دوله ودعمهم له والتجانس بين الدول الأعضاء وشعوبها الذين تربطهم روابط اللغة والدين والعلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية وتقارب العادات والتقاليد وهي أهم العوامل لنجاح أي منظمة اقليمية أو تجمع اقليمي.