عادل درويش من لندن: اخفاق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في ان يكون له اي نفوذ في البيت ألابيض او تأثير على الرئيس الأميركي جورج بوش، و quot; كارثةquot; غزو العراق سوف تلقي بظلالها على فترة زعامته، حسب تقرير صدر اليوم عن تشاتهام هاوس، المعهد الملكي للعلاقات الدولية، وصفته وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت بأنه مخطأ، وتجميع لبضعة مواقف واراء وليس دراية حقيقية.
وجاء نشر التقرير الدامغ لبلير، والذي كتبه البروفيسير فيكتور بلامر-توماس، المدير للعشرة اعوام ألاخيرة لتشاتهام هاوس، خزانة التفكير ذات الأتجاهات اليسارية، بعد 12 ساعة فقط على نشر تقرير لمجموعة دراسة استراتيجية من اليمين ( مجموعة دراسة سياسة ألامن القومي والدولي- الذي نشرته ايلاف امس) واتهم سياسة بلير بعدم التوازن، ليشير الى توحد خبراء العلاقات الدولية والباحثين من اليمين واليسار في مهاجمة سياسة رئيس الوزراء الخارجية، خاصة في العراق، وعلاقته مع واشنطن.
وقال التقرير، المنشور في ست صفحات، ان غزو العراق الحق أكبر ضرر بسمعة بريطانيا ومركزها العالمي، ونصح كاتبه من يخلف بلير بضرورة اعادة بناء علاقات قوية ومتماسكة مع اوروبا، التي اعتبرها تأثرت من تقارب بلير مع الرئيس بوش.
لكن وزيرة الخارجية السيدة بيكيت قالت للبي بي سي اليوم ان التقرير انتقى مواقف وسياسات خارج سياقها التاريخي وانه لا احد يدعي ان بلير quot; يستطيع وحده وبنفوذه فقط ان يغير الأحداث العالمية.quot;
ورفضت بيكيت بشدة ان تعتبر ان غزو العراق وحده مسؤول عن مشاكل العنف الدي تعصف بالشرق الأوسط، قائلة ان المشكلة في العرق هي عامل واحد من عدة عوامل متعددة تؤثر على ألاوضاع في المنطقة، معترفة بان رئيس الوزراء يأسف على بعض ماحدث في العراق، لكنه لايأسف على التخلص من صدام حسين.
وفي دفاعها عن سياسة رئيس الوزراء، قالت بيكيت انه كذبة كبيرة وتزييف للحقائق ان يدعي احد ان بريطانيا انعدم نفوذها في الشرق ألأوسط او اوروبا او الولايات المتحدة.
وكان البروفيسير .بلامر-توماس، الذي يترك منصبه في نهاية العام، قال انه رغم التضحيات العسكرية والمالية التي قدمتها بريطانيا، فإن بلير لم يستطع ان يؤثر على ادارة الرئيس بوش ولم يكن له اي نفوذ ذي قيمة تذكر لديها، فقد تعلم بلير، بالطريق الصعب وبتكاليف باهظة ان quot; الولاءquot; هو عملة لايتم التعامل بها في العلاقات الدولية. ونفي تقرير تشاتهام هاوس، والذي قال كاتبه انه تقييم لسياسية بلير الخارجية في عشر سنوات، وجود اية ادلة تشير الى نفوذ او مساهمة بلير او بريطانيا في اقناع الرئيس بوش بالمضي في سياسة دعم حل الدولتين الفلسطينية والأسرائيلية.
لكن التقرير اعترف بايجابية سياسة بلير في الفترة من 1997 الى 2001، حيث تميزت بتقوية العلاقات مع اوروبا والعمل الأيجابي مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. ومن الناحية ألايجابية ايضا اعتبر التقرير ان ديبلوماسية بلير كان لها الدور الأكبر في اقناع الكولونيل معمر القذافي بانهاء البرنامج الليبي لأسلحة الدمار الشامل .
ونصح البروفيسير بلامر-توماس بالأسراع بتقوية العلاقات مع اوروبا واتخاذ استراتيجية اوروبية موحدة كرد فعل لتقرير بيكير هاميلتون للمجموعة الراسية للعراق.
ومن الملاحظ تجاهل معظم الأعلام البريطانيى ndash; اليساري التوجه في مجمله- لأجزاء من التقرير تشيد بانجازات بلير خاصة في كوسوفو والتدخل لصالح ألقلية المسلمة هناك، والعمل على الدفع بالمفاهيم الديموقراطية.
التعليقات