عادل درويش من لندن: أكد توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، على ضرورة الدفع بعملية السلام ومساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تأسيس حكومة وحدة وطنية مع حماس كي يتمكن المجتمع الدولي من مساعدة الفلسطنيين وهو ماسيحاول فعله عندما يزور المنطقة في الايام المقبلة ويلتقي بالرئيس الفلسطيني بعد زيارته لمصر، ودعا اسرائيل الى الوفاء بالتزاماتها، وانتقد دور ايران الذي اعتبره سلبيا وطالب سوريا بعدم زعزعة استقرار حكومة فؤاد سنيورة الشرعية التي كرر دعمه لها، وذلك في مؤتمره الصحفي الشهري.

الأزمة الفلسطينية

وقال رئيس الوزراء الذي يزور المنطقة بداية بمصر بعد ايام، ان الوقت في حاجة ملحة للعمل الدبلوماسي، مشيرا إلى ان الوضع في فلسطين، خاصة غزة، يدعو الى اليأس ووصل الى مرحلة حرجة تستدعي العمل الدبلوماسي المباشر، واضاف بانه مجرد توصل الفلسطينيون الى تأسيس حكومة وحدة وطنية مثلما يدعو الرئيس الفلسطيني عباس، والذي يلتقيه بلير بعد ايام، سيمكن بريطانيا والمجتمع الدولي من التعامل مع حكومة حماس بشكل طبيعي.

وقال الزعيم البريطاني انه يتحدث نيابة عن بقية زعماء الاتحاد الأوروبي بان الاتحاد سيبدأ اعادة التطبيع الدبلوماسي مباشرة ونقل الأموال اللازمة لدعم الفلسطنيين. لكنه كرر الشرط بضرورة التزام حكومة حماس بقرارات اللجنة الرباعية والقانون الدولي ورغبة المجتمع الدولي. وكانت بريطانيا قدمت امس دعما بأكثر من اربعة ونصف ملايين جنيه ( ثمانية مليون دولار) لمنظمات الأمم المتحدة للرعاية في غزة التي يزورها وزير التنمية والدعم الدولي هيلاري بن.

وعندما اثيرت المقارنة حول تشابه التعنت من جانب حماس ورفض اسرائيل التعامل معها حتى تعترف بها مع الوضع السابق في ايرلندا الشمالية خاصة حول تغيير الزعماء لمواقفهم الرافضة السابقة، قال بلير ان الحركة الجمهورية بدأت التفاوض ضمن اطار مسبق متفق عليه وهو الاعتراف بوجود الآخر. واضاف بانه يعترف بشرعية حماس كحكومة منتخبة، لكن المسألة تتعلق باحترام القانون الدولي والاتفاقات السابقة، وان المسالة لا تتعلق فيما اذا كان سيلتقي مع زعماء حماس ام لا، quot; فكثير من الأطراف في المنطقة يتعاملون مع حماس و قادة حماس يعرفون ما المطلوب منهمquot; لكن من الصعب دفع الاسرائيليين للتفاوض مع من لا يعترف بهم، على حد تغبيره.

ولم يسم بلير من هي الأطراف التي تتفاوض مع حماس الا الرئيس عباس الذي لمح بانه قد ينتهز فرصة لقائه معه عندما للقاء بعض زعماء حماس اذا شكلوا حكومة وحدة وطنية، ضمن الشروط التي وضعها الرئيس عباس نفسه. وقال بلير انه سيسعى بشكل جاد اثناء جولته في النمطقة الى العمل على الحصول على تأكيدات من الاطراف المعنية، بما فيها اسرائيل، بما يتوقعه الفلسطينيون من مكافأة وتحسن في احوالهم اذا ما تأسست حكومة وحدة وطنية وقبلت حماس بالقانون الدولي والالتزامات ودخلت في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وقال في اجابة على على سؤال من مراسل راديو اسرائيل بان على اسرائيل ايضا الوفاء بالتزاماتها مقابل اعتراف حماس بها والدخول في مفاوضات معها.

وكرر رئيس الوزراء البريطاني نقده الشديد لإيران قائلا ان كل سياستها في المنطقة سلبية ولا تدعو للارتياح ذاكرا دورها غير المساعد على السلام في فلسطين، ودورها في زعزعة استقرار لبنان ودعم المليشيات في العراق، وخص بالنقد المؤتمر الأخير الذي بدأته امس في طهران ودعت اليه عنصريين كالزعيم السابق لحركة كو كلاكس كلان في محاولة لرفض تاريخ محرقة اليهود ( الهولوكوست) متسائلا quot; كيف يساعد ذلك على السلام؟quot;. لكن بلير لم يرفض تماما فكرة التعامل مع ايران لحل ازمات المنطقة، اذا كان ذلك في اطار تجمع دولي اقليمي بين جيران العراق وايران وسوريا من الجيران، لكن يجب ان يشتركا بشكل ايجابي لدعم السلام.


سوريا ولبنان
وانتقد بلير دور سوريا، بشكل غير مباشر، مقارنة بانتقاده المباشر لأيران، بقوله quot;ان امام سوريا خيار استراتيجي للعب دور ايجابي في ثلاث مناطق، وهي ان تكون اكثر ايجابية فيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وفيما يتعلق بالعراق، وايضا في قبول القانون الدولي ودعم حكومة فؤاد سنيورة الشرعية المنتخبةquot;. وعن لبنان كرر الزعيم البريطاني دعمه وتأييده لحكومة سنيورة محذرا ايران وسوريا واية اطراف تحاول اجبار اللبنانيين على تغيير حكومتهم باي طريقة غير صندوق الأقتراع.

ولم يتحمس بلير لفكرة مؤتمر دولي حول العراق، ورفض الاتهامات بان هناك تيار للتقليل من شأن تقرير مجموعة دراسة العراق برئاسة جيمس بيكر، قائلا انه من غير الحكمة اخذ مقتطفات من التقرير تصلح لعناوين رئيسية وليس النظر اليه ككل، مضيفا بأن التقرير ينصح بتحويل القوة والسيطرة من ايدي قوات التحالف الى ايدي القوات العراقية وهو مايريده العراقيون انفسهم.

واعترف بلير ان الصورة الآن، خاصة في فلسطين ولبنان، والعراق تبدوا أكثر تأزما وقتامة مما كان عليه الوضع قبل سنوات الا انه اشار الى نقاط ايجابية تدعو للتفاؤل، مثل التنمية الاقتصادية الواسعة في الكويت بعد التخلص من quot;جار شريرquot; كصدام حسين، وحركة النمو والاستثمارات في الخليج، مع نمو حركة الإصلاح الديموقراطي ، مضيفا بأنه quot;ما يدعو للتفاؤل ان بلدانا عربية واسلامية بدأت تخطو نحو الديموقراطية.quot;