عادل درويش من لندن : يتوجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى واشنطن مساء الأربعاء في زيارة عمل مع الرئيس الأميركي جورج بوش وللقاء رجال الكونغرس الجدد، حسب مصادر داوننج ستريت التي رفضت الربط بين توقيت الزيارة ونشر تقرير مجموعة دراسة العراق برئاسة جيميس بيكر قائلة ان التوقيت هو مجرد مصادفة.
ونشرت بعض وسائل الاعلام البريطانية أمس خبر زيارة الزعيم البريطاني للعاصمة الأميركية، والذي كان يفترض حظر نشره حتى يعلن داوننج ستريت عنه رسميا بعد ظهر اليوم، اثار امتعاض عدد من الصحفيين الذين التزموا بالاتفاق لحظر النشر، وايضا بعض المصادر الحكومية، حيث سبقهم بعض الزملاء للنشر، وهو مايكسر التقاليد الصحفية المتبعة لأجيال طويلة.
ورغم ان الزيارة التي يبدأها رئيس وزراء مساء الاربعاء السادس من كلنون الاول (ديسمبر) حيث يسافر ليلا ، ستصادف نشر بيكر لتقريره المنتظر، عندما يلتقي بلير بالرئيس بوش الخميس، الا ان المتحدث باسم رئيس الوزراء قال في لقائه الصحفي اليوم انها مجرد مصادفة. واضافت مصادر داوننج ستريت ان بلير سيلتقي عددا من رجال الكونغرس للتشاور معهم في العلاقة بين البلدين.
وقالت مصادر ديبلوماسية غربية هنا، وفي العاصمة الاميركية ، ان بلير سيحاول استخدام ثقله السياسي كزعيم بلد له خبرة ديبلوماسية وتاريخية بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة العراق، لمساعدة الرئيس بوش اجتياز الصعوبات التي يشكلها كونجرس جديد يتحكم الديموقراطيون العمارضون في كل لجانه.
ورغم التزام مصادر داوننج ستريت الصمت ورفضها التعليق على اجندة لقاء الزعيمين يوم الخميس، فإن quot;ايلافquot; علمت ان بلير يريد ان يبحث مسألة خلق مناخ ديبلوماسي مناسب للدفع بعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية في اطار التطورات الأخيرة، وايضا يتباحث مع الرئيس بوش، في نتائج زيارة الاخير للأردن والتي التقى فيها الزعماء العراقيين.
كما يتوقع ان يقدم الزعيم البريطاني تصوره لخطة عمل ديبلوماسي جريء في المنطقة بمساعدة حلفاء كمصر والسعودية والأردن والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين على استئناف مسيرة السلام، وايضا مساعدة حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد سنيورة المنتخبة ديموقراطيا اجتياز الأزمة الحالية الناجمة عن الضغوط من سوريا وايران في شكل المظاهرات والحركة الشعبية التي ينظمها حزب الله المدعوم من البلدين. فكل من لندن وواشنطن تعتبران ان مايجري في لبنان هو محاولة انقلاب سياسي ضد الحكومة المنتخبة شرعيا.
ومن المتوقع ان يقدم بلير تصوراته للبيت الأبيض والكونغرس بشأن العراق، في اطار ماطرحه قبل ثلاثة اسابيع في برنامج سياسته الخارجية بشأن التفاوض مع سوريا وايران واشراكهما في ايجاد حل للأزمة في العراق.
وبالنسبة للعراق رفض المتحدث باسم رئيس الوزراء اليوم التعليق على انتقادات السكرتيرالعام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي وصف مايدور في العراق بانه quot; اسوأ من حرب أهليةquot;، حيث قال المتحدث ان الأمر متروك للحكومة العراقية المنتخبة لتقدير مايدور في العراق.
وكان أنان قال في لقاء مسجل مع الـ quot;بي بي سيquot;، بث صباح اليوم، ان كثير من العراقيين يعتبرون ان وضعهم اليوم اسوأ من الوضع تحت حكم صدام حسين.
وعن قانونية الحرب في العراق قال السكرتير العام، الى يقضي أسابيعه الاخيرة في المنصب انه قال عام 2003 ان الحرب غير قانونية وذلك بشكل غير رسمي عندما صرح بان بدأ اميركا وحلفائها الحرب في العراق دون قرار مسبق من مجلس الأمن quot; لايدخل في اطار مشروعية القانون الدولي.quot;
وقال انه شعر بالندم والأسى عندما نسف مقر الأمم المتحدة في صيف عام 2003، ولقي موظفو الامم المتحدة حتفهم، خاصة وانهم ذهبوا بقرار شخصي منه.
لكن مصادر داوننج ستريت اليوم رفضت التعليق مكتفية بالقول ان تقدير الموقف والتعليق على تصريحات أنان، يعود الى العراقيين انفسهم.
التعليقات