فاخر السلطانمن الكويت : قال مراقبون في الكويت إن قانون منع اختلاط الطلبة من الجنسين في جامعة الكويت الصادر عن مجلس الأمة، ينذر ببروز أزمة سياسية في البلاد، بعد انتقاد نواب وشخصيات إسلامية للوضع في كلية الطب واحتجاجهم على ما أسموه بعدم تطبيق القانون هناك.
فقد استنكر النائب السلفي جمعان الحربش ما أسماه بممارسات وتصرفات عميد كلية الطب وبعض موظفي الكلية، وتصعيدهم وتيرة الاحتجاج والتحريض خلال الايام الماضية، بهدف تعطيل تطبيق قانون منع الاختلاط في بعض مرافق كلية الطب، خاصة في كافتيريا الكلية، مشيرا الى ان ما شهدته الكلية من توترات جاء بدعم ومساندة متعمدة من عميد الكلية د.عبدالله بهبهاني من اجل دفع الطلبة والموظفين الى كسر ورفض تطبيق القوانين المنظمة لعملية التحصيل العلمي والاكاديمي .
وطالب الحربش بأن يلتزم كل من وزير التربية ووزير التعليم العالي عادل الطبطبائي، ومدير الجامعة د.عبدالله الفهيد، ومجلس الجامعة بجميع مسؤولياتهم في التصدي وايقاف مثل هذه المهاترات والمحاولات لتعطيل تطبيق القانون خاصة بعد تعهدات الوزير المتكررة في شأن التزامه بالتطبيق الكامل لجميع القوانين، وأشار الحربش الى ان عميد كلية الطب يسعى إلى أن يوقع الوزير في حرج سياسي متعمد برفضه وعرقلته تطبيق قانون منع الاختلاط .
وشدد على ان الامر تجاوز الرغبات والاراء الشخصية بشأن الاختلاط، وبات قانونا ملزما للجميع بتطبيقه، مطالبا بألا يمارس عميد كلية الطب سياسة التحريض ضد القانون وعليه ان ينصرف الى ممارسة مسؤولياته العلمية والاكاديمية، ويجب ان يكون في موضع القدوة لتطبيق القانون، ولا يكون المحرض والدافع لكسر قوانين الدولة وعدم احترامها، وان لم يكن قادرا على ذلك فاعضاء مجلس الامة قادرون للوقوف في وجه اي تجاوز او محاولات رفض القوانين .
كما اشار الحربش الى ضرورة محاسبة اي مسؤول مهما بلغت درجته العلمية او الادارية عن كل الممارسات الخاطئة التي يقوم بها، وخاصة بما يتعلق بتحريضه الطلبة على عدم الالتزام بقوانين الدولة وكسرها، مطالبا بفتح تحقيق موسع بشأن تطاول احدى موظفات كلية الطب على الطلبة والطالبات المؤيدين لتطبيق قانون منع الاختلاط في كافتيريا كلية الطب .
وكان عدد كبير من الطلاب في مركز العلوم الطبية، يمثلون كل الكليات اعتصموا احتجاجا على التجريح الذي قام به اتحاد طلبة الكويت (المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين) وطعنه في اخلاقيات الطلبة، بسبب رفضهم لفصل الاختلاط في كافتيريا الكلية، ومعبرين في الوقت نفسه عن تضامنهم مع العميد (بهبهاني) الذي طالبه الاتحاد بالاستقالة، وقد ايد النائب الحربش مواقف اتحاد الطلبة داعيا الى فرض منع الاختلاط .
ورفع الطلبة شعار quot;إلا اخلاقناquot;، منددين في الوقت نفسه بأسلوب التعاطي مع القضية من قبل الاتحاد العام لطلبة الكويت كوسيلة ضغط على رابطة الطب بقيادة القائمة الاكاديمية . وقال حسين الخباز، منسق اعتصام كلية الطب، quot;ان وصف الوسط الطلابي بأوصاف غير لائقة يصور اطباء المستقبل وكأن كل جنس متربص بالآخر. وتساءل الخباز: كيف يتم التشكيك في اخلاقنا ونحن سنكون اطباء في المستقبل لنعالج الناس، مشيرا الى ان الطبيب ndash; كما هو معروف - يعالج النساء في كل بلاد الدنيا، والطبيبة تعالج الرجال.. فلماذا كل هذه الضجة بشأن قانون منع الاختلاط .
من جهته أكد عميد كلية الطب انه فخور جدا بأبنائه الطلبة وانه حريص كل الحرص على مصلحة الدارسين في الكلية . واضاف قائلا quot;تعرضت الادارة في الفترة الاخيرة لهجوم غير مبرر من الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت، وان كنت حريصا على الا يمسكم هذا الهجوم غير المبرر quot;.
واضاف مخاطبا الطلبة quot;لا ارضى بادعاءات البعض والتشكيك في اخلاق وتصرفات طلبة الكليةquot; مؤكدا انه التقى مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد، وكان غير راض عن تصرفات الاتحاد والاسلوب الذي يتعامل به، منوها بأن الاتحاد يقوم بنشر اخبار غير صادرة عن ادارة الجامعة للصحافة .
وكان طلاب وطالبات كلية الطب أكدوا في بيان تضامنهم مع طلاب مركز العلوم الطبية المعتصمين مؤكدين أن quot;اعتصامنا هذا ما هو الا رد على ما حدث من افتعال ازمة، وتصعيد مواقف بخصوص تطبيق قانون منع الاختلاط، ونحن اذ نقف هذا اليوم صفا واحدا تجاه ما يهدد سمعتنا ويصورنا بأننا (ونحن اطباء المستقبل)، من يخالف القوانين ويقوم بما يضر بأخلاقياتنا ويخالف ديننا وعاداتنا، فإن لنا مجموعة من الاستنكارات تتضمن : استنكار فتح ملف هذا القانون في هذا التوقيت من دون مقدمات ومن دون اعلام ادارة الكلية او رابطة طلبة كلية الطب بما كان يبيت لنا، خصوصا ان قانون منع الاختلاط ليس وليد اليوم!، واستنكار طريقة زيارة مدير الجامعة مصحوبا بأعضاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت والذين - هم انفسهم - وصفوها بالمفاجئة! مما قلل من احترام ادارة كليتنا ممثلة بالعميد، ومن احترام طلبتنا ممثلين برابطتنا، وما صاحب هذه الزيارة من تعد سافر على خصوصية كليتنا وبالخصوص طالباتنا حيث اخذت الصور ونشرت في إحدى الصحف من دون اذن احد، وكنا نتمنى من الاستاذ الفاضل مدير الجامعة ان يكون له موقف تجاه التصريحات المسيئة لنا نحن ابناءه الطلبة، سواء من رئيس الاتحاد او من عضو مجلس الامة. ولهذه الاسباب السابقة فإننا نطالب اعضاء مجلس الامة بأن يراعوا خصوصية كليتنا، وان لا يلقوا التهم جزافا، وان لا يصفونا بما لا يليق، ويجب عليهم وضع مصلحة الكويت اولا.. لا ان يجعلوا مصلحة حركاتهم السياسية وتكتلاتهم فوق اي شيء آخر، ونطلب من عضو مجلس الامة الذي اتهمنا بالممارسات والظواهر غير التربوية (الحربش) بأن يعتذر لطلبة الكلية عن تشويه سمعتهم وسمعة ارقى صرح تعليميquot; .
وكانت بعض الصحف المحلية استطلعت آراء بعض الطلبة المعتصمين. حيث أكد أحدهم وهو محمد السالم ان اروقة كلية الطب تضم ارقى الشرائح الطلابية المتميزة بالكفاءة وعلى مستوى الاوساط الطبية العالمية .
واشار السالم الذي يدرس في كلية طب (السنة السادسة) الى ان رسالة الطبيب لا تحوي حدا للاختلاط بين الجنسين كونها تتطلب تضافر الجهود والتعاون المشترك في التخطيط والتوجيه وفق العادات والقيود الشرعية . واوضح ان الاختلاط لا يمثل حاجزا بين الطلاب والطالبات ولا يعبر عن انتهاك للتعاليم الدينية قائلا ان طلبة الطب يرفضون التشكيك بأخلاقهم وتربيتهم ويستنكرون كل محاولة لعرقلة تعاونهم في ما بينهم
التعليقات