عامر الحنتولي من عمان: خلافا لأجواء العاصمة الأردنية عمان الباردة جدا حد التجمد فإن العلاقة بين الحكومة الأردنية بقيادة الجنرال معروف البخيت ومجلس النواب الأردني تؤشر الى سخونة قد تلهب الأجواء في الأردن في أعقاب اعلان حكومة البخيت انها نالت قرارا برلمانيا بشرعنة موازنة الدولة المالية بأقل كلفة ممكنة، الأمر الذي فتح صراع داخلي في البرلمان الأردني موجها ضد رئيس المجلس عبدالهادي المجالي الذي تغاضى عن حسبة الأصوات المؤيدة لتمرير الموازنة وهو اجراء لافت يعكس تدني نسبة المؤيدين من أهل البرلمان لموازنة الدولة التي لم تأت على أي زيادة من أي نوع لموظفي الدولة الأردنية، وسط تخوفات من لجوء الحكومة الى فرض زيادة على أسعار المحروقات ورفع الضرائب خلال العام الحالي.

ولايعرف بعد في الأردن عدد النواب اللذين منحوا الموافقة على الموازنة المالية رغم القاء خطب نارية وعاصفة وصفت بأنها الأخطر والأعنف من جانب عدد من النواب اللذين كانوا قد ربطوا سابقا منحهم الموافقة برفع رواتب الموظفين والعاملين في أجهزة الدولة الأردنية، الأمر الذي رفضته حكومة البخيت رفضا قطعا وسط عجز متنام في الميزانية العامة للدولة الأردنية. ولايعرف أيضا ماهي الوعود التي قطعتها حكومة البخيت سرا في الكواليس لنواب البرلمان كي يقفوا الى جانب الموازنة، حيث أكد برلماني أردني لـquot;إيلافquot; بأن البخيت قدم وعدن للنواب بألا تلجأ حكومته لأي قرار شعبي من أي نوع دون اللجوء لمجلس النواب الأردني مشاورة وتنسيقا.

وبتمرير الموازنة المالية للدولة الأردنية وهو ماأقلق مضاجع حكومة الجنرال البخيت خلال الأسابيع القليلة الماضية فإن حكومة الأردن فرض عيها من الآن ان تتهيأ لعبور حلقات خطيرة من التعامل مع البرلمان والشارع والإعلام والمعارضة، قد تتعرض معها حكومة البخيت لهزات ومصادمات، دون أي شعور بالشفقة تجاهها وهي تستعد لإتخاذ قرارت خطيرة في أقرب الآجال جلها غير شعبية مثل قانون الإنتخابات الأردني استعدادا للإنتخابات العام المقبل، وكذلك التعامل مع ملف الدين الخارجي الذي يطل باستحقاقات مباشرة على المشهد الأردني،واضافة لذلك كله هو وقوع الأردن في بيئة مضطربة سياسيا.