نبيل شرف الدين من القاهرة: شارك اليوم الرئيس المصري حسني مبارك والسيدة قرينته، والوزراء وحشد من كبار رجال الدولة في quot;قداس الجنازةquot; الذي أقيم في مقر بطريركية الأقباط الأرثوذكس على روح السياسي القبطي فكري مكرم عبيد الذي وافته المنية عن عمر يناهز التسعين عاماً، بعد رحلة طويلة في العمل السياسي سبقه إليها والده، ثم شقيقه الزعيم الوفدي الشهير وسكرتير عام حزب quot;الوفدquot;، وليم مكرم عبيد، وغيره من رجالات الأسرة التي لعب عدد من أبنائها أدواراً بارزة في الساحة السياسية المصرية خلال القرن العشرين.

وتحدث في مستهل القداس الأنبا آرميا موجهاً الشكر باسم البابا شنودة الثالث ـ الذي قال مصدر كنسي إن ظروفه الصحية حالت دون حضوره ـ إلى الرئيس مبارك ورجال الدولة على حضورهم، وقد شغل الفقيد عدة مناصب منها أمين عام الحزب الوطني (الحاكم) في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، كما عمل محاميا دولياً، وكان نائباً في البرلمان، وعضوا في لجنة الحوار القومي وغيرها من اللجان والمجالس.

سيرة ذاتية

والفقيد الراحل ابن إحدى العائلات القبطية العريقة، التي لعب كثير من أبنائها أدواراً مهمة في تاريخ مصر المعاصر، وكانت تربط الفقيد صلة زمالة وصداقة خاصة بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، وكان شاهد عيان على حادث 4 شباط (فبراير) الشهير، كما كان شاهدا على أكبر خلاف سياسي في تاريخ مصر الحديث وقع بين مكرم باشا عبيد من جهة، والزعيم الوفدي مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين من جهة أخرى، والذي نشر في أعقابها ما عرف بالكتاب الأسود حينئذ.

وبعد قيام حركة الضباط في 23 تموز (يوليو) 1952، آثر الفقيد الابتعاد تماماً عن العمل السياسي أكثر من ربع قرن، إلا أنه عاد إليها بقوة في عهد الرئيس انور السادات، حيث تولى مناصب قيادية فكان أول أمين عام للحزب الوطني (الحاكم)، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلسي البرلمان (الشعب والشورى).

وشاءت الأقدار أن يكون الفقيد الراحل بجوار صديق عمره الرئيس الراحل أنور السادات في حادث المنصة الشهير عام 1981، وكثيراً ما أعلن الفقيد في مقابلات صحافية أن أحداً من رجال الدولة ـ اياً كان موقعه ـ لم يعارض قرارات اعتقالات سبتمبر الشهيرة التي سبقت حادث المنصة مباشرة .