فالح الحمراني من موسكو: يهدد شبح الانقراض روسيا بالاختفاء عن خارطة العالم خلال سنوات، إذ سجلت روسيا خلال العقدين الأخيرين ارتفاعا في عدد الوفيات يقابله انخفاض في عدد المواليد الجدد ، إضافة إلى نقص حاد في الأيدي العاملة، ما يجعل عددا من المناطق السكنية بشكل عام، والنائية منها بشكل خاص ، مهددة بالانقراض.

وفي محاولة منها للتوصل إلى حل ينقذها من هذه الأزمة الديمغرافية التي تواجهها، وضعت الدولة الروسية قوانين لاستيعاب أكبر عدد من المهاجرين الجدد إلى روسيا وقدمت لهم التسهيلات للحصول على الجنسية . يأتي ذلك مع ارتفاع نسبة المهاجرين من الصين في الشرق الأقصى وجمهوريات آسيا الوسطى وما وراء القوقاز لملئ الفراغ السكاني الحاصل.

ويشكل انتشار الإدمان على الخمر العامل الأساسي المؤثر في نقص التعداد السكاني في روسيا حسب المعطيات الرسمية الروسية،
وقالت معلومات رسمية إن نفوس روسيا سينخفض إلى مائة وعشرين مليون نسمة في العام 2030.

في هذا الإطار، توضح رئيس لجنة الدوما لشؤون الصحة العامة تتيانا ياكوفليف أن احدى أكبر التحديات التي تقف امامها روسيا في القرن الـ21 يتمثل بتعرضها لأزمة ديمغرافية حادة. وتحذر ياكوفليف من أن هذا الحجم معرض للاستمرار في التناقص ليبلغ حوالي ثمانين مليون نسمة في العام 2070. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد السكان الروس بلغ 142.7 مليون نسمة حتى الأول من يناير (كانون الثاني) 2006، الرقم الذي قد يتراجع إلى 138 مليون نسمة في العام 2012.

وتشير دراسة ظهرت مؤخرا إلى أن روسيا تعاني من انخفاض حالات الولادة على الموت، فيما تشير المعطيات العالمية إلى تفوق حالات الولادة على الموت في العالم بنسبة 2.6. أما روسيا، فوضعها مختلف، ففي كل دقيقة، يولد ثلاثة أشخاص ويموت خمسة، أي أن الموت يفوق الولادة في روسيا بنسبة 1.6 إلى 1.8.

وتشير المعطيات الروسية إلى أن معظم حالات الموت تأتي في الدرجة الأولى بسبب أمراض القلب، وفي الدرجة الثانية بسبب الحوادث الطارئة وبالتالي أمراض السرطان والإدمان على الخمر.
على هذا المعدل، فإن عدد سكان روسيا سيتقلص إلى مستويات خطرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى اختفاء روسيا عن خارطة العالم.