محمد الخامري من صنعاء: أكد الرئيس علي عبدالله صالح أن زيارته التي بدأها اليوم لجمهورية الصين الشعبية ستكون إضافة جديدة ومهمة لعلاقات الصداقة المتينة والمتطورة التي تجمع اليمن والصين اللذين يحتفلان في هذا العام 2006م بمرور 50 عاما على إقامة العلاقات بينهما، حيث ظلت هذه العلاقة تشهد حالة من التطور والنمو المستمر وذلك لحرص البلدين الصديقين على تعزيزها والدفع بها إلى الأمام.

وكان صالح غادر العاصمة صنعاء في وقت متأخر من مساء أمس quot;الثلاثاءquot; متوجهاً إلى العاصمة الصينية بكين على رأس وفد رفيع المستوى في مستهل زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية والتي تستغرق عدة أيام يزور بعدها جمهورية باكستان الإسلامية.

ووفقاً للمصادر الرسمية فانه من المقرر أن تجرى يوم غد الخميس في قصر الشعب الصيني مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس صالح يستهل بعدها زيارته بمباحثات مع نظيره الصيني وكبار المسئولين في الحكومة الصينية تستهدف تعزيز وتنمية علاقات التعاون القائمة بين البلدين في المجالات كافة سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بما يعود بالفائدة وينمي المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.

ومن المقرر أن يتم خلال الزيارة مناقشة وتوقيع وبحث 19 مشروعا واتفاقية وبرنامجاً للتعاون الثنائي بين اليمن والصين بغية إعطاء دفعة قوية لتوطيد دعائم التعاون بين البلدين والانطلاق بها نحو آفاق أرحب تلبي طموحات البلدين والشعبين. وأشار الرئيس صالح في كلمته قبيل مغادرته صنعاء إلى أن من ضمن الوفد المرافق له وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين اليمنيين والذين سيبحثون مع نظرائهم الصينيين سبل إقامة مشاريع اقتصادية وتجارية مشتركة وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين ، مجدداً ترحيبه بالشركات الصينية للاستثمار في اليمن , مؤكدا أن هناك فرص استثمارية واسعة وعديدة متاحة أمامها في اليمن في مختلف المجالات وفي مقدمتها مجالات الصناعة و الطاقة والمعادن والإنشاءات وغيرها , إضافة إلى الفرص العديدة المتاحة في المنطقة الحرة بعدن.

ولفت صالح إلى أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من مشاريع الاتفاقيات المتعلقة بالجانب الاقتصادي والاستثماري ومنها بحث تنفيذ 13 مشروعا إنمائيا في اليمن بتمويل صيني. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الانترنت عن مصادر مطلعة أنه سيتم التوقيع خلال الزيارة على اتفاقية التعاون الاقتصادي والتكنولوجي وتتضمن تقديم منحة مالية من الصين قيمتها (40) مليون يوان بما يعادل (5) ملايين دولار، وقرض بدون فوائد بمبلغ (40) مليون يوان، وقرض ميسر بفائدة 2% بمبلغ (200) مليون يوان تعادل (25) مليون دولار.

كما سيتم خلال الزيارة مناقشة وتوقيع وبحث (19) مشروعاً واتفاقية وبرنامجاً للتعاون الثنائي بين الجمهورية اليمنية وجمهورية الصين. وأشار موقع سبتمبر إلى أن مشاريع الاتفاقيات والبرامج التنفيذية التي ستعرض خلال زيارة فخامة الأخ الرئيس إلى بكين تتضمن اتفاقية الازدواج الضريبي بين اليمن والصين وبرنامجاً تنفيذياً للتعاون التربوي والتعليمي للأعوام ( 2006 -2008م) واتفاقية للتعاون الإعلامي وبروتوكولاً تنفيذياً في مجال تشجيع وحماية الاستثمار للأعوام ( 2006 ndash; 2008م)، واتفاقية في المجال الأمني واتفاقية ثقافية.

وبحسب المصادر ذاتها فإن المشاريع الجاهزة التي سيتم التوقيع عليها تتضمن مشروع توسعة مصنع أسمنت باجل بتكلفة (116) مليون دولار، ومشروع خطوط النقل الكهربائية (132) كيلو وات بالحسوة بتكلفة (35) مليون دوار، ومحطة مأرب الغازية الثانية بطاقة (400) ميجاوات وبتكلفة (200) مليون دولار.

كما أن هناك مشروعات أخرى ينتظر أن يقدم الجانب الصيني عرضه التمويلي بشأنها، وهي محطة بلحاف الغازية في شبوة ومحطة معبر الغازية في ذمار، ومشروع إنشاء وتجهيز مدينة الصالح الطبية بأمانة العاصمة بتكلفة (150) مليون دولار، ومشروع إنشاء أرصفة جديدة بميناء الحديدة، ومشروع إنشاء ميناء الضبة بتكلفة (200) مليون دولار، وميناء استراتيجي متعدد الأغراض في المخا، ومشروع الخزانات الإستراتيجية برأس عيسى، ومشروع الخزانات الإستراتيجية للمشتقات النفطية بعدد من المناطق، فضلاً عن إنشاء مشروع أنبوب نقل الغاز من صافر إلى معبر وعدن، والصناعة الاستخراجية والثروات المعدنية وإنشاء سكة حديدية شرقي صنعاء لاستخراج الثروات المعدنية.

ويشارك رجال الأعمال اليمنيون في معرض الصين الدولي الذي سينعقد في (14) إبريل الحالي في العاصمة بكين. يذكر أن العلاقات اليمنية ndash; الصينية تمتاز بالخصوصية وتشهد تطوراً مستمراً خاصة في مجالات التعاون الاقتصادية التي تدعمها اللجنة اليمنية الصينية المشتركة. ويأتي اليمن في المرتبة الخامسة كشريك تجاري للصين بين الدول العربية.

وقالت بيانات أولية من الجهاز المركزي للإحصاء أن حجم التبادل التجاري بين اليمن والصين ارتفع خلال العام الماضي 2005م إلى أكثر من (435) ملياراً و(119) مليون ريال مقارنة بـ(263) مليار ريال عام 2004م. وتضيف الإحصائية إن الصادرات اليمنية ارتفعت من 216 مليار ريال عام 2004م إلى (380.9) مليار ريال عام 2005م حيث تعتبر الصين الشريك التجاري الأول لليمن.