بعد اتهامات متبادلة وتخوين مشترك من قبل الجانبين
ملاسنة حادة بين المعارضة والحزب الحاكم أمام الرئيس صالح

محمد الخامري من صنعاء: تصاعدت حدة المواجهة بين أحزاب المعارضة المنضوية في إطار اللقاء المشترك (6-1) والمتمثل في quot;التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبيةquot; من جانب ، وحزب المؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; من جانب آخر بشأن ضمانات نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل وصلت حد توجيه الشتائم والتخوين والاتهامات المتبادلة من قبل الجانبين ضد بعضهما البعض أمام الرئيس علي عبدالله صالح الذي جمعهما عنده في رئاسة الجمهورية بحضور رئيس الوزراء عبدالقادر باجمّال quot; أمين عام الحزب الحاكمquot; وعدد من أمناء عموم أحزاب المعارضة اليمنية أبرزهم الدكتور ياسين سعيد نعمان quot;أمين عام الحزب الاشتراكيquot; ، والأمين العام المساعد لحزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي الذي دخل في ملاسنة كلامية مع الشيخ سلطان البركان الأمين العام المساعد للحزب الحاكم أفضت إلى انسحاب الأول quot;الآنسيquot; من الاجتماع.

وقالت مصادر معارضة حضرت اللقاء إن الآنسي والبركاني تبادلا الاتهامات بالكذب بشأن الاتفاق الذي كان الطرفان قد توصلا إليه بشأن تشكيل لجنة لتقويم أداء اللجنة العليا للانتخابات ، مشيرة إلى أن انسحاب الآنسي جاء احتجاجاً على الطريقة التي رد فيها الشيخ سلطان البركاني عليه. الشيخ سلطان البركاني نفى أن يكون انسحاب الآنسي كان على خلفية نقاش قضايا موضوعية ، مشيراً إلى أن الانسحاب كان مبيتا سلفا بدليل أن الاجتماع انفض في الساعة الواحدة والنصف ظهرا ونشرت وسائل الإعلام الساعة الثانية تصريحات نسبت إلى مصدر حضر الحوار، بما يعني أن هذه التصريحات قد أعدت سلفا.

وأضاف أن quot;انسحاب الآنسي جاء بعد مشادة كلامية بيني وبينه لأنه تفوه بألفاظ نابية يصعب على أي سياسي إطلاقها ، أو القبول بها، لأن الحوار ليس بالشتائم كما أن الموقف الذي فيه الحوار يرأسه رئيس الدولة وكان الأجدر بالآنسي أن يتحلى بآداب الحوار ، مشيراً إلى أن الآنسي جاء إلى الاجتماع وكأنه يحمل رسالة من دولة أجنبية ويريد أن نجيب عليها بالموافقة فوراً، وإلا فإن السماء ستسقط على الأرض ، مشيراً إلى أنهم في اللقاء المشترك يدخلون الاجتماعات وقد أعدوا بيانات فشلها مسبقاً. وقال البركاني quot;لو كانوا جادين فإن النقاط الخمس التي طرحها رئيس الجمهورية كان الأجدر بهم مناقشتها والموافقة عليها، أو الرفض بشكل ودي وموضوعي، خاصة وأن رئيس الجمهورية كان حريصا على نتائج ايجابية لأنه لا يوجد في العالم رئيس دولة ومسؤول سياسي عركته الأحداث وحمل معه هموم وطنه عقودا من الزمن يقبل أن تعقد اجتماعات لديه لا تؤدي إلى نتائج ايجابية.

من جانبه قال الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي إن انسحابه من اللقاء جاء احتجاجا على بذاءات سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الذي كان حاضرا مع بعض قيادات المؤتمر، الأمر الذي حال دون توصل اللقاء إلى أي نتائج ، موضحاً أن اللقاء برئيس الجمهورية علي عبد الله صالح جاء بدعوة من الرئيس بعد أن أوصلت قيادة المؤتمر الشعبي العام الحوار الذي دام لأربعة أشهر إلى طريق مسدود ، مشيراً إلى أن قيادات المشترك حملت إلى اللقاء رسالة وضحت فيها وجهة نظرها في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأرفقتها بنماذج من الخروقات الصارخة التي قامت وتقوم بها اللجنة العليا للانتخابات وعقب قراءة الرسالة لمسنا اهتماما من الأخ الرئيس لما طرح من المشترك، ولعل اهتمامه كان سببا في انفعال الأخ سلطان البركاني في دفاعه عن اللجنة العليا للانتخابات، الأمر الذي أدى إلى تفوهه ببذاءات غير لائقة خاصة في حضور رئيس الجمهورية، ولم يكن من اللائق مجاراته في تلك البذاءات ، وكان الانسحاب هو الرد العملي اللائق على تلك البذاءات.
وكانت مصادر قيادية في المعارضة قالت إن هناك نية مبيتة لدى الحزب الحاكم بتأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد ، مشيرةً إلى أن مسؤولين في الحزب الحاكم أفصحوا عن هذه الرغبة بحجة أن المدة الدستورية لم تعد كافية لإجراء الانتخابات في موعدها.

وفي الوقت ذاته الذي قالت فيه المعارضة إن الرئيس علي عبدالله صالح أبلغها بأنه وجّه بتأجيل مشروع التعديلات التي اقترحها على الدستور وعرضت على البرلمان الشهر الماضي ، أكد مصدر مسؤول في الحزب الحاكم أن انسحاب عبد الوهاب الآنسي من لقاء الرئيس صالح بقادة اللقاء المشترك يعود إلى رغبة تجمع الإصلاح في التفاوض منفرداً دون حلفائه في أحزاب اللقاء المشترك للفوز بالنصيب الأكبر من المكاسب وإعطائهم الفُتات ، مشيراً إلى أن الآنسي يسعى ليعود لمنصبه السابق quot;نائباً لرئيس الوزراءquot; مع quot;ترتيب منصب ما لياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكيquot; الذي كان أول رئيس للبرلمان بعد الوحدة اليمنية عام 1990م.

واتهم المصدر المسؤول في المؤتمر الشعبي quot;الحاكمquot; أحزاب المعارضة بالحرص على عدم الوصول إلى نتائج إيجابية بشأن مختلف القضايا، وقال إن اللقاءات معها تحولت إلى مجرد مباراة ومواد إعلامية للوسائل الإلكترونية والمطبوعة.

quot;إيلافquot; تنشر نص رسالة أحزاب اللقاء المشترك المعارض للرئيس صالح فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظكم الله يهديكم اللقاء المشترك أطيب التحية والتقدير والاحترام، لقد سبق للقاء المشترك أن خاطب فخامتكم برسالة مؤرخة 22/3/2006م، حول رؤيته لضمانات إجراء انتخابات حرة ونزيهة نظرا لما تمثله الانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة من أهمية بالغة يتم إجراؤها في ظل ظروف صعبة وتحديات كبيرة تواجهها بلادنا على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وانسجاما مع تطلعات شعبنا في دفع عجلة التحول الديمقراطي وتقوية المؤسسات الدستورية وتعزيز دورها وتكريس سيادة القانون وصولا الى تحسين مستوى حياة الشعب المعيشية وتقدمه الاقتصادي ومكافحة الفساد والفقر والبطالة وتأمين ظروف الأمن والاستقرار للوطن، ومن دون إجراء انتخابات حرة ونزيهة تفتح آفاقا واسعة نحو انجاز الإصلاحات الوطنية الشاملة فإن حجم التحديات الداخلية والخارجية سوف يتضاعف وسينسد أفق الإصلاحات الوطنية التي أصبحت مطلبا ملحا لكل أبناء شعبنا وسنجد أنفسنا جميعا أمام مسؤوليات قد لا نستطيع تحملها.

فخامة الأخ رئيس الجمهورية إننا وما لمسناه من اهتمامكم كنا قد عقدنا الأمل على نجاح حواراتنا مع قيادات المؤتمر الشعبي في الاتفاق على الضمانات التي من شأنها أن تحقق إجراء انتخابات حرة ونزيهة ، إلا أننا وبعد أربعة أشهر من هذه الحوارات وجدنا أنفسنا- وبسبب عدم جدية الإخوة في قيادة المؤتمر في الوصول إلى نتائج ايجابية- نعود إلى نقطة الصفر دون أي تقدم يذكر على هذا الطريق، وإن ما كنا نخشاه وحذرنا منه يجري اليوم من واقع ممارسة اللجنة العليا للانتخابات والتي أقدمت على تشكيل اللجان الإشرافية والأصلية بصورة مخالفة للدستور والقانون، بل إنها لم تلتزم بالمعايير التي ابتدعتها (نرفق لكم جانبا من تلك الممارسات التي تجري كما أكدها اللقاء الأول لقيادة اللقاء المشترك في المحافظات).

وهذه المخالفات وغيرها سوف تؤدي إلى الإخلال الواسع بالسجل الانتخابي المختل أصلاً بما يترتب على ذلك من نتائج وخيمة على مشروعية العملية الانتخابية ونتائجها. إنه ومن واقع ما تمر به بلادنا من تعقيدات وصعوبات سياسية واقتصادية وأمنية فإن اللقاء المشترك يعتقد أنه لو توفرت المصداقية والإرادة السياسية لا يزال بمقدورنا كشركاء ومعنا الشعب بكل قواه السياسية والاجتماعية ومؤسساته المدنية على تجاوز العوائق والعقبات التي تقف أمام عملية التحول الديمقراطي وفي المقدمة منها تلك الصعوبات التي تحول دون إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتحقيق الإصلاحات السياسيـة والوطنية المنشودة.

فخامة الأخ الرئيس إننا أحوج ما نكون في هذه اللحظة الراهنة إلى موقف يعبر عن قراءة موضوعية لواقع التعقيدات والتحديات التي يمر بها بلدنا، والى توجه حريص على مواجهتها ولن يتأتى ذلك الأمر إلا من خلال مراجعة جادة وتقييم شامل مسؤول للعلاقة بين شركاء الحياة السياسية ومن منطلق ما يوفره الدستور من قواعد وشروط وضمانات. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
عن أحزاب اللقاء المشترك : التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.