عادل درويش من لندن: وجه انتونيو جوتريس، رئيس المفوض العام للاجئين في الامم المتحدة، انتقادا غير مباشر لتعامل الولايات المتحدة مع اللاجئين الوافدين اليها، اثناء اطلاقه كتاب الوكالة عن احوال اللاجئين في العالم، عندما اشار ضمنيا الى خلط الأميركيين قضايا اللاجئين بمسألة مكافحة الارهاب. وكان جوتريس يجيب على سؤال صحافية عندما قال انه من غير المعقول ان يستخدم شخص يريد وضع قنبلة على الاراضي الأميركية اسلوب اللجوء السياسي لأن اول خطوة فور وصول طالب اللجوء الى الولايات المتحدة هو ان تضعه الجهات المسؤولة في مركز للاجئين تحت المراقبة والحراسة.

و استطرد مطالبا اميركا بان تعي ان الغالبية الساحقة من طالبي اللجوء هم اول ضحايا الارهاب مباشرة وغير مباشرة، ومن غير المقبول الاضافة الى معاناتهم، وضم صوته الى صوت هيلاري بن، وزير التنمية الدولية البريطاني، في مطالبة العالم بالتنسيق حول سياسة موحدة لرعاية اللاجئين.

وكان كل من جوتريس وبن اشتركا صباح اليومفي اطلاق كتاب quot; حالة لاجئي العالم : التشرد الانساني في الالفية الجديدةquot; الصادر عن مطبوعات جامعة اوكسفورد، والذي يشمل تقارير واحصائيات، وقصصا حقيقية انسانية للاجئين جمعها وحققها فريق الباحثين التابع للوكالة الدولية.

ورحب الوزير بن بقرار تشاد بعدم ابعاد اللاجئين من دارفور عبر الحدود الى السودان، لكنه دعى العالم الى اتباع نداء بريطانيا بتوجيه مزيد من الدعم الى الاتحاد الافريقي، الذي اشاد بدوره في التدخل لحل مشكلة دارفور، مضيفا بان قيادة قوات الاتحاد الافريقي تشكو من قلة عدد القوات وقلة الإمكانيات بسبب ازيداد عدد اللاجئين.

ورغم وجود لاجئين في تشاد وبعض الدول المجاورة، الا ان معظم اللاجئين يندرج تحت بند quot;الاشخاص المشردين داخلياquot; اي انهم لاجئون داخل اوطانهم، ويبلغ عددهم اليوم 7.5 ملايين، وهو مثال على حالات تصبح فيها الحكومة، التي يفترض ان تحمي اللاجئين على ارضها وفقا للاتفاقيات الدولية، هي جزء من المشكلة وليس الحل، مثلما قال جوتريس، بينما اشار بن صراحة الى قيام الحكومة quot; باضطهاد اللاجئين اصلا كما هو الحال في السودان.quot;

واشار جوتريس الى عودة أكثر من 500 الف لاجئ سوداني من الجنوب الى ديارهم بعد توقيع اتفاقية الجنوب في العام الماضي، حسب تقدير الوكالة، لكنه حذر من ان غياب البنية التحتية وفرص العمل والمدارس والمرافق قد يدفع معظمهم الى الهجرة مرة اخرى.

وتشير احصائيات الوكالة الى ان عدد اللاجئين حول العالم والذي يبلغ 9.2 ملايين هو اقل رقم في 25 عاما، ومع ذلك يحذر رئيس المفوضية من النظام العالمي للتعامل مع التشرد الإنساني الذي وصل حدا حرجا، خاصة في مواجهة تحديات جديدة حيث ان مشكلة اللاجئين تمت عولمتها.