عادل درويش: دخل رقم 10 داوننج ستريت، مقر رئيس الوزراء، طوال اليوم في لعبة القط والفأر والتخمينات مع quot; اللوبيquot; الصحافي الذي تحضره إيلاف يوميا، بشأن تفاصيل جمع اعضاء مجلس الوزراء المال من جيبهم الخاص لشراء هدية ملائمة لجلالة الملكة اليزابيث الثانية التي تحتفل بعيد ميلادها الثمانين غدا الجمعة، رافضا ان يفصح عن نوع الهدية او قيمتها.

وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء قال في لقائه الصباحي مع لوبي الصحافة البرلماني ان اعضاء المجلس جمعوا ما بين بعضهم البعض مبلغا من المال واشتروا هدية تقدم لجلالة الملكة غدا صباحا

إليزابيث الثانية .. قُبلة تاريخية على جبين بريطانيا
( الجمعة) بمناسبة عيد ميلادها. وجمع المال لشراء هدية جماعية وتوقيع بطاقة من الجميع هو تقليد بريطاني قديم يتبع في المكاتب واماكن العمل حيث يشترك الجميع في تقديم هدية جماعية.

وأكد المتحدث ان الوزراء تبرعوا من جيوبهم الخاصة وليس من ميزانية وزاراتهم حيث تحرم اللوائح ذلك، خاصة وان الدستور البريطاني، وان كان عرفيا غير مكتوب، الا انه يفصل فصلا تاما بين الدولة، وراسها الملكة، وبين الحكومة المنتخبة من الشعب كل خمس سنوات، ويمثلها مجلس الوزراء ورئيسه.

ورغم إلحاح الصحافيين في لقائي الصباح في داوننج ستريت وبعد الظهر في مجلس العموم، في قاعة الصحافة، على متحدث داوننج ستريت بالإفصاح عن نوع الهدية، فقد رفصت المصادر ذلك تماما بحجة quot; انه ليس من الذوق الحسن الإفصاح عن الهدية قبل ان يفض المتلقي الغلاف الذي يلفها،quot; ورفض المتحدث اعطاء اي تلميحات او معلومات عن من قام بلف الهدية او شرائها او حملها الى قصر باكنغهام . واكتفى بالقول انها هدية quot; مناسبةquot; وليست ثمينة وانما محترمة ومتواضعة تماشيا مع رغبة قصر باكنغهام quot; الذي دخل في مشاورات طويلة مع مجلس الوزراء لانتقاء الهدية المناسبة.quot;

وداعب المتحدث الصحافيين قائلا ان لدى داوننج ستريت خبرات وكفاءات وامكانيات مذهلة في لف الهدايا وتغليفها، لكن المشكلة دائما في العثور على السلوتيب ( الشريط اللاصق) المناسب.

وكان كل من رئيس الوزراء توني بلير، وزعيمي المعارضة المحفاظ دافيد كاميرون، والأحرار مينزيس كامبل وعدد من النواب، عقدوا جلسة خاصة لتقديم التهاني والولاء والتحية لجلالة الملكة بمناسبة عيد ميلادها الثمانين.

وكنت الملكة دعت امس 99 من مواليد بريطانيا والكمونولث الذين ولدوا في اليوم نفسه21 ابريل 1926 لحفل شاي في قصرها، اعتبره جميع المدعوين quot; اعظم هدية تلقوها في حياتهم.quot;

وقد تولت الملكة العرش عام 1952 بعد وفاة ابيها الملك جورج المفاجئة. وقد شهدت 10 رؤساء وزارة بداية بونستون تشرشيل، و19 زعيما للمعارضة.
وقامت الملكة ب 256 رحلة دولية رسمية زارت فيها 138 دولة حول العالم، واستقبلت مئات من رؤساء الدول.

وهي تعمل لساعات طويلة طوال اليوم حيث تعتبر رأس الدولة في بريطانيا ودول الكمنولث، وهي رأس الكنيسة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وتترأس 600 جمعية خيرية في بريطانيا وحول العالم. وهي السيدة الأولى المحبوبة شعبيا بلا منازع في بريطانيا ودول الكمنولث.