شوقي مسلماني من سدني: عقد التيّار الوطني الحرّ برئاسة العماد ميشال عون في سيدني في استراليا ندوةً حاشدةً حضرها النائب في البرلمان اللبناني المحامي إبراهيم كنعان، بحضور سكرتير التيّار بيار رفّول. وتحدث النائب الضيف خلال الندوة عن واقع السياسة اللبنانيّة اليوم، وفي باله كيف يؤكّد على وثيقة التفاهم المعقودة مع حزب الله من ناحية، وكيف يحافظ على حضوره الشعبي في الوسط المسيحي اللبناني.

وأكّد النائب إبراهيم كنعان في الندوة التي استمرّت أكثر من ساعتين على ثوابت ترفض quot;الإصطفافات الطائفيّةquot;، كما ترفض quot;التأسيس لحرب جديدةquot;، وترفض quot;التكاذبquot;، وتؤكّد على quot;السيادةquot; وquot;الديمقراطيّةquot; وquot;بناء المجتمع المدنيquot;. والعبارة الأخيرة هي العبارة الملَطَّفة لبناء المجتمع العلماني الذي يبتعد فيه الدين عن السلطة، ويقترب في آن من المجتمع. بمعنى آخر فالتيار الوطني الحرّ، حسب كنعان، هو quot;حالة وطنيّة لبنانيّةquot;، وهذه العبارة لا يجرؤ على ان يرددهاالكثير لدوافع إمّا عنصريّة، وإمّا مذهبيّة.

quot;المجتمع المدنيquot; بلسان النائب كنعان له دساتيره التي تقيم وزناً للمواطن، باعتباره مواطن له كامل الحقوق، وعليه كامل الواجبات، فلا إبن quot;الكنيسةquot; يطغى على quot;المسلمquot; لأنّه إبن الكنيسة، ولا quot;المسلمquot; يطغى على إبن الكنيسة لأنّه مسلم، غير أنّ كنعان لم يلحظ تفاوتاً، وهو يؤكّد على quot;المجتمع المدنيquot;، فيما يؤيّد الدائرة الإنتخابيّة الصغرى أو quot;الفرديّةquot;، التي تؤسّس لكيان لبناني يتشظّى إلى 128 دولة، وهو عدد المنتَخَبين إلى المجلس التشريعي اللبناني، وفيما الحاجة ماسّة للبنان واحد، يليق بالمجتمع المدني، من خلال لبنان دائرة واحدة ركنها النسبيّة. كما لم يلحظ كنعان الذي أكّد على أنّ النظام الطائفي هو الخلل الذي تأسّس عليه لبنان منذ قيامه في النصف الأوّل من القرن الفائت، والذي يدين استخدام quot;المال واللهquot; في الإنتخابات، والذي يؤكّد على وجوب قيام الدولة quot;التي لا تميّز بين شخص وشخص إلاّ على قدر كفاءته، وتحترم حقوق اللبنانيين، والعقد المشترك الذي هو الدستورquot;، وليس الكنيسة أو الجامع، النائب كنعان ذاته، لم يلحظ تجاذباً عكسيّاً بين كلّ ما سبق، ودعوته إلى quot;الديمقراطيّة التوافقيّةquot; التي هي إبنة شرعيّة للتجاذب الطائفي في لبنان.

ونريد أن نحمل مبدأ quot;الدائرة الفرديّةquot;، ومبدأ quot;الديمقراطيّة التوافقيّةquot; على محمل حسن النيّة، مؤسِّسين على رسوليّة قيادة التيّار الوطني الحرّ، وعلى رأسها العماد عون، وعلى دقّة المرحلة، إنّما لبنان ألا يستحق أبطالاً إلى النهاية؟. ما مِن عاقل إلاّ ويترقّب عن كثب ما ستفضي إليه حركيّة التيّار الوطني الحرّ المكرَّس أخلاقيّاً، والمنتشر، وإن بتفاوت في كلّ لبنان، فإمّا لبنان كلّه quot;تحت العلم اللبناني الواحدquot;، وإمّا تعاقب النضال، ولو طال الحين. أخيراً، أحسنَ النائب الزائر المحامي إبراهيم كنعان إذْ لم ينكأْ جراحاً في الندوة، على رغم الجرح الكبير الذي يتزف في ظهر تيّاره، مُثْبِتاً أنّه رجل دولة، كما هو زميله بيار رفّول، فليس صحيحاً، وهو ما يتأكّد يوماً بعد يوم، أنّ quot;الجمهور العونيquot;، كما يتجنّى البعض، يؤلّه شخصاً هو الجنرال ميشال عون، بل الصحيح أنّ الجنرال عون هو القيادة التي تلتفّ حوله، وتشدّ أزره، وتُشير عليه بالمشورة الحسنة، وتتطلّع معه إلى لبنان نظيف.