بيروت، باريس: اعتبر وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ اليوم أن مشروع القرار الجديد الذي يتم درسه في الأمم المتحدة يجب أن يدين الانتهاكات الاسرائيلية ولا يتدخل في العلاقات بين لبنان وسوريا. وقال صلوخ القريب من حزب الله الشيعي quot;لاحظنا باستغراب ان مشروع القرار لم يشر الى الخروق الاسرائيلية للسيادة اللبنانيةquot;. واضاف quot;نصر على ادانة الانتهاكات الاسرائيلية وطلب وقفها في النص الذي سوف يعتمده مجلس الامنquot;.

وتاتي ملاحظات صلوخ بعدما قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الجمعة مشروع قرار الى مجلس الامن يطلب من سوريا اقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وترسيم حدودها معه. واكد وزير الخارجية ان لبنان وسوريا يفضلان عدم اللجوء الى quot;الية دوليةquot; لتطبيع العلاقات بينهما، ويفضلان quot;ان تبحث (العلاقات) ثنائيا مع تسهيل عربي اذا اقتضى الامرquot;. وفي رايه ان قرار الامم المتحدة يجب ان يدين quot;الخروق الاسرائيلية شبه اليومية للاجواء اللبنانية واستمرار (اسرائيل) في اعتقال مواطنين لبنانيين كرهائن من دون وجه حق وعدم تعاونها مع الامم المتحدة لتسليم خرائط الالغامquot; التي وضعتها خلال احتلالها جنوب لبنان بين عامي 1978 و2000.

وشدد صلوخ على وجوب ان يدين القرار ايضا quot;مواصلة احتلال (اسرائيل) اراضي لبنانيةquot; في اشارة الى مزارع شبعا على الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل والتي لا يزال حزب الله ينفذ عمليات فيها. ويستانف الاقطاب اللبنانيون الثلاثاء مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في بداية اذار(مارس) ويركز خصوصا على تطبيع العلاقات مع سوريا ونزع سلاح حزب الله. وغادرت القوات السورية لبنان العام الفائت بعد 29 عاما من الوجود العسكري والسياسي، وذلك بعد نحو شهرين من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

صفير: صدور قرار جديد من الامم المتحدة امر quot;ضروريquot;

من جهته اعتبر الكاردينال الماروني نصرالله بطرس صفير ان اعتماد الامم المتحدة قرارا جديدا quot;ضروري لان القرارات التي اتخذت حتى الان لم تنفذ بعدquot;. وفي مقابلة تنشرها صحيفة quot;لا كرواquot; الخميس، قال بطريرك اكبر طائفة مسيحية في لبنان الذي استقبله الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الاثنين في قصر الاليزيه ان quot;القرار 1559 طالب بانسحاب القوات السورية وهذا ما قامت به. لكن ثمة بنودا اخرى مثل نزع سلاح حزب الله واقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا وترسيم الحدود بين البلدين، لم تطبق بعدquot;. واضاف quot;عندما يكون ثمة طرف مسلح دون الاطراف الاخرى لا يكون هناك مساواة. يجب اذا ايجاد تسوية. هذا سيحصل ربما عبر حوار صريح وواضح وربما ايضا مع بعض الضغط الخارجي من دون ان يكون عنيفاquot;.

واعرب الكارديال الماروني الذي يزور باريس بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيس جمعية quot;عمل الشرقquot; الخيرية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق عن اسفه لكون quot;الحوار الوطنيquot; في لبنان quot;يجر قدميه كما ولو ان احدا لا يؤمنquot; بنجاحه.
وردا على سؤال حول مصير الرئيس اللبناني اميل لحود الذي تطالب الغالبية المعارضة لسوريا في لبنان بتنحيه اوضح صفير انه quot;عارض ذلك لانه خطير للبلاد وكان سيؤدي الى مزيد من الضحايا. البعض يظن ان العماد لحود يقبل بالرحيل شرط ان يحل مكانه العماد ميشال عون. لا اعرف ان كان الامر صحيحا ام لاquot;.

وشدد البطريرك الماروني على ان منطقة الشرق الاوسط quot;في حال غليان والتوتر منتشر اينما كان وينعكس على لبنان (..) المركز الاساسي (للمشكلة) هو فلسطين واسرائيل. طالما لا توجد دولة فلسطينية تقيم علاقات جيدة مع اسرائيل سيستمر الوضعquot;.

من جهة اخرى اشاد صفير بفرنسا quot;التي تفهم افضل من اي طرف اخر الوضع في لبنانquot; والتي quot;اوت ولا تزال تؤوي الكثير من اللبنانيين، ربما مئة الف منهمquot;.