صدام لشاهد : سلم لنا على القضاء العراقي البطل
سبعاوي الحسن دافع عن شقيقه برزان التكريتي
أسامة مهدي من لندن : تأجلت محاكمة الرئيسي العراقي المخلوع صدام حسين الى بعد غد الاربعاء بعد الاستماع الى شاهدي دفاع عن برزان التكريتياليوم . وكانتالمحكمة الجنائية العراقية العليا رفعت جلستها السابعة والعشرين الصباحية اليوم للاستراحة بعد ان استمعت الى شهادة مدير الامن العام السابق سبعاوي ابراهيم الحسن دفاعا عن شقيقه برزان التكريتي فيما شهدت الجلسة مشادة كلامية بين القاضي والرئيس السابق صدام حسين اثر طرد محاميته اللبنانية بشرى الخليل من المحكمة وذلك عند استئناف محاكمته وسبعة من معاونيه السابقين في قضية اعدام 148 مواطنا من ابناء بلدة الدجيل شمال بغداد اثر تعرض صدام فيها عام 1982 لمحاولة اغتيال فيها .
وقد تقدم للشهادة دفاعا عن برزان شقيقه سبعاوي الحسن مدير الامن العام السابق والمدير العام في جهاز المخابرات والذي يحمل الرقم 36 في قائمة ال55 لكبار المسؤولين السابقين المطلوبين حيث ادلى باقواله من وراء ستار قال انه من مواليد 1947 قال انه معتقل الان وقد اعتقل بعد الاحتلال .. وكان عمله السابق مستشار في رئاسة الجمهورية . واشار الى انه يدافع عن اخيه ورئيسه صدام وعن اخيه برزان موضحا انه عندما وقعت محاولة اغتيال صدام عام 1982 ابلغه برزان انه لايتدخل في الامر لانه من اختصاص مدير الامن العام وانه ذهب الى البلدة للاطلاع على الاجراءات المتخذة فقط مؤكدا ان برزان لاعلاقة له بما حدث في الدجيل .
ثم تحدث سبعاوي عن نشاط حزب الدعوة ضد النظام السابق ومحاولته اغتيال عدد من مسؤولي النظام السابق .. واوضح انه يستعد في جلسات مقبلة للادلاء بشهادة دفاع عن صدام ورمضان . ثم دافع عن اخلاق برزان وثقافته لانه تتلمذ على يد الرئيس السابق صدام حسين وكان رجلا انسانيا كما قال . لكن الادعاء العام اعتبر اقوال الشاهد شهادة سماعية وليست عيانية .
وبعد انتهاء سبعاوي من شهادته طلب صدام السلام عليه قائلا انه لم يره منذ اكثر من ثلاث سنوات .
وفي بداية الجلسة الصباحية قال القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن للمحامية اللبنانية بشرى الخليل محامية صدام انها طرد من جلسة سابقة وعليها الاعتذار من المحكمة للسماح لها بحضور الجلسة لكنها اعترضت ذلك طالبة بحدة معرفة اسباب طردها واعتذارها .. وهنا طردها القاضي واصفا اياها بعضوة عصابة . وقد رد صدام معترضا فقال له القاضي : انت متهم والامر لايهمك فلا تتدخل .. فرد صدام انه رئيس جمهورية العراق وخاطب القاضي بالقول : انا فوق راسك تأدب وانا رئيس العراق وانت رجل تخرق القانون .. فرد عبد الرحمن : كنت رئيسا وانت الان متهما .
ثم باشرت المحكمة بالاستماع الى اقوال الشاهد مرشد محمد جاسم الذي رفض الادلاء بشهادته دفاعا عن البندرمن وراء ستار كما فعل الشهود السابقين لاسباب امنية وقال انه عمل في محكمة الثورة لمدة ثلاث سنوات خلال زمن النظام السابق كاتبا للضبط . واضاف ان البندر كان يطبق القانون في سير المحاكمات ويعامل المتهمين بشكل جيد وهو يتمتع بخلق عالي .
ونفى ان تكون المحكمة قد اصدرت احكاما ضد اشخاص دون السن القانونية كما انها لم تحسم أي قضائية من دون حضور المتهمين او المحامين . واكد ان صدام حسين كان يرفض التدخل في القضاء وقال ان هذا القضاء كان مستقلا تماما . واوضح انه في احدى المرات قتل شخص من اقارب صدام حسين رجلا فبرأه القضاة لكنه عاقب تسعة منهم واحال قضيته على محكمة الثورة لعدالتها كما قال .
وقد سال برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس جهاز مخابراته السابق الشاهد فيما اذا كان هو او صدام قد تدخلوا في شؤون محكمة الثورة فنفى الشاهد ذلك . لكن رئيس الادعاء العام جعفر الموسوي اعترض على اقوال الشاهد مشيرا الى انه يبدو انه لاعلم له بقضية الدجيل ولذلك ادلى بسيرة ذاتية للمتهم .
وحين انتهى الشاهد من اقواله حاول السلام على صدام فمنعه القاضي لكن صدام قال له : سلم على القضاء العراقي البطل والنزيه .
واحتج احد المحامين على طرد المحامية خليل من دون مبرر وقال ان ذلك ارهاب للمحامين مؤكدا انهم لم يتخلوا عن الدفاع حتى لو ضربوا بالرصاص . وهنا اعترض رئيس الادعاء مخاطبا المحامي : انت لاتعرف القانون .. الامر الذي اضطر القاضي الى التوضيح بان طرد الخليل جاء تطبيقا للقانون .
وحين ارادت المحكمة الاستماع الى شهود الدفاع عن برزان اكد القاضي ان ثلاثة منهم رفضوا كتابيا الادلاء باي اقوا في القضية .. بينما قال محامي برزان ان اثنين من الشهود معتقلين الان كما ان عددا من الشهود وهم من مدينة تكريت تعذر عليهم الحضور اثر تعرضهم لاجراءات امنية عرضت حياتهم للخطر .
ثم تحدث طه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية السابق محتجا على ضغوط تمارس ضد المتهمين والدفاع واتهم رئيس الادعاء العام بممارسات تستهدف المتهمين وقال ان مقابلتهم مع محاميهم اصبحت تتم عبر حاجز بلاستيكي يصعب انجاز هذه المقابلات القصيرة التي لاتتعدى الخمس دقائق .. واشار الى ان الهدف هو الحد من عدد المحامين وقال ان المتهمين استدعوا منتصف الشهر المحامي كل على انفراد وتلاوة محاضر الاتهام عليهم مع انها كانت القيت في جلسات سابقة . واكد ان المتهمين لايريدون ابدا النظر اليهم بالعطف لان المحكمة تنفذ مايريده الاسياد المحتلين . وطالب المحكمة التي قال انه لايعترف بها بمنح المتهمين الفرصة اللازمة لمقابلة المحامين .. وقال ان الممارسات السيئة في المحكمة هي التي دفعت القاضي السابق زركار للتخلي عن مهمته في قرار شجاع زاده شرفا .
وقبل ادلاء الشهود باقوالهم دفاعا عنه اعترض برزان على بعض الاجراءات التي تتخذها المحكمة ودافع عن نفسه نافيا وفاة عدد من متهمي الدجيل خلال التحقيق او محاكمة متهمين من دون حضورهم .. كما احتج على منع عدد من المحامين من حضور المحاكمة بحجة عدم سعة قاعتها مشيرا في هذا المجال الى محامي صدام الوزير الاميركي السابق المحامي رامزي كلارك . وقرا مكالمة مطولة فيها دفاع عن نفسه مشيرا الى انه ترك المخابرات عام 1983 وليست له أي علاقة باجراءات امنية اتخذت بعدها واشتكى من ان المقابلات مع المحامين تجري من وراء حاجز زجاجي وقال انه رجل مريض .
ثم خاطب برزان القاضي قائلا : ارجو ابلاغ جماعتك الاميركان بالاستجابة لمطايبنا فرد القاضي محتجا :ان الاميركان ليسوا جماعتي وان المحاكمة تجري وفقا للقوانين العراقية .. وهنا رد صدام على برزان قائلا : عفية (احسنت) .
وحين حاول برزان شرح الاجراءات القانونية احتج القاضي على طول مرافعته ووصفه بالقول : انت اصبحت ميرابو المحكمة (الخطيب الفرنسي زمن الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر) . ثم حصلت مشادة بين الاثنين نفى خلالها برزان بسب المحكمة او قاضيها .
والى الان استمعت المحكمة لاقوال 23 شاهدا دافعوا عن المتهمين الاربعة علي دايح وعبد الله كاظم رويد ومزهر كاظم رويد ومحمد عزاوي وكانوا اعضاء في حزب البعث في افادات ادلوا بها من وراء ستار ومن دون ذكر اسمائهم لاسباب امنية وهم من بين حوالي 50 شاهد دفاع ينتظر ان تستمع اليهم المحكمة التي يتوقع انتهائها من النظر في القضية اواخر الشهر المقبل لتصدر احكامها في اواخر شهر تموز (يوليو) او اب (اغسطس) المقبلين .
.
وكان صدام حسين وبعد ان استمع الى الاتهامات الموجهة له خلال جلسة الاسبوع الماضي قد رفض الرد على السؤال ما اذا كان مذنبا او غير مذنب وقال انه لايستطيع الرد بنعم او لا على مثل هذه التهم لان قائمة الاتهامات طويلة جدا . واضاف quot;انا رئيس الجمهورية ومحمي من قبل الدستور لذلك لا استطيع ان اجيب على اتهامات طويلة جداquot; واشار الى ان هذه ليست بطريقة لمعاملة رئيس العراق quot;كما انني لا اعترف بسلطة هذه المحكمة التي لا تستطيع ان تحاكم رئيس دولة بحسب الدستورquot;. فرد عليه القاضي quot;انت لست رئيس الدولة الان بل انت متهمquot; فجاوبه صدام quot;هذا ليس اسلوبا تعامل به الرئيس العراقيquot;.
وقد طالبت هيئة الدفاع عن صدام حسين تأمين الحماية لشهود الدفاع من خلال القوات الاميركية وان لا تتدخل وزارة الداخلية العراقية في اية إجراءات بخصوص الشهود. وقال المحامي العراقي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن صدام ومرافقيه إن الهيئة خاطبت القوات الاميركية بشأن ضرورة تأمين الحماية لهم خاصة بعد ما تم تقليص عددهم من ألف شاهد الى 50 لأسباب أمنية وان تتولى القوات الاميركية جميع المتطلبات اللازمة لحمايتهم شريطة عدم تدخل وزارة الداخلية العراقية بأي ترتيبات لإحضارهم خوفا على حياتهم. ومن جهته قال رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي ان المحكمة ستتجه الى تكثيف جلساتها لاستكمال الاستماع الى جميع شهود الدفاع الذين يتجاوز عددهم 50 شاهداً ممن قدمت هيئة الدفاع أسماءهم وعناوينهم الى رئيس المحكمة الجنائية . وستعقد المحكمة ثلاث جلسات اسبوعياً لتلافي تأخير المحاكمة بسبب الاستماع الى هذا العدد الكبير من الشهود.
المتهمون السبعة اضافة الى صدام
وتضم قائمة المتهمين السبعة اضافة الى صدام حسين برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس جهاز مخابراته السابق وطه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية السابق وجميعهم معرضون لحكم بالاعدام .. وهم :
صدام حسين : من مواليد عام 1937 . اصبح رجل العراق القوي عقب انقلاب قام به حزب البعث عام 1968 وتولى الرئاسة رسميا في عام 1979 ليحكم البلاد بسلطة مطلقة وبقوة وحشية. وبعد ان كان حليفا للولايات المتحدة اثناء الحرب مع ايران لمدة ثماني سنوات خلال الثمانينات اصبح عدوا لها في اعقاب غزوه الكويت عام 1990.
وبعد ان طردت قوات تقودها الولايات المتحدة قوات صدام من الكويت فرضت عقوبات دولية على العراق. وبعد ان دخلت القوات الاميركية والبريطانية الى العراق في اذار (مارس) عام2003 تمكن صدام من الهرب لكنه اعتقل قرب مدينة تكريت (100 كم غرب بغداد) مسقط رأسه في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 .
طه ياسين رمضان : النائب السابق لصدام : تم اعتقاله في 18 آب (اغسطس) عام 2003 من قبل مقاتلين اكراد في الموصل (شمال) ثم سلم الى القوات الاميركية وكان في المرتبة العشرين على لائحة المسؤولين السابقين ال55 الملاحقين من قبل الاميركيين .. وهو كان من اقرب المقربين لصدام حسين وشارك في كل قراراته المهمة.
وطه ياسين رمضان كردي الاصل من جزرة نواحي الموصل حيث ولد عام 1938 لاب بستاني وفي 1980 اسس quot;الجيش الشعبيquot; الذي كان تابعا لحزب البعث الحاكم كما كان عضوا في مجلس قيادة الثورة اعلى هيئة قيادية في العراق .. وفي عام 1991 اصبح نائبا للرئيس ويتهمه العراقيون بارتكاب جرائم ضد الانسانية خصوصا لتورطه في عدد من الحملات ضد الاكراد بما في ذلك مجزرة حلبجة .. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال.
برزان ابراهيم الحسن التكريتي : احد الاخوة غير الاشقاء للرئيس السابق ومستشاره الرئاسي وقد اعتقل في 16 نيسان (ابريل) عام 2003 في بغداد وكان الثاني والخميسن على لائحة ال55. وقد تولى برزان التكريتي رئاسة جهاز المخابرات العراقية قبل عام 1984 ثم مثل بلاده في الامم المتحدة في جنيف 12 عاما.
عاد الى العراق في ايلول (سبتمبر) عام 1999 ضمن اطار تعيينات دبلوماسية ووسط معلومات متضاربة تحدثت بعضها عن انشقاقه حين افادت معلومات نشرتها وسائل اعلام حينذاك ان صدام حسين وضعه تحت المراقبة بعد ان رفض التعبير عن ولائه لقصي الابن الاصغر للرئيس السابقالذي قتله الجيش الاميركي مع شقيقه عدي في تموز (يوليو) عام 2003 وقد اشرف خلال عمله في جنيف على شبكات المخابرات العراقية في اوروبا وتولى التوجيه في شراء الاسلحة. ومنذ فرض الحظر الدولي على العراق في 1990عام شكل شبكة هدفها الالتفاف عليه وتم تكليفه ادارة ثروة صدام حسين المودعة في مصارف اوروبية. وقد ولد برزان في عام 1951 في مدينة تكريت .
عواد حمد البندر : رئيس محكمة الثورة في عهد صدام والتي اتهمت باجراء عدة محاكمات صورية أدت في كثير من الاحيان الى اصدار احكام عاجلة بالاعدام. وكان البندر القاضي المسؤول عن محاكمة كثيرين من بين اكثر من 140 شيعيا اتهموا بمحاولة اغتيال صدام اثناء مرور موكبه في قرية الدجيل في تموز (يوليو) عام 1982 . وأصدر البندر احكاما على كثيرين اخرين بالاعدام. وخطف مسلحون محامي البندر من مكتبه وقتلوه في اليوم التالي لبدء المحاكمة.
عبد الله كاظم رويد : مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل.
علي دايح علي : مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل.
محمد عزاوي علي : مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل.
مزهر عبد الله كاظم رويد: مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل وابن عبد الله كاظم رويد .
وهؤلاء الاربعة الاخيرين متهمون بانهم كانوا مسؤولين عن منطقة الدجيل في حزب البعث الذي تم حله بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان (أبريل) عام 2003 وقادوا حملة الاعتقالات وتدمير يساتين ومنازل المنطقة .
وانشئت المحكمة العراقية الخاصة التي تحاكم صدام واعوانه في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 اي قبل توقيف الرئيس السابق بثلاثة ايام.
التعليقات