عواصم: أعربت الحكومة الكويتية اليوم عن ترحيبها بالمبادرة الأميركية المشروطة للتفاوض مع طهران حول ملفها النووي، ودعت ايران الى التجاوب معها.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية ان الكويت ترحب quot;بالخطوة الايجابية التي اعلنتها الولايات المتحدة باستعدادها للانضمام الى المجموعة الاوروبية في التفاوض مع الجمهورية الاسلامية الايرانية بهدف الوصول الى حل دبلوماسي لازمة الملف النووي الايراني في حال اعلان ايران تعليق عملية التخصيبquot;.
واضاف المصدر في بيان نقلته وكالة الانباء الكويتية انه quot;انطلاقا من حرص الكويت على تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة المنطقة فانها تأمل بأن تتجاوب الجارة الجمهورية الاسلامية الايرانية مع هذه الخطوة لما ستؤدي اليه من نتائج ايجابيةquot;. وشهدت الكويت نشاطا دبلوماسيا كثيفا في الفترة الاخيرة بشأن البرنامج النووي الايراني حيث استقبلت مسؤولين غربيين او من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ومسؤولين ايرانيين. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاربعاء استعداد بلادها للانضمام الى المحادثات المباشرة حول برنامج ايران النووي بشرط موافقة طهران على تعليق كل انشطة تخصيب اليورانيوم.
الولايات المتحدة مستعدة لمفاوضات مع ايران
وكانأفاد دبلوماسيون في فيينا اليوم أن الولايات المتحدة أبدت للمرة الأولى استعدادها للتفاوض مع ايران اذا وافقت موسكو وبكين على مبدأ فرض عقوبات محتملة على طهران في حال رفضت وقف نشاطاتها النووية الحساسة، وذلك عشية اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا لبحث الملف النووي الايراني في فيينا.
وقال دبلوماسي غربيان الولايات المتحدة quot;توافق على الجلوس الى طاولة (المفاوضات) مع الايرانيين في اطار الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا ومناقشة مجمل الاقتراحاتquot; التحفيزية والرادعة التي يعدها الاوروبيون لطرحها على ايران. لكنه اضاف ان الولايات المتحدة اشترطت من اجل ذلك ان quot;توافق روسيا والصين الخميس على النقاط الاساسية في رزمة الاجراءات وبعضها ينص على فرض عقوبات في المستقبل اذا رفضت طهرانquot; العرض وواصلت عمليات تخصيب اليورانيوم. وتهدف عمليات التخصيب لانتاج وقود للمحطات النووية المدنية غير انه يمكن استخدامها لاهداف عسكرية ايضا.
ورفضت روسيا والصين الشريكتان التجاريتان لايران حتى الان ادراج مبدأ العقوبات في قرار يصدر عن الامم المتحدة في نيويورك. واكد دبلوماسي من بلد آخر الاقتراحات الاميركية الجديدة موضحا ان العرض الاميركي قدم خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة عقد الثلاثاء بين المدراء السياسيين في وزارات خارجية الدول الست. ومن المقرر ان يجتمع وزراء خارجية الدول الخمس (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) والمانيا الخميس في فيينا لوضع اللمسات الاخيرة على العرض الاوروبي الذي يتضمن اجراءات تحفيزية تجارية وتكنولوجية وامنية لايران، وعقوبات اقتصادية لحملها على وقف برنامجها النووي المثير للجدل.
وذكر دبلوماسيون ان الدول الغربية ستجري مشاورات في ما بينها قبل عقد اجتماع للدول الست في الساعة 16:00 ت غ في السفارة البريطانية، تليه مأدبة عشاء. وافاد مسؤول غربي ان الخلاف الرئيسي مع موسكو وبكين يتمحور حول المهلة التي سيتم تحديدها لايران من اجل تلبية مطالب الاسرة الدولية وحول آلية العقوبات المحتملة.
واجرت دول الترويكا الاوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) بدعم اميركي متزايد مفاوضات مع ايران استمرت حتى اب(اغسطس) الماضي حين اعلنت ايران وقف تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم. غير ان واشنطن رفضت حتى الان اجراء محادثات مباشرة مع ايران التي صنفتها الادارة الاميركية في quot;محور الشرquot;، من اجل اعطاء وزن اكبر للمفاوضات، الامر الذي يدعو اليه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وتعبر الولايات المتحدة عن قدر من التفاؤل قبل محادثات فيينا التي quot;تم تحضيرها بشكل جيدquot; بحسب وزارة الخارجية، وابدى البيت الابيض quot;ارتياحهquot; لموافقة ايران على استئناف المفاوضات فورا مع الاوروبيين. واتصل الرئيس جورج بوش الثلاثاء بنظيريه الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين وبالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
واذا كانت ايران وافقت على استئناف المفاوضات مع الترويكا الاوروبية، الا انها ترفض في شكل قاطع وقف عمليات التخصيب لاهداف مدنية التي باشرتها في نيسان(ابريل). واعلن نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي اليوم الاربعاء ان الاوروبيين يجب ان يقبلوا ب quot;واقعquot; البرنامج النووي الايراني وان quot;لا رجوع عنهquot;. وطالب مجلس الامن الدولي ايران بدون جدوى في نهاية اذار(مارس) بوقف كل انشطتها النووية الحساسة.
وتعمل الدول الكبرى وفق مشروع اوروبي على صوغ عرض بشقين لايران لحملها على وقف انشطتها النووية الحساسة. ويتضمن هذا العرض اجراءات تحفيزية اقتصادية وتجارية من ضمنها مساعدة الجمهورية الاسلامية في الحصول على مفاعلات تعمل بالمياه الخفيفة، الى جانب عقوبات محددة الاهداف تراوح بين حظر تسليم الاسلحة لايران وتجميد اموال شخصيات ومنظمات مرتبطة بالنظام الاسلامي.
واشنطن ستلعب دورا رئيسيا في حل الازمة
بدوره قال الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم ان الولايات المتحدة ستلعب دورا رئيسيا في حل الازمة الدولية مع ايران حول برنامجها النووي. وصرح بوش للصحافيين في البيت الابيض quot;أعتقد انه من المهم للغاية حل هذه المسالة دبلوماسيا وقراري اليوم هو ان الولايات المتحدة ستلعب دورا رياديا في حل هذه المسالةquot;. واضاف quot;واعتقد انه يمكن حل هذه المسالة دبلوماسيا وارغب في بذل كافة الجهود لتحقيق ذلكquot;.
الاتحاد الاوروبي
من جهتهاشاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اليوم بعرض واشنطنمؤكدا انه quot;سيعزز املناquot; في التوصل الى حل دبلوماسي. وقال سولانا في اشارة الى تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس باستعداد بلادها المشاركة في المحادثات quot;ارحب بهذه التصريحات. وقد قدرنا على الدوام الدعم القوي والمتزايد من الولايات المتحدة في هذا الملفquot;.
باريس ترحب
كما رحب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بالموافقة الاميركية . وقال بلازي في بيان له quot;ارحب بانضمام الولايات المتحدة وربما اطراف اخرى الى المفاوضات التي بدأتها المانيا وبريطانيا وفرنسا مع ايرانquot;.
بريطانيا
بدورها رحبت بريطانيا اليوم بالعرض الاميركي وقالت وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت ان ذلك quot;يمنح ثقلاquot; لمجموعة الحوافز التي تنوي الدول الكبرى عرضها على ايران هذا الاسبوع. وصرحت بيكيت قبل الاجتماع بنظرائها الدوليين في فيينا غدا الخميس quot;ارحب بحرارة بالاقتراحات الاميركية للانضمام الى بريطانيا وفرنسا والمانيا في اية مفاوضات جديدةquot;.
رايس تعتبر امتلاك ايران لسلاح نووي تهديدا للمجتمع الدولي
في المقابل اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اليوم أن امتلاك ايران لسلاح نووي يمثل تهديدا مباشرا للمجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة ودول الخليج العربية. وحذرت رايس في مؤتمر صحافي عقدته هنا الحكومة الايرانية من مغبة عدم الانصياع لمطالب المجتمع الدولي ووقف انشطتها لنووية معتبرة ان quot;تحدي ايران للعالم سوف يكبدها تكاليف باهظةquot;.
وقالت أن هناك توافقا بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين على عدم السماح لايران بامتلاك سلاح نووي وفرض عزلة دولية عليها واتخاذ عقوبات سياسية واقتصادية قوية حيال طهران في حال رفضها وقف برنامجها النووي. وطالبت رايس ايران بالانصياع لمطالب المجتمع الدولي والتعاون في حل المسألة النووية ووقف كل عمليات التخصيب والانشطة المتصلة بها على نحو فوري والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعودة الى تنفيذ البروتوكول الاضافي الذي يمنح قدرة اكبر للوكالة على مراقبة الانشطة النووية الايرانية. واعتبرت ان quot;انصياع ايران لهذه المطالب سوف يقود بها الى تحقيق مصالح حقيقية للشعب الايراني وامن طويل المدى للمنطقة والعالم بأسرهquot;.
واقرت رايس بحق الشعب الايراني في امتلاك الطاقة النووية المدنية معتبرة ان الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها ايران تؤكد ان ممارسة هذا الحق ينبغي ان تتم في اطار الالتزامات التي قطعتها طهران على نفسها. وقالت انه quot;في ضوء انتهاكات ايران السابقة لالتزاماتها وتبني برنامج نووي سري فان النظام الايراني ينبغي عليه ان يظهر بوضوح وقفه الدائم لمساعيه لامتلاك اسلحة نوويةquot;. واضافت ان هناك توافقا بين واشنطن وشركائها الاوروبيين حول عناصر رئيسية لعرض سيتم طرحه على ايران لحثها على التخلي عن برنامجها النووي غير انها اقرت بان هناك مشاورات مستمرة لاقناع الصين وروسيا بتبني الموقف ذاته.
واعتبرت رايس ان المسألة النووية ليست هي العقبة الوحيدة الحائلة دون تحسين العلاقات الأمريكية الايرانية متهمة طهران quot;بدعم الارهاب والتورط في العنف بالعراق واعاقة استعادة لبنان لسيادته الكاملة بمقتضى قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559quot;.
وقالت ان الولايات المتحدة مستعدة للانضمام الى الترويكا الاوروبية المؤلفة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة هذه القضايا وقضايا اخرى مع الحكومة الايرانية والعمل على ايجاد حل للخطر النووي الايراني مشيرة الى ان واشنطن ستواصل العمل في الوقت ذاته مع شركائها الدوليين للقضاء على quot;التجارة القائمة على نشر الاسلحة النووية عالميا ومنع جميع الساعين لنشر اسلحة الدمار الشامل من الحصول على مصادر التمويل والقضاء على دعم الارهابquot;.
البرادعي يدعو ايران الى ازالة العوائق
بدوره أيضا دعا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ايران اليوم الى تعليق كافة انشطتها لتخصيب اليورانيوم لتمهيد الطريق لاجراء محادثات مباشرة حول برنامجها النووي مع واشنطن. وقال البرادعي في تصريح نشر في فيينا، انه quot;يشجع ايران بقوة على خلق الظروف الملائمة لاستئناف هذه المحادثات (مع الاتحاد الاوروبي) وبمشاركة الولايات المتحدة من اجل التوصل الى تسوية شاملة تكون مقبولة للمجتمع الدولي ولايرانquot;.
واشاد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا التصريح باعلان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي عبرت quot;عن رغبة الحكومة الاميركية بالانضمام الى المحادثات الدائرة بين ايران والاتحاد الاوروبي اذا تجاوبت ايران مع دعوة مجلس حكام الوكالة تعليق تخصيب اليورانيوم وعمليات تحويل اليورانيومquot;. وترفض ايران حتى الساعة تعليق تخصيب اليورانيوم.
والبرادعي موجود في الولايات المتحدة حيث القى الاربعاء محاضرة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا. وتسمح اعادة تحويل اليورانيوم وتخصيبه بالحصول على الوقود النووي لتشغيل المفاعلات المدنية والذي يمكن كذلك استخدامه في صنع قنبلة نووية.
التعليقات