خلف خلف من رام الله: كشف نادي الأسير الفلسطيني أن المخابرات الإسرائيلية اعتمدت خلال انتفاضة الأقصى وبشكل مركزي على غرف العملاء كوسيلة لانتزاع اعترافات من المعتقلين، وبين النادي في تقرير صحافي وصل ايلاف نسخة منه أنه من خلال تمثيل وزيارات الأسرى في السجون أن أتضخ أن ما يزيد عن 80% من المعتقلين الذين تعرضوا للتحقيق قد أدلوا باعترافاتهم في غرف العملاء غير مدركين أن المعلومات التي تقدموا بها هي لعملاء يعملون لصالح الشاباك الإسرائيلي.

وقال النادي: تعد غرف العملاء مصيدة ينصبها رجال المخابرات للأسرى الفلسطينيين بعد عجزهم عن انتزاع اعترافات منهم بوسائل الاستجواب والتحقيق الرسمية، وتبين لنادي الأسير أن جزء كبير من الأسرى الذين وقعوا ضحايا في غرف العملاء هم من ذوي التجربة الأولى في الاعتقال أو القاصرين. وقد طورت إسرائيل أداء العملاء بطريقة لا توحي للأسير انه موجود بين متعاونين، حيث يتم إشعار الأسير وإبلاغه انه سوف ينقل من التحقيق إلى سجن مركزي وتتخذ كل إجراءات نقله التي توحي أن التحقيق قد انتهى معه وانه ذاهب للانضمام إلى رفاقه من الأسرى المناضلين.

وأضاف: والجديد في غرف العملاء أنها لم تعد غرفاً صغيرة، بل أصبحت أقساما واسعة يتواجد فيها عدد كبير من الأسرى الذين يعتقدون أنهم في السجن، حيث تمارس في هذه الأقسام عادات السجن ونظامه، وتوزع الأدوار والمسؤوليات على الأسرى كالمسؤول الثقافي والإداري، والمسؤول الأمني وغيره، وعندما ينزل أسير جديد إلى هذه الأقسام يستقبل كمناضل وكبطل وتوفر له كافة الاحتياجات. وبعد ذلك يتم الجلوس مع الأسير من قبل اللجنة الأمنية في السجن لمعرفة ما جرى له وماذا اعترف والإيحاء له انه في أحضان التنظيم والثورة، وتعزز الثقة معه بحيث يستطيع أن يتحدث بطلاقة وبدون خوف دون أن يدري انه يتحدث مع عملاء أو مع أسرى لا يعرفون أنهم في أقسام العملاء ويرسل ما يكتبه الأسير إلى الموجه العام الذي هو بالتأكيد عميل.
وأشار النادي إن تعزيز الثقة بالأسير يتم من خلال مكوثه عدة اشهر في الأقسام كي يتأكد انه في سجن ويبني علاقات اجتماعية وطبيعية مع الجميع، وكثيراً ما صدرت قرارات اعتقال إداري وسلمت للأسير عند نزوله إلى أقسام العملاء، وهي قرارات زائفة يتبعها الشاباك لتعزيز الاعتقاد لدى الأسير انه أنهى التحقيق وأصبح محكوماً.

أن الخطر الحقيقي لما يجري في غرف العملاء هو إقناع الأسير بأن يتحدث بكل ما يعرفه بحجة توفير الحماية لأشخاص لم يعترف عليهم عند الشاباك ولم يعتقلوا، وان دور التنظيم في السجن هو إبلاغهم في الخارج بأنه لم يجري اعترافات عليهم لكي يطمئنوا أو أن المخابرات سألت عنهم كي يأخذوا الحيطة...والأسير الذي يرفض الإدلاء بكل ما يعرفه يتم اتهامه بالخيانة وعدم التعاون مع التنظيم وتمارس عليه ضغوطات نفسية وجسدية صعبة..
مضيفا: والخطر الآخر الذي يجري في غرف العملاء هو أن أعداد كبيرة من الأسرى تعيش في هذه الأقسام وتمارس دورها على اعتقاد أنها تمارس دوراً تنظيمياً ووطنياً وهي مخدوعة لا تدري أنها تخدم المخابرات بدون علمها.

وتابع النادي: وقد لوحظ من خلال متابعات نادي الأسير الفلسطيني أن العديد من الأسرى الذين حقق معهم في مراكز التحقيق الإسرائيلية قد صمدوا وقدموا صورة مشرقة وصموداً رائعاً ولم يدلوا بأي اعتراف داخل أقبية التحقيق، ولكن عند نقلهم إلى غرف العملاء أدلوا باعترافاتهم دون علمهم بأنهم موجودون بين العملاء وقدموا إفادات خطية بهذه الاعترافات، وعند خروجهم من غرف العملاء ورجوعهم إلى مراكز التحقيق تفاجئوا بأن الإفادات الخطية التي قدموها في غرف العملاء موجودة بين يدي رجالات المخابرات، لتسرق منهم ساعات وأيام معدودة في غرف العار ازهى سنوات اعمارهم.

واعتبر نادي الأسير الفلسطيني أسلوب انتزاع اعترافات بالخداع عن طريق غرف العملاء هو جزء من تعذيب المعتقل نفسياً وتدميره معنوياً ووطنياً، وهو عمل غير مشروع وغير قانوني ولا تعتبر الاعترافات في غرف العملاء اعترافات قانونية ودلائل ثابتة تقدم للمحكمة ولكنها تستغل لزيادة الضغط على المعتقل وخاصة بعد أن يتم سحبه من غرف العملاء ويجد نفسه بين أيدي المخابرات ثانيةً في غرف التحقيق.