أحمد عبدالعزيز من موسكو: أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها لا تنوي مناقشة القضايا التي ترتبط بمستقبل الأسلحة النووية التكتيكية مع الولايات المتحدة. وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية بأن أيا من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لم تحد هذا النوع من السلاح، ومن ثم لا تنوى روسيا إجراء مفاوضات بشأنه لا مع الولايات المتحدة ولا مع الدول الأجنبية الأخرى. كما أنه ليس في نيتها مهاجمة أية جهة باستخدام السلاح النووي التكتيكي. وفي الوقت نفسه أكد المسؤول العسكري الروسي بأن موسكو تمتلك الحق الشرعي في الدفاع عن النفس والقيام بالفعاليات الضرورية لضمانه، مشيرا إلى أن هذا حق مشروع لروسيا كدولة ذات سيادة.

جاء هذا التصريح ردا على تصريحات مسؤول في الإدارة الأميركية أشار إلى رغبة واشنطن في الحصول على معلومات أكثر حول السلاح النووي التكتيكي الروسي ونظرية استخدامه. غير أن المسؤول الروسي شكك في تصريحه بصحة تأكيدات ممثل واشنطن بأن الولايات المتحدة قلصت ترسانتها من السلاح النووي التكتيكي خلال السنوات الأخيرة بنسبة 90% إلى 95% مقارنة بمستوى فترة quot;الحرب الباردةquot;. إذ أشار إلى أن موسكو تشك كثيرا في أنه قد حدث بالفعل تقليص حاد بهذه الصورة. وأضاف أنه لو عرضت الولايات المتحدة أرقاما محددة حول كمية العتاد النووي الحربي الذي كان يتوفر لديها في السابق والكمية التي بقيت الآن فعندئذ يمكن التحدث عن شيء معين.

وكانت وكالة أنباء (إيتار-تاس) نقلت عن مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه أن الولايات المتحدة تود الحصول على معلومات أكثر حول سلاح روسيا النووي التكتيكي ونظرية استخدامه، مشيرا إلى أن البلدين بحاجة إلى شفافية أكبر بكثير في ما يتعلق بالسلاح النووي. وأعلن في غضون ذلك أن ترسانة السلاح النووي التكتيكي الأميركية قلصت في السنوات الأخيرة بنسبة 90%-95% مقارنة بمستوى عصر quot;الحرب الباردةquot;.

ومن جانبه أكد نائب وزيرة الخارجية الأميركي روبرت جوزيف في تصريح تضمنته النشرة المتخصصة التي يصدرها الاتحاد الأميركى للرقابة على الأسلحة أن روسيا تسلك نهج الاعتماد أكثر على السلاح النووي التكتيكي. وأعرب عن اعتقاده بأنه يوجد عدم توازن حقيقي بين الولايات المتحدة وروسيا في هذا المجال.

وأعربت الحكومة الروسية بدورها أكثر من مرة في الآونة الأخيرة عن قلقها من الخطط الأميركية لصنع شحنات نووية قليلة القدرة وتجهيز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات برؤوس مدمرة عادية. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف في مجلس الدوما (البرلمان) في 7 حزيران (يونيو) الجاري بأن ذلك من الخطوات المخلة باستقرار الوضع والتي يمكن أن تؤدى إلى تصعيد مستوى استخدام السلاح النووي والتأثير على معاهدة منع انتشاره.