سمية درويش من غزة: تبدو الساعات القادمة أكثر حرارة في لعبة التحدي الذي يمثلها أبطال المقاومة الفلسطينية ، ضد الدولة العبرية وجيوشها المجهزة والجاهزة لبدء العدوان الذي طالما تغنى به وزير الحرب الجديد القادم من الخدمات الاجتماعية.

ساعات وتنتهي المهلة التي منحتها كتائب القسام جناح حماس المسلح ومجموعات مسلحة أخرى لتل أبيب ، ولكن ما بعد المهلة بقى طي الكتمان ، حيث تزايدت التساؤلات في الشارع الفلسطيني ، لاسيما في أوساط أهالي الأسرى الذين ينتظرون بشغف أحبائهم ، quot;هل ستقدم المقاومة على ذبح الجندي كمن سبقهquot;؟.

سؤال صعب ولكن جوابه بيد حكومة اولمرت القادمة من سياسة البلديات لرأس الدولة ، حيث يمكنها إزالة الخطر الذي يداهم حياة جنديها كما فعلت سابقاتها مع منظمة حزب الله ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بحسب تعبير الشارع الإسرائيلي.

وقد دعا عدد من أطفال وأبناء الأسرى الفلسطينيين ، فصائل المقاومة للحفاظ على حياة الجندي حتى يبقى لديهم الأمل بالإفراج عن أبائهم ، في حين طالب هؤلاء المجتمع الدولي وإسرائيل بالعمل على إطلاق سراح الأسرى مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير.
وناشد الأطفال في مؤتمر صحافي ، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والرئيسين الفلسطيني والمصري ووالدة الجندي الإسرائيلي الأسير ، بالعمل على إنهاء معاناتهم وآبائهم المعتقلين في سجون الاحتلال وإطلاق سراحهم في عملية تبادل للأسرى مع الجندي الإسرائيلي.

وكانت الأجنحة العسكرية قد أعلنت في بيانها الثاني ، أنها لن تطلق سراح الجندي حتى تخضع تل أبيب لعدة مطالب ، وهي الإفراج عن جميع الأسيرات والأطفال دون سن الـ18 كبادرة إثبات جدية وحسن نوايا مقابل معلومات عن الجندي الأسير ، وكذلك الإفراج عن ألف من الأسرى الفلسطينيين والعرب والمسلمين من أي جنسية كانت شاملا ذلك بالدرجة الأولى جميع قادة الفصائل الفلسطينية ، وذوي الأحكام العالية، وجميع الأسرى المرضى ذوي الحالات الطبية الصعبة والإنسانية.

أما البيان الأخير والذي حمل رقم quot;3quot; فقد أعطى آسرو الجندي ، منذ أكثر من أسبوع ، حكومة الاحتلال مهلة حتى الساعة السادسة من صباح غد الثلاثاء للاستجابة لمطالبهم الواردة في بيانهم الثاني.

وجاء في البيان ، quot;أمام إصرار العدو لإسقاط جميع المعايير الإنسانية، وإصراره واهما على إجراءاته العسكرية ودوام عدوانه ، فإننا نمهل العدو الصهيوني حتى الساعة السادسة من صباح يوم غد الثلاثاء 4 تموز/يوليو 2006، ما لم يستجب العدو لمطالبنا الإنسانية الواردة في بياننا السابق حول شروط التعامل مع ملف الجندي الأسير، وابتداء من تنفيذ البند الأولquot; ، مهددين quot;المقاومةquot; أنه في حال طوي ملفه بسبب إصرار قيادة العدو واستكبارها ، حينها فإن على العدو أن يتحمل النتائج المستقبلية، على حد قول البيان.

إلى ذلك فقد أبدى بعض زعماء إسرائيل موافقة على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية قبل نحو أسبوع ، وذلك خلافا لما يعلنه قادة تل أبيب برفضهم أي عملية لتبادل الأسرى مع الفلسطينيين.

وقد طالب بنيامين بن أليعيزر quot;فؤادquot; وزير البنى التحتية ، خلال لقاء أجرته معه إذاعة جيش الاحتلال ، بأن يتم إطلاق سراح الجندي مقابل إطلاق سراح نشطاء من حركة حماس ، لافتا إلى أن هذا هو المناسب. وبين إصرار المقاومة الفلسطينية والتعنت الإسرائيلي تبقى عقارب الساعات القادمة أكثر حزما لما ستؤول إليه الأوضاع بالأراضي الفلسطينية والتي ستنعكس بدورها على الحياة المرفهة التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي .