بهية مارديني من دمشق: اعتبر ناشطون اكراد quot;انه في كل منعطف تمر به سوريا يلجا النظام الأمني إلى مجموعة رتوش وفبركات يعيد بها إنتاج ذاته القمعية quot;، وراى مشعل التمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي في تصريح لايلاف ان لقاء المثقفين الاكراد وقادة الاحزاب الكردية بالدكتورة نجاح العطار نائب الرئيس السوري في هذه المرة لا تختلف عن سابقاتها ، فالنظام يستطيع إغداق الوعود ولا شيء سوى الوعود ، لكنه لا يمتلك إرادة حل أي من القضايا الإشكالية التي يعاني منها المجتمع السوري والتي أوصلنا إليها النظام ، واضاف quot;بأنه لا جدوى من المراهنة على نظام امني ذو بنية فكرية مغلقة غير قادر على الفكاك منها ومن محدداتها وشبكة مراكز قواها quot;، واكد التمو انه لهذه الاسباب فنحن عندما نقرا حدثا سياسيا ، نستند في قراءتنا إلى طبيعة هذا النظام وما خلفه من انسدادات مجتمعية وعلى كل الصعد ، والقراءة السياسية حالة تختلف من جهة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر ، لكل الحق في رؤيته ، فمثلما يعتقد البعض بايجابية اللقاء مع السيدة العطار ، نعتقد نحن بسلبيته ، وبأنه مجرد لعبة سياسية لها أهداف محددة تمس قضيتنا القومية وتراب طها بالمسالة الديمقراطية وببعدها الإقليمي والدولي .

وشدد التمو على ان بيانات التيار التي تهاجم لقاء الاكراد بالدكتورة عطار ورفضه لها ليست مسالة شخصية ولسنا في وارد شخصنة قضية سياسية ، وإنما من حقنا كتيار سياسي أن نختلف مع هذا أو ذاك ، وإذا كان البعض يريد أن يجعلها قضية شخصية فهذا شانه ، ونحن لن ننجر إلى مثل هكذا مهاترات لا جدوى منها ، بل يهمنا أن نعطي قراءة سياسية لحالة نعتقد بخطورتها وانعكاسها السلبي على مجمل نضال وتضحيات شعبنا الكوردي ،

وأي قراءة قد تخطيء وقد تصيب ، والمستقبل سيعطي أجوبة عن ذلك ، فمثلما من حق أي كان أن يراهن على النظام الأمني ، فمن حقنا أيضا أن لا نراهن عليه ، ونحن نعطيه الحق وناسف لأنه لا يستطيع تقبل أن هناك طرفا سياسيا لا يراهن على ما يراهن هو عليه .

وقال التمو عندما تدراسنا في مكتب العلاقات العامة جدوى اللقاء وضرورة أبداء الموقف منه ، سواء في حالة اللقاء مع بعضقادة الحركة الكوردية أو مع بعض المثقفين ، ففي الحالتين نحن لسنا مع مثل هكذا لقاءات ، بحكم قناعتنا بعدم جدواهاوعدم وجود إرادة الحل لدى النظام السوري ، ولأنها تأتي في سياق ترتيبات داخلية لها دلالات سياسية محددة تهدفإلى تفتيت الكتلة الكوردية وضرب مصداقيتها الدولية ، رغم أننا نحترم رؤية من يعتبر اللقاء ايجابيا وهذا شانه ،
لكننا نجده سلبيا وهذا شاننا .

واكد التمو نحن في تيار المستقبل الكوردي لنا رؤيتنا السياسية التي نجد انه من حقنا العمل وفقها ، مثلما من حق أي كان أنيختلف أو يتفق معها ، فمن وجهة نظرنا أن النظام في سوريا هو نظام امني ، وينتج قراءة أمنية وممارسة أمنية ، وبالتالي هو ليس سياسيا ، والعقل المدير هو عقل امني بامتياز ، ونجاح العطار هي جزء من النظام الأمني ليس إلا ؟ . أما مسالة الحوار فهو دائما مسالة ايجابية فيما لو توفرت مرتكزاته التي تتمثل في الاعتراف بما هو موجود ، بمعنى الاعتراف بالوجود القومي الكوردي وتبعات ذلك الوجود ، ولعل تجربة السودان خير دليل على ذلك ، أما ما يحصل فمن وجهة نظرنا ليس حوارا وإنما دعوات تتكرر في سياق البحث عن الديمومة .

وتابع التمو لعل موقفنا الواضح والصريح والمناقض للتوجه السياسي للبعض ، جعلهم يتخبطون يمنة ويسرة ، رغم انه من المهم أن يمتلك المثقف على الأقل لثقافة قبول الاختلاف وليس تحريك هذا أو ذاك ممن لفظهم تيار المستقبل لأسباب متنوعة ، ويهمني هنا أن أوضح بأنه لا خلافات في التيار ولا تفرد في نشر أي تصريح أو بيان ، وإنما آلياتنا تختلف عنالآليات الحزبية ، فنحن لسنا حزبا ، وعندما نصدر بيانا فهو إما أن يكون بنتيجة إجماع مكتب العلاقات العامة أوبأصوات أغلبية أعضاءه ، كنتاج لعمل وجهد جماعي لا وجود لتفرد فيه ، هذا من جهة ومن جهة أخرى أن أي ادعاء بعضوية هيئة المتابعة والتنسيق باتت سمجة ومملة بحكم أننا قمنا في الفترة الراهنة بتغيير النظام الداخلي للتيار ونحنبصدد مناقشته وإقراره في اجتماع مجلس إدارة التيار الذي نحضر لانعقاده قريبا ، وقد بدأنا في ذلك في بعض المناطق حيث باتت كل منطقة تمتلك هيئتها الخاصة وبات القرار السياسي القيادي بيد المكاتب المتخصصة كمكتب العلاقات العامة وغيره ، وطبيعي أن من ليس في التيار لا يدرك هذه الحقيقة وغير مطلع عليها ، وحتى أن السيد احمد موسى نفسه (الذي هاجم التمو وبيانات التيار)، قد أوضح أكثر من مرة انه مبعد من التيار وما عملية نفض الغبار عن منكبيه سوى محاولة بائسة لفعل سلطوي لن يثنينا عن طرح رأي نحن مقتنعون به ، وصوابيته من عدمها هي ملك للمستقبل القريب وليس البعيد .وقال التمو أننا في تيار المستقبل الكوردي نرفض شخصنة القضايا السياسية ، ونحترم المختلف ونحتكم وإياه إلى غد لناظره قريب ؟ .