فالح الحمـراني من موسكو: أعلنت الاستخبارات الروسية الاثنين عن عملية اسفرت عن تصفية الزعيم الشيشاني المتشدد شامل بسايف، المكنى في روسيا

  • مدير الاستخبارات الروسية: مقتل شامل باساييف
  • بالارهابي رقم واحد. وعرضت قنوات التلفزيون الروسي صورا عن احتراق حافلة، ربما تعرضت لقصف صاروخي، جوي قيل انها كانت تقل بسايف ومجموعة من انصاره تحضر لعملية ارهابية. واستغرق الاعداد للعمليةحوالى نصف عام. وتنفس الكثيرون في روسيا الصعداء على امل ان مقتل بسايف سيساعد على وقف العمليات الارهابية في المدن الروسية. وقارن مراقبون روس مقتل بسايف واهميته بمقتل ابي مصعب الزرقاوي في العراق، وحقا فبين الرجلين قواسم مشتركة.

    ليس ثمة مجال للشك بان الاعلان عن تصفية بسايف يعتبر فوزا كبيرا للاستخبارات الروسية بعد تصفيتها قبله رموزا كبيرة في الحركة الانفصالية الشيشانية المسلحة بما في ذلك الجنرال جوهر دودايف وخلفاؤه زلمخان يندريبيف ( في الدوحة) واصلان مسخادوف وقبلهم مقتل القائد الميداني امير خطاب و ابو زيد والمزيد من اصول غير شيشانية،من القيادات الميدانية ذات النفوذ في الجمهورية.ويربط البعض الاعلان عن تصفية بسايف بانعقاد مؤتمر قمة الثمانية الكبار في بطرسبورغ في 15 من الشهر الجاري، باعتباره نجاحا روسيا في اطار مكافحة الارهاب، سوف تترك آثارها دون شك على التطورات في القوقاز، انطلاقا من ان بسايف كان رمزا للتمرد وداعية لاسلوب العنف، وتميز بعقلية استراتيجية فاعلة.

    ولكن من جانب اخر فان بسايف كان عقلية ارهابية باردة الدم لا تاخذ في الاعتبار قيمة انسانية وأهمية لحياة الإنسان، وامتهن القتل على الهوية، وعلى ذمة بسايف ارواح الاف الضحايا من الابرياء بذريعة استقلال الشيشان، ولكن قراءة السيرة الشخصية لبسايف لا تبعث على الثقة بانه الشخصية المؤهلة للانتقال لتحقق تطلعات شعب الشيشان الى التطور والامن والازدهار. ان بسايف شخصية وضعت بالصدفة على قارعة طريق التاريخ. ولد بسايف في بلدة quot;فيدينوquot; في الجزء الجبلي من الشيشان عام 1965.

    وسمي باسم القائد الشيشاني المشهور الامام شامل الذي قاد مقاومة شعوب القوقاز المسلمة ضد النظام القيصري الروسي في بدايات القرن التاسع عشر. ويقال ان بسايف منذ طفولته كان يسعى إلى أن يكون ثوريا على غرار الامام.ويتذكر بنفسه ان صورة الثوري الكوبي تشي جيفارا كانت معلقة في غرفته في القسم الداخلي في موسكو حيث كان يمضي دراسته.وحينها وصفه البعض بانه جيفارا القوقاز.

    وبعد ان انهى المدرسة الثانوية فشل بسايف في ثلاث محاولات للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة موسكو، بعد ذلك اصبح في عام 1987 طالب المعهد الزراعي في موسكو. وفي عام 1991 التحق بسايف بكونفيدرالية شعوب القوقاز.وشارك في فترة الانقلاب على الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف بالحماية على مقر حكومة بوريس يلتسين المسمى بالبيت الابيض نسبة للونه أي موليا لبوريس يلتسين والتحولات الديمقراطية، ومن ثم توجهه الى الشيشان حيث شارك في عملية وصول الجنرال جوهر دودايف للسلطة.

    وفي 9 تشرين الثاني(نوفمبر) 1991 شارك بسايف باختطاف طائرة الركاب تو 154 في مطار مينيرالي فود ( المياه المعدنية).وهبطت الطائرة في تركيا وعقد بسايف خلال تواجده في انقرة مؤتمرا صحافيا حيث تحدث فيه عن الوضع في الشيشان وبعد ذلك اطلق سراحه ليعود للشيشان. وفي 1992 اصبح بسايف الذي كان 27 عاما قائدا عاما لقوات كونفيدرالية شعوب القوقاز وبصفته هذه شارك في الحرب الابخازية إلى جانب الانفصاليين الابخاز المدعومين من روسيا. وعين نائبا لوزير دفاع جمهورية ابخازيا غير المعترف بها.وحينما بدأت العمليات العسكرية في صيف1994 التحق بسايف بقوات الجنرال جوهر دودايف الذي شن الحرب ضد المعارضة الموالية لروسيا ومن ثم ضد القوات الروسية.واطبقت شهرة بسايف الافاق، وغدت معروفة لدى كل روسي بعد قيادته عملية الاستيلاء على مستشفى مدينة بوديونفسك الواقعة في اقليم ستافروبول الجنوبي.وبعد الهجوم للقوات الخاصة سمحت الحكومة الروسية لبسايف ومجموعته العودة للشيشان بسلام والشروع بمباحثات اسفرت عن انسحاب القوات الروسية من الجمهورية المتمردة.

    ومني بسايف بالهزيمة امام منافسه اصلان مسخادوف في الانتخابات الرئاسية في الجمهورية، ورغم تعيين الرئيس المنتخب مسخادوف له رئيسا للحكومة بيد انه لم يجد نفسه في المكان المناسب حيث سعى إلى مواصلة الحرب واقامة دولة الخلافة التي تمتد من قزوين الى البحر الاسود بزعامته واصطدم بسايف مع حكومة مسخادوف وعقد التحالف مع مبعوث القاعدة في القوقاز امير خطاب ومن ثم بالمشاركة معه هاجم في عام 1999 جمهورية داغستان ما ادى الى نشوب الحرب الشيشانية الثانية على خلفية تفجير المباني السكنية في موسكو ومدن روسية اخرى.وعقب هجوم القوات الروسية على غروزني عام 2000 انفجر لغم ببسايف وترددت انباء عن مقتله واتضح انه ما زال على قيد الحياة وافاد اطباء انهم اجروا عملية لقطع قدميه.بعد ذلك تزعم بسايف الجناح العسكري المتطرف للحركة الانفصالية الشيشانية بممارساتها واضفى عليها طابع الحركة الارهابية. وادرج بسايف دوليا على لائحة الارهابيين.واعلن بسايف مسؤوليته عن كل الاعمال الارهابية التي ارتكبت في روسيا بما في ذلك السيطرة على مدرسة بيسلان التي استهدفت اطفال ونساء بلدة قوقازية مجاورة للشيشان، لا تمت بصلة بالحروب والسياسة.