الياس توما من براغ : بدأت اليوم في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة في مدينة لاهاي الهولندية محاكمة ست من الشخصيات الصربية السياسية والعسكرية السابقة الرفيعة المستوى التي كانت مقربة من الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوشوفيتس خلال الأزمة الدامية لإقليم كوسوفو . ويقف أمام المحكمة بين المتهمين الرئيس الصربي السابق ميلان ميلوتونوفيتش الذي تتهمه النيابة العامة في المحكمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المئات من ألبان إقليم كوسوفو وبتهجير ألاف الألبان خلال فترة 1998ــ 1999.

وينفي ميلوتونوفيتش الذي تسلم رئاسة صربيا في عام 1997 التهم الموجهة إليه مشددا على انه كرئيس لصربيا لم يكن له إشراف على تطورات الأوضاع في الإقليم بالنظر إلى الصلاحيات المحدودة التي كان يتمتع بها غير أن الكثيرين يعتبرونه بأنه كان من المقربين جدا من الرئيس اليوغسلافي السابق ميلوشوفيتش الذي توفي في سجنه في لاهاي قبل أربعة اشهر . وكانت النيابة العامة في لاهاي قد طالبت بتسليمه ومارست ضغوطا على الحكومة الصربية من اجل سجنه وتسليمه لاحقا إلى المحكمة غير أن سلطات بلغراد رفضت ذلك مشددة على أن سجنه في الوقت الذي لا يزال فيه رئيسا للبلاد سيسيء إلى منصب الرئاسة.

وقد أنهى ميلوتونوفيتش ولايته الدستورية في عام 2002 وبذلك فقد الحصانة الرئاسية التي كانت له ولذلك قرر تسليم نفسه طوعيا في كانون الثاني (يناير) من عام 2003. وقد وقف في محكمة لاهاي اليوم إلى جانب الرئيس الصربي السابق نائب رئيس الحكومة الصربي السابق نيكولا شاينوفيتش ورئيس أركان الجيش اليوغسلافي السابق دراغوليوب اويدانيتش والجنرال نيبويشا بافكوفيتش والجنرال فلاديمير لازاريفيتش إضافة إلى الرئيس السابق للشرطة الصربية سريتين لوكيتش .

ويؤكد المدعي العام في المحكمة توماس هانيس أن هؤلاء الستة كانوا جزءا من عصابة إجرامية ترأسها الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوشوفيتش وكان هدفها التلاعب والتأثير في التوازن العرقي في الإقليم من اجل الإبقاء على السيطرة الصربية عليه . ويشهد ضد ميلوتونوفيتش وزير الدفاع الكرواتي السابق بيتار كريستي الذي فسر جهود القوميين الصرب بأنها محاولة لنقل الحدود الصربية إلى الغرب وخلق دولة مستقلة.

وتتهم النيابة العامة المسؤولين السابقين الصرب الستة بالمسؤولية عن أعمال القتل والتهجير وتغيير المواقع الدينية بهدف تغيير البنية الاتنية في الإقليم . ويتوقع المراقبون في لاهاي بان تستمر المحكمة التي بدأت اليوم بحق الستة لا يقل عن عامين وفي حال إثبات التهم الموجهة لميلوتونوفيتش وبقية المتهمين فان السجن سيكون بانتظارهم لفترة قد تكون مؤبدة أما حكم الإعدام فلن ينتظرهم لان هذه العقوبة غير موجودة في محكمة لاهاي .