quot;هل يحيي نصر الله العظام وهي رميم؟quot;
صيدا المحاصرة .. بين مؤيد ومعارض لحزب الله
بلقيس دارغوث من صيدا: quot;هل سيعيد نصر الله بناء ما هدمته إسرائيل أم هل يحي العظام وهي رميمquot; بهذا السؤال توجهت الحاجة أم محمود إلى إيلاف قائلة quot;ما صدقنا أن ارتحنا قليلا، من أين اتانا هذا البلاء، إلى متى سنتحمل وكم سنصمد وهل في لبنان ما يحتمل أن يصمد أساسا؟quot;، أما بهاء،27 عاما، فيرى أن ما يحققه حزب الله عجزت كل الدول العربية عن تحقيقه وهو لأول مرة يشعر بالفخر.المناشير الإسرائيلية
تساؤلات من دون أجوبة حملها معظم أهالي صيدا التي أصبحت عالقة في النصف بين بيروت والجنوب حيث تعرض مدخلاها الشمالي والجنوبي إلى قصف إسرائيلي عنيف دمر جسر الأولي شمالا وطريق درب السيم جنوبا فيما بقي المنفذ البحري سالكا يصل صيدا بالجنوب فقط لتصبح بيروت بعيدة لا بل مستحيل الوصول إليها.
بعض السياح في مدينة صيدا عاشوا الأسبوع الماضي في حالة هلع وتوتر إن لم يكن من أصوات القصف على الجسور فمن تواجد البوارج الإسرائيلية الظاهرة للعيان خلف جزيرة صيدا المواجهة للشاطئ مباشرة، في حين تسعى سفاراتهم إلى إجلائهم خارج لبنان.
المحال والمكاتب مقفلة باستثناء بعض quot;الدكاكينquot; في حين خلت الشوارع من حركة السير او المارة تخوفا من أي قصف عشوائي او مدروس يطال مرافقها الحيوية، ليكسر الصمت سيارات تابعة للمخابرات تجول الشوارع بين الفينة والأخرى.
توتر وضغط نفسي من مناظر الدمار والهدم والتحليلات السياسية التي لا تبشر ابدا بالخير. تعاطف مع القتلى والجرحى يعيد ذكريات سنين حرب quot;تنذكر ما تنعادquot;. لكن الهمسات التي لا تتخطى محيط حيطان البيوت تلقي اللوم على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بطريقة أو بأخرى، رغم العمليات النوعية التي ينجح حزب الله في تنفيذها داخل الاراضي الإسرائيلية لأول مرة وباعتراف الجميع ... لكن السؤال الذي لا ينفك يحوم داخل رؤوس المواطنين - لماذا ولحساب من؟
quot;حرب الغير على أرض لبنانquot; وquot;التاريخ يعيد نفسهquot;، وquot;إسرائيل لم تبدأ بعد فكم سيصمدوا وماذا يأتي عدد صواريخ الحزب مقابل ترسانة دولة بأكملها تمتلكرابع أقوى جيوش العالمquot;.. تعابير وتعليقات تتردد داخل معظم البيوت الصيداوية، حتى ان بعض التعليقات ذهبت لتصف نصر الله بـquot;العميلquot; الذي أدخل إسرائيل إلى لبنان وأعطاها الذريعة للرد من أوسع فوهات مدافعها الحربية.
شحن طائفي وأية عمامة سوداء تمر في الشوارع تقابلها نظرات غضب وعدم رضى خوفا من إدخال صيدا كطرف في الحرب التي أعلنت الحكومة ان لا علاقة او علم لها بها. وجاءت كلمة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، لتحاكي خواطر الشارع الذي انقسم بين مؤيد ومعارض لعملية quot;الوعد الصادقquot;، ففي حين تبتهج بعض العناصر التابعة لأطراف متوازية سياسيا مع خط حزب الله، يلزم الآخرون بيوتهم خوفا من الرد الإسرائيلي في تلك الليلة.
صيداويون في سوق الخضار |
المنشور نجح في مهمته.. إذ كادت صورة لنصر الله- في أحد الأحياء- ان تتسبب في خلاف يكشف حقيقة مشاعر السخط الذي يكبر يوميا مع ازدياد عدد وقساوة الضربات الإسرائيلية.
الغضب الصيداوي والخوف من الانقسام الداخلي في المدينة يؤكده غياب التصريحات من أقطاب المدينة خوفا من تجييش الشارع الصيداوي، ففي حين تكتفي النائب بهية الحريري بالامتناع عن التصريحات وبتقديم الدعم لمراسلي محطة تلفزيون المستقبل في صيدا، تغيب ايضا اصوات التنظيم الشعبي الناصري بقيادة النائب أسامة سعد الذي ظهر مرة واحدة على إحدى المحطات اللبنانية ليعلن خبر إحباط محاولة إنزال إسرائيلية مقابل شواطئ صيدا ليتبين لاحقا أن الخبر عار عن الصحة وأن هذه quot;الضفادع البشريةquot; لم تكن سوى صياد أعزل ملّ من الجلوس أمام التلفاز فكان البحر منفذا لينفس عن ملله وفق ما أكدت لـquot;إيلافquot; إحدى أفراد عائلته. كما تغيب أيضا أصوات الجماعة الإسلامية والفصائل الفلسطينية.
عدة الصيداويين في ظل هذه الأجواء زيارات متكررة إلى المحال والدكاكين لتموين البيوت بالمواد الغذائية التي لم تسجل ارتفاعا كبيرا في الأسعار حتى الآن كسائر المناطق اللبنانية، وسجل الارتفاع الأكبر في ثمن بطاقات شحن الهاتف التي تهافت الصيداويون على شرائها. كما سجلت بعض المحال إقبالا على شراء quot;ورق اللعب - الشدّةquot; لتمضية الوقت الطويل الذي يمر عند انقطاع الطويل والمتواصل للكهرباء بالإضافة إلى التقنين الذي اتفق عليه quot;أصحاب الموتيراتquot; خوفا من انقطاع تأمين المازوت والبنزين، الأمر الذي طمأن بشأنهمصدر مقرب من آل الحريري لـquot;إيلافquot; مؤكدا أن تيار المستقبل يعمل على تأمين كل ما تحتاجه المدينة بالتنسيق مع القوى الأخرى.
1500 نازح من الجنوب إلى صيدا حتى اليوم توزعوا في المدارس الرسمية |
البوارج الإسرائيلية قبالة الشاطئ |
حطام سيارة استُهدفت جنوب صيدا |
مضادات الجيش اللبناني تتصدى للطائرات الإسرائيلية |
جسر الأولي مدمرا بالكامل |
التعليقات