نيقوسيا: تجمع نحو ثلاثمئة شخص غالبيتهم من اللبنانيين والقبارصة، مساء اليوم امام السفارة اللبنانية في نيقوسيا تضامنا مع ضحايا النزاع في لبنان وللمطالبة quot;بوقف سفك الدماءquot;. واستمر التجمع الذي اتخذ طابع الاعتصام الصامت، لمدة ساعتين حمل خلاله المشاركون الاعلام اللبنانية واضاءوا الشموع بشكل ارزة على الارض وانشدوا النشيد الوطني اللبناني مرارا.

وقال القبرصي غابرييل بيتيريدس (54 عاما) الذي شارك في الاعتصام دعما للشعب اللبناني quot;عرفت التهجير والحرب خلال الاجتياح التركي للجزيرة (قبرص، عام 1974) واعرف ما يعني ان يكون المرء لاجئا. اذا كانت اسرائيل تريد الحرب فلتستهدف العسكريين لا المدنيينquot;. وشارك ايضا في الاعتصام عدد كبير من اللبنانيين الذي يحملون جنسيات اجنبية وتم اجلاؤهم من لبنان عبر قبرص هربا من القصف المستمر منذ 13 يوما، الى جانب عدد من الاوروبيين المقيمين في العاصمة القبرصية او العاملين لدى الامم المتحدة في نيقوسيا، آخر عاصمة مقسمة في اوروبا. وقالت اللبنانية عايدة (45 عاما)، quot;انا هنا من اجل لبنان. نعيش كابوسا لكننا سننتصرquot;.

وحمل المشاركون لافتات كتب عليها quot;اوقفوا سفك الدماءquot;، quot;موحدون من اجل لبنانquot;، quot;نريد السلامquot;، quot;وطني ينزفquot;، quot;استيقظ ايها المجتمع الدولي، لقد افرطت في النومquot;. وقال الشاب اللبناني مايك ابراهيم وهو احد منظمي الاعتصام، quot;نحن لا ننتمي الى اي تيار سياسي، اردنا فقط ان نجتمع عفويا تضامنا مع الابرياء الذين يقصفون ويشردون ويدمر مستقبلهم (..) لقد اتت عائلات برمتها من القبارصة والاوروبيين وهذا يؤثر بنا خاصة اذ نرى البطء في التحرك الدولي ازاء النزيف اللبنانيquot;.

وتشن اسرائيل على لبنان منذ 13 يوما عملية عسكرية عنيفة استهدفت خلالها مقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني، وانما ايضا البنى التحتية وبعض المناطق السكنية، ما اسفر عن مقتل 373 شخصا معظمهم من المدنيين. واطلقت اسرائيل حملتها اثر قيام مقاتلي حزب الله بخطف جنديين اسرائيليين عند الحدود اللبنانية-الاسرائيلية بهدف مبادلتهما باسرى لبنانيين في السجون الاسرائيلية كما يؤكد التنظيم الشيعي اللبناني.