استنكار وتنديد واسع للحرب ودعوات للصمود والتحدي
quot;إيلافquot; تستطلع آراء الفلسطينيين حول حرب لبنان
عبدالله زقوت من غزة : ألقت الحرب الضروس التي تشنها إسرائيل على لبنان بظلالها على حياة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث لا يجد الفلسطينيون أي فرق يذكر بين تلك والتي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أواخر الشهر الماضي، كما يستذكر قسم من الذين عايشوا الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 مشاهد إليمة تعود اليوم بقوة لتؤكد أن لا فرق بين اجتياح الـ82 وحرب الـ2006.
ويجمع الفلسطينيون على أن ما يجمع بين الشعبين الفلسطيني واللبناني هو القدر والمصير الواحد وجميعهم يؤكدون على أن العلاقة الفلسطينية اللبنانية متجذرة منذ أمد بعيد، علماً بأن لبنان يضم اثنا عشر مخيما للاجئين الفلسطينيين، جميعهم يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة، حيث تتولى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تقديم الخدمات الغذائية والتعليمية و الصحية لهم.
وفي الشارع الفلسطيني، تجد المكانة الرفيعة التي تحظى بها لبنان عموماً، وعاصمته، وشعبه في قلوب الفلسطينيين، حيث يبدو التأثر واضحاً بالأحداث الجارية حالياً هناك.
وللأسبوع الثاني على التوالي تواصل إسرائيل حربها على لبنان، حيث يشن الطيران الحربي الإسرائيلي حرباً شعواء ضد العاصمة اللبنانية منذ أسبوع تقريباً, وتدور رحى هذه الحرب على وجه التحديد في الضاحية الجنوبية، والجنوب اللبناني، في الوقت الذي نفذ فيه مئات الطلعات الجوية الحربية على الجنوب، مما أسفر عن سقوط المئات بين قتلى وجرحى ، إلى جانب نزوح الآلاف عن قراهم التي تعرضت لقصف جوي ومدفعي إسرائيلي كثيف.
ويرى آخرون أن كل هذه الحرب الاسرائيلية على لبنان وشعبه غير مبررة ، وأن قضية أسر الجنديين الإسرائيليين في عملية الوعد الصادق ما هي إلا حجة واهية لتنفيذ مخططات إسرائيلية مبيتة للبنان وفلسطين، مشيدين بالوقت ذاته بحزب الله الذي اسر الجنديين، وهو ما دفع بالعديد من الفلسطينيين لمطالبة الأمين العام السيد حسن نصر الله بالصمود والتحدي من أجل عملية تبادل الأسر وتبييض السجون الاسرائيلية من المعتقلين العرب والفلسطينيين.
quot;إيلافquot; التقت عدداً من الفلسطينيين الذين عبروا عما بداخلهم ، وتحدثوا بكل حرقة عن تلك الأحداث الجارية في لبنان، وما تبعه من تأثير كبير في نفوسهم لما يدور هنا، رغم ما يعانيه الفلسطينيين من عدوان مشابه ودمار كبير في شتى مرافق البنية التحتية بفعل إسرائيل التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية.
ويرى الدكتور حسن النوراني مؤسس حركة العدل والحرية أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان وغزة في آن واحد، هو خطير جدا ، كونه يملك أبعادا تفوق تلك التي نتجت عن اسر الجنود الثلاثة في الجنوب اللبناني وقطاع غزة.
ويقول النوراني أن الهجوم الإسرائيلي يدلل على الخطة المعدة من قبل ساسة تل ابيب لتمرير مخططات اقليمية لتحقيق أبعاد أكبر بكثير من قضية الجنود الأسرى، وهي تهدف لكسر إرادة الشعوب ، إلى جانب خلق فوضى إقليمية يتم بعدها ترتيب الأوراق لتكون إسرائيل هي المهيمنة على المنطقة فيما يعرف بالشرق الأوسط الجديد.
ولا يجد أبو محمد الخطيب ( 76 عاماً)، أي تغيير في الحرب الدائرة الآن، مؤكدا أن المشهد الحالي هو الدمار، مما اعاد لبنان إلى الوراء لعشرين عاماً، بعدما دمرت الجسور والطرق والبنايات.
وأضاف ابو محمد الذي سكن في العام 1982 بمنطقة الفكاهاني القريبة من جامعة بيروت العربية في منطقة quot;الطريق الجديدةquot; ، ويسكن الآن مخيم دير البلح للاجئين وسط قطاع غزة، أن مشهد بيروت الآن لم يختلف عن عام 1982.
وتشاطره في الرأي زوجته أم محمد التي أكدت على كلام زوجها ، لكنها تذرعت بالدعاء إلى الله أن يحفظ لبنان وشعبه من كل مكروه رغم معرفتها بأن لبنان يدمر الآن تحت أنظار ومسامع العالم كله الذي لم يحرك ساكناً.
وقال المحامي وليد قشلان أن الشعب الفلسطيني واللبناني شعب واحد، فقد احتضن الشعب اللبناني في العام 1948 الشعب الفلسطيني المهجر واللاجئ عن وطنه قسرا ، وها هو اليوم يواجه آلة الدمار الاسرائيلية المدمرة التي عاثت قتلا ومجازراً وتدميراً في القرى والبلدات اللبنانية .
وأوضح قشلان أن أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان استقبلوا المئات من العائلات اللبنانية والفلسطينية الذين نزحوا من الجنوب ومناطق القتال بعد أن دمرت منازلهم وأراضيهم.
وطالب الحاج أبو علي وهو والد لثلاثة معتقلين في السجون الفلسطينيين حزب الله وأمينه العام نصر الله بأن يصمد ويقف بثبات أمام العدوان الإسرائيلي، مؤكدا أنه يترقب كغيره من أهالي آلاف المعتقلين الفلسطينيين من أجل الإفراج عن ابنائهم من خلال عملية تبادل للأسرى.
وأشار المواطن يوسف غنيم ( 25 عاماً) إلى أن حالة من السخط والغضب الشديدين تسود الأوساط الفلسطينية بعد الحرب المستمرة على لبنان، مستنكرا في الوقت ذاته كيف للعالم كله وبما فيه العرب ابناء جلدتنا يتسابقون من أجل إنقاذ حياة ثلاثة جنود مأسورين، بينما حياة شعبين بأكملهما هما الفلسطيني واللبناني تدمرت بشكل كبير.
ويبدي الدكتور تيسير عبدالجواد تضامنه الكبير مع الشعب اللبناني، حزب الله ، وقالquot; نقول للعالم كله ان شعب فلسطين ولبنان صامد ولن يتخلى عن حزب اللهquot;.وتابع:quot; يجب أن تنتهي الحرب على فلسطين وعلى لبنان، ويجب أن يفرج عن الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيليةquot;.
وعبر المواطن أبو أحمد الجمل ( 42 عاماً) عن تأييده لعمليات حزب الله مؤكدا أنها السبيل الوحيد لتحرير الأرض والأسرى، وقال quot;كلنا مع حزب الله وان كان العرب اختاروا الصمت فان الشعوب لن تركع او ترفع الراية البيضاءquot;.
ونعى المواطن اشرف مزهر( 27 عاماً) عملية السلام ، قائلاً عن أي سلام يتحدثون والمجازر تنفذ على مرأى ومسمع من العالم في لبنان وفلسطين، مشيراً إلى أن من يتحدث عن السلام عليه أولاً أن يذهب ويوقف اعتداءات اسرائيل في لبنان وفلسطين.
وأوضح المواطن أحمد أبو سلمة ( 31 عاماً) الذي يشارك باستمرار في المظاهرات والمسيرات التي تنظم في غزة، أن مشاركته كغيره من الفلسطينيين هي بمثابة رسالة دعم وتأييد لحزب الله في لبنان خاصة التي صمدت في وجه إسرائيل وألحقت به هزائم مرة.
يذكر أن الفلسطينيين دأبوا على الخروج بمسيرات وتظاهرات منددة بحرب اسرائيل على لبنان ، حيث يخرج الالاف من الفلسطينيين في الضفة والقطاع، رافعين خلالها الأعلام الفلسطينية واللبنانية جنباً إلى جنب، إلى جانب صور لزعماء حزب الله والفصائل الفسلطينية ، من بينهم الرئيس ياسر عرفات، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين ، مطالبين في الوقت ذاته بتدخل دولي عاجل من أجل إنقاذ لبنان، في حين أن الاذاعات المحلية تبث باستمرار خطابات حسن نصر الله إلى جانب أغاني وطنية تمجد بيروت والمقاومة من بينها أغنية السيدة فيروز quot;لبيروت من قلبي سلامquot;، وquot;قبل البحر والبيوتquot; وأغنية ماجدة الرومي quot;يا ست الدنيا يابيروتquot;.
التعليقات