موسكو:إذ وافق الرئيس الأوكراني يوشينكو على ترشيح غريمه السياسي يانوكوفيتش لمنصب رئيس الحكومة نزع فتيل مواجهة محتملة جديدة بين شرق أوكرانيا وغربها. وما هو إيجابي بالنسبة لروسيا التي تهتم بما يجري في بيت أحد أكبر جيرانها هو أن ترشيح يانوكوفيتش الذي يمثل مصالح النخبة الأوكرانية في شرق البلاد لمنصب رئاسة الحكومة يعني الاعتراف بكون أوكرانيا دولة ذات طبيعة خاصة تختلف فيها ميول الناس من منطقة إلى أخرى. ولكن هذا لا يعني أن أوكرانيا ستكف عن التوجه نحو الناتو والاتحاد الأوروبي. وكان إعلان موسكو وكييف الرسمي عن تعليق التعاون العسكري الفني ذا دلالة بالغة في هذا الصدد. ولن يضع يوشينكو السلطة على السياسة الخارجية والدفاعية في يد يانوكوفيتش. وليس واضحا ما الذي اتفق عليه يوشينكو ويانوكوفيتش. وليس مستبعدا أن يكون يانوكوفيتش وافق على عدم الوقوف ضد توجه رئيس الجمهورية نحو حلف شمال الأطلسي مقابل أن يحصل على سلطة كاملة على الاقتصاد الأوكراني.

والسؤال الآخر هو ماذا سيكون سلوك quot;أميرة الثورة البرتقاليةquot; تيموشينكو؟ فألن تحاول تشكيل المعارضة التي تستهدف يوشينكو و يانوكوفيتش؟

ويرجح ان ينسى يانوكوفيتش عندما يصبح رئيسا للحكومة أنه كان يعد بمنح اللغة الروسية صفة ثاني لغة رسمية في أوكرانيا. وفي مجال السياسة الخارجية ستعود أوكرانيا - على الأرجح - لتراوغ بين روسيا وبلدان الغرب. وهيهات ان يعمل رئيس الوزراء يانوكوفيتش على تحقيق حلم القيادة الأوكرانية quot;البرتقاليةquot; بالانضمام إلى الناتو في أسرع وقت قبل عام 2008 وينزع بالتالي ما يخلق توترا كبيرا في العلاقات مع موسكو.

أما في مجال الغاز فسوف يضطر يانوكوفيتش إلى انتهاج السياسة التي تخدم مصلحة أوكرانيا ويضطر بالتالي إلى التوصل إلى أكبر خفض ممكن لأسعار بيع الغاز الروسي إلى أوكرانيا، ولكن ثمة أملا في أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى حل وسط وحتى تدخلا في حلف ضد الرئيس التركماني المتعنت نيازوف من أجل تخفيض أسعار الغاز التركماني.