سمية درويش من غزة: اقتحم اغو شافيز ودولته فنزويلا قلوب وبيوت الفلسطينيين ، عقب القرار الذي اتخذته الجمهورية التي لا تربطها بالفلسطينيين واللبنانيين سوى العلاقة الإنسانية ، وسحب سفيرها من تل أبيب العاصمة السياسية للدولة العبرية.

ولنبدأ على الصعيد الشعبي الذي رحب بهذا القرار ، واعتبره بمثابة صفعة قوية لدول عربية مازال العلم الإسرائيلي يرفرف في عواصمها ، حيث قال الحاج أبو احمد الذي يجلس على أبواب محله وسط شارع عمر المختار الرئيس بغزة ، بان قرار رئيس فنزويلا كان محل فخر واعتزاز ، موضحا في الوقت ذاته ، بأنه رغم عدم وجود رابط ديني أو طائفي مع فنزويلا ، سارع رئيسها باتخاذ قرار سحب سفيره من إسرائيل.

وطالب الحاج الذي يوزع ابتساماته على المارة بهدف جلبهم لمحله الذي يعاني من عدم وجود حركة شرائية بسبب الوضع الاقتصادي الذي تمر به الساحة الفلسطينية وعدم تسلم الموظفين لرواتبهم منذ ستة أشهر ، طالب الدول العربية بالقيام مثل ما وصفها quot;تلك الدولة الغربيةquot; .

أما المواطنة عبير سليمان 43 عاما قالت لـquot;إيلافquot; ، quot; لو أنجبت بنت سأسميها فنزويلاquot; ، في إشارة غضب منها على المواقف العربية وعدم اتخاذها أي من المواقف التي يمكن أن تثلج صدور الشعوب العربية التي باتت تشاهد المذابح الإسرائيلية بحق الشعبين.
ويأتي هذا الترحاب الفلسطيني عقب خطوة الرئيس الفنزويلي بسحب سفير بلاده لدى إسرائيل بسبب عمليات الإبادة التي ترتكبها في لبنان ، حيث قال تشافيز في مقابلة مع قناة الجزيرة ، quot; إن الأعمال العسكرية الإسرائيلية لا مبرر لها وتنفذ بأسلوب (أدولف) هتلر بأسلوب فاشيquot;، متهما الولايات المتحدة بدعمها لإسرائيل.

بدوره قال ريمون قبشي مستشار الرئيس الفنزويلي ، quot;إن سحب السفير quot;آنخل تورتيليروquot; استنكار للهجمة العدوانية المجرمة على كل من لبنان وفلسطين , وأنها ليست أقل من حرب إبادة تحت غطاء الولايات المتحدة التي تمدد لها لتحقق أهدافهاquot;.

من جهتها أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بالموقف الشجاع لجمهورية فنزويلا ورئيسها شافيز ، مؤكدة بان هذا الإجراء جاء على خلفية جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية يوميا بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.

واعتبر بيان للجبهة تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه ، موقف الرئيس تشافيز، موقفا أمميا علا سقفه عن سقوف النظام الرسمي العربي العاجز ، مشيرا إلى ان تشافيز حين يصف نفسه بأنه ناصري ، إنما يحث العرب الرسمين على العودة إلى قدوة عربية شمخت في وجه العدوان.

ودعا بيان المنظمة اليسارية ، دول العالم والدول العربية على وجه الخصوص إلى فضح الجرائم الإسرائيلية ، ومعاقبة إسرائيل على جرائمها بعزلها دوليا ، وتقديم قيادتها إلى محكمة جنائية دولية ، بسبب خرقها لكل المعايير والقيم الدولية والأخلاقية.

هذا وقد دعا خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشعوب العربية إلى مساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني ودعم حزب الله ، مطالبا رؤساء وملوك العرب بطرد السفراء الإسرائيليين من بلادهم وقطع علاقاتهم مع حكومة الاحتلال.

ووجه البطش في تصريح صحافي ، تحية إلى الرئيس الفنزويلي لسحبه سفير بلاده من الدولة العبرية ، داعيا ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية للسير على خطاه وقطع علاقاتهم مع الاحتلال بطرد سفراء إسرائيل من بلادهم وسحب سفرائهم من هناك وإغلاق مكاتب التمثيل التجارية الإسرائيلية في العواصم العربية والتحرك الفوري لحماية الشعب الفلسطيني واللبناني.

وكان نشطاء انترنت مصريون ، حثوا في رسائل وزعوها عبر الشبكة العنكبوتيه علي الدعم الالكتروني والمعنوي والمادي للمقاومة وللشعوب العربية التي تتعرض للمجازر في فلسطين ولبنان ، منوهين إلي أنه من المساخر والفضائح التي تحدث أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز استدعي سفير فنزويلا من تل أبيب للاحتجاج علي المجازر الصهيونية والصمت الدولي وهو عمل لم يعمله أحد من العرب .
وعلى صعيد الدولة العبرية ، كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية ، أنها تدرس حاليا احتمال استدعاء سفيرها من كراكاس ردا على قرار الرئيس الفنزويلي.

وقالت مصادر صحافية في تل أبيب ، quot;إن إسرائيل لم تفاجأ بخطوة شافيز ، إذ إنها لا تتوقع شيئا من شخص يعانق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي دعا إلى القضاء على إسرائيلquot;.