خلف خلف من رام الله: مع دخول الحرب الإسرائيلية ضد لبنان يومها الخامس والعشرين تبدو أنها ما زالت في بدايتها. على الرغم من الحديث في اليومين الماضيين عن بوادر انفراج سياسي. إلا أن المسؤولين الإسرائيليين مشغولون بالبحث عن آلية تكتيكية توقف صواريخ وكاتيوشا حزب الله صوب إسرائيل. وهذا ما أعلنه اليوم عمير بيرتس وزير الأمن الإسرائيلي حين قال أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافها. وحسبما يبرز من الصحافة الإسرائيلية فأن الجهود والنقاشات بين قيادات إسرائيل دائرة الآن حول أفضل السبل الممكنة لتحقيق ذلك وليسوا معنيين بوقف إطلاق النار بقدر ما ينصب تركيزهم على تحقيق أي إنجاز يعيد الهيبة لجيشهم.
ويأتي هذا في وقت اعترف فيه مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن وصول الجيش الإسرائيلي إلى الليطاني وإقامة منطقة عازلة لا يحول دون إطلاق الكاتيوشا. ويسود الاعتقاد في الأوساط الأمنية الإسرائيلية بأنه حتى في حال توسيع الجيش الإسرائيلي لمنطقة الحزام الأمني لا يمكن الحيلولة دون سقوط قذائف باتجاه مناطق شمال إسرائيل. أي أن حزب الله سيواصل إطلاق قذائف الكاتيوشا من المنطقة الواقعة شمال الليطاني.
وبالتالي ليست واضحة مسألة الجدوى من احتلال عشرة كيلومترات أخرى بجميع الأحوال. وفي حال قررت وزارة الأمن الإسرائيلية وجوب أو ضرورة احتلال مناطق أخرى فإن بيرتس سيكون بحاجة إلى موافقة المجلس الوزاري المصغر. والآن ليس واضحاً إن كان بإمكانه الحصول على مثل هذه الموافقة إذ أن قسماً كبيراً من أعضاء المجلس لا يؤيدون فكرة احتلال مناطق أخرى في جنوب لبنان. من جهة أخرى ذكرت مصادر أمنية أمس أن إعلان إسرائيل بشأن نية احتلال مناطق أخرى داخل العمق اللبناني ليست مجدية الآن على الساحة السياسية. إذ أن تصريحات كهذه تعمل على دفع مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع في الإعلان عن وقف لإطلاق النار على حد تعبير مصدر سياسي في القدس أمس.
ويأتي هذا وسط تصريحات من قادة الجيش الإسرائيلية أن قواتهم ستنهي قريباً الاستيلاء الكامل على شريط حدودي في جنوب لبنان، ونقل عن ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي أن الجيش غير قادر على تدمير نظام الكاتيوشا للمدى القريب الذي بحوزة حزب الله في حين أن نظام صواريخ بعيدة المدى تم إلحاق الضرر به، وتطرق الضابط الكبير إلى محاولات الجيش الإسرائيلي القيام بعمليات اغتيال محددة في لبنان.
فقال: إن الواقع السياسي في لبنان مختلف عما هو في غزة وإننا في بعض المحاولات على هذا الصعيد نجحنا وفي حالات أخرى لم ننجح، وأضاف يقول إن الموضوع الاستخباري لدينا في غزة أكثر دقة، وتحدث الضابط أيضاً عن الأسلحة الموجودة لدى حزب الله قائلاً إن بإمكان الحزب بهذه الأسلحة تشكيل خطر على سلاحنا الجوي كما أن سلاح الجو الإسرائيلي يعاني من نقص في الطائرات المقاتلة في ظل العبء الثقيل الناجم عن تكثيف العمليات، على صعيد آخر قال الضابط الكبير إن الجيش السوري في حالة تأهب قصوى منذ بدء القتال في لبنان، كما أنه تتم عملية مواصلة تدفق الأسلحة من سوريا إلى حزب الله وإن سلاح الجو الإسرائيلي يقوم بضرب إرساليات الأسلحة هذه ولكن داخل الأراضي اللبنانية فقط حيث أن إسرائيل ليست معنية بأي مواجهة مع سوريا.
ويذكر أن خلافات اندلعت يوم أمس بين أولمرت ووزير الأمن عمير بيرتس حول مسألة إقامة المنطقة العازلة في جنوب لبنان، حيث أوعز وزير الحرب الإسرائيلي إلى جيشه بالاستعداد للدخول حتى نهر الليطاني، هذا يعني الدخول مسافة أكبر بكثير مما كان عليه الحال خلال تواجد منطقة الحزام الأمني القديم مما يعني أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى العديد من القوات المسلحة المدرعة والدبابات وناقلات الجنود وسلاح الهندسة وقوات أخرى من أجل تنفيذ مثل هذه الخطوة التي تعني الدخول حتى الليطاني، وتجدر الإشارة إلى أنه أثناء تواجد إسرائيل في منطقة الحزام الأمني لم يصل الاجتياح حتى الليطاني وإنما إلى منطقة السلوقي في القاطعين الشرقي والأوسط؛ وبالتالي فإن الاجتياح حتى الليطاني معناه أن دخول بلدة كبيرة مثل تبنيت وقرى كبيرة أخرى هي خطوة تقتضي أعداداً كبيرة من القوات، عدا عن أن هذا الأمر بحاجة إلى مدة زمنية أطول من أجل إدخال مثل هذه القوات بل والتشكيلات الأخرى؛ حتى يتم استكمال مثل هذا الإجراء كما أن هذا الأمر بحاجة إلى مصادقة الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر وفي غضون ذلك تتم الاستعدادات لهذه الخطوة المثيرة.
وعلى صعيد قصف حزب الله، فقد أكدت اليوم مصادر إسرائيلية أن 3 صبايا عربيات يحملن الجنسية الإسرائيلية قتلن بواسطة قصف حزب الله، وكذلك قالت المصادر أن حوالي ستمائة مبنى ومنزل تضررت في بلدة كفار شمونا وحدها منذ بدء المعارك جراء إطلاق قذائف الكاتيوشا، ويشار إلى أن متعهدي أعمال الترميم لم يوافقوا على المجيء للقيام بأي ترميم خشية إصابتهم بقذائف الكاتيوشا في غضون ذلك فإن سكان البلدة يطالبون بنقلهم إلى المناطق الوسطى لعدة أيام.
هذا فيما، ذكرت مصادر أمنية أنها تنظر بجدية إلى تهديدات حسن نصر الله كما يسود الاعتقاد لدى الأوساط الأمنية بأن حزب الله يمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى من نوع زلزال أو صواريخ أخرى تصل إلى مدى 200 كم باتجاه وسط إسرائيل، وأن يحاول حزب الله ربما إنهاء هذه المعركة بواسطة اللجوء إلى خطوة مثيرة مثل ضرب تل أبيب، ولكن المصادر الأمنية تؤكد أن إسرائيل ترفض أن تكون رهينة بأيدي حزب الله أو أن تتصرف وفق هذه القواعد التي يحددها، جاءت أقوال الأوساط الأمنية تعقيباً على تهديدات نصر الله بضرب العاصمة تل أبيب في حال ضرب العاصمة اللبنانية بيروت، وفي غضون ذلك تتواصل العملية البرية في جنوب لبنان.
- آخر تحديث :
التعليقات