أحمد نجيم منأصيلة : فجر محيي الدين اللاذقاني الكاتب والمعارض السوري، قنبلة في اليوم الأول لندوة quot;الاعلام العربي والتواصل مع الآخرquot;، عندما تناول quot;شبهة تحالف الإعلام مع المخابرات العربيةquot; واستخلص أن هناك quot;قلة من وسائل الإعلام تستطيع الخروج عن المخابرات العربية والأجندة السياسية الموضوعة لتلك الأجهزةquot;. وأضاف أن المخابرات العربية التي تخدم مصالح السلطة quot;تنقل بريد الخليفة ولا تكترث بريد الناسquot;، واستحضر في هذا السياق بداية الصحافة العربية في المهجر بظهور تكتلين quot;ليبي عراقيquot;، قبل أن يظهر في وقت لاحق التكتل الخليجي.

كما قال في المداخلة نفسها أن المخابرات العربية كانت على وعي بالسيطرة المباشرة على الإعلام كي تتحكم في السيطرة على المجتمع وقدم المعارض السوري مجموعة من الأمثلة عن صحف ومجلات ظهرت بدعم استخباراتي عربي أو أميركي..فقد ذهب اللاذقاني إلى أن سيطرة الدولة على الإعلام أخذت في السنوات الأخيرة طابعا آخرا وأضحت غير مباشرة من خلال مؤسسات quot;هناك سيطرتان للدولة على الإعلام، السيطرة المباشرة والسيطرة غير المباشرة، وقد تخلت الدولة عن السيطرة المباشرةquot; وأضاف أنه عندما يتحكم رأس المال العربي في المجتمع، فتلك ظاهرة خطيرةquot;.
وتحدث اللاذقاني في مداخلته بموسم أصيلة الثقافي السابع والعشرين مساء أمس الخميس، عن quot;ديموقراطية الفضائياتquot; مؤكدا أنها حملت الناس إلى الاعتقاد على أن الديموقراطية في العالم العربي ستصل بعد quot;يومينquot;، ثم استطرد أن quot;حدود حرية التعبير في العالم العربي توجد في حدودها الدنياquot;. كما أثار موضوع القوانين مؤكدا أنها quot;تخاط على مقاس الحكامquot;، مذكرا بتعديلين دستوريين في سوريا الأول لصالح الرئيس الراحل حافظ الأسد والثاني لنجله الحالي بشار الأسد.

هذه المداخلة أثرت على نقاش اليوم الأول الذي خصص لمحور quot;الإعلام في العالم العربيquot;، وانتقد عدد من المتدخلين هذا الطرح، فالصحافي التونسي صلاح عطية أكد أن مشكلتنا في العالم العربي ليست مشكلة مخابرات، بل مشكلة نظام عربي وأن المخابرات جزء من هذا النظام، وأوضح أن ديموقراطية الفضائيات مهمة لهذا الوطن مستشهدا بالنموذج التونسي. أما سمير عطا الله فرد على اللاذقاني من خلال تصحيح بعض المعلومات، ونفى أن تكون جريدة quot;الشرق الأوسطquot; قد أسست بمباركة ودعم من رئيس المخابرات السعودية أدهم، كما أعلن عن ذلك اللاذقاني، وأوضح أنها مؤسسة تتسم بالشفافية، مذكا بولوجها عالم quot;البورصةquot;.

واختار مسير الجلسة عبد الوهاب بدر خان السخرية للرد على طروحات اللاذقاني، قائلا quot;إذا كان الإعلام العربي من صنيعة المخابرات، فهذا فشل آخر للمخابراتquot;، أما وضاح خنفر، مدير عام قناة quot;الجزيرةquot; فأوضح أن للدول مصالح والإعلام أحد هذه المصالح، مؤكدا أن الدولة ليست جمعية خيرية، بل تفكر في المصلحة الشخصية، وقال quot;أنا مدير عام مؤسسة تمولها دولة قطرquot;، وطالب الأنظمة العربية بتمويل المؤسسات الإعلامية ثم الابتعاد عن تسييرها. أما وزير خارجية مصر السابق أحمد ماهر فأكد أن أخطر رقابة على العالم العربي هي الرقابة الداخلية. وذهب وزير الخارجية المغربي والأمين العام لمؤسسة quot;منتدى أصيلةquot; إلى أن الإعلام المغربي بعيد عن وصاية وزارة الداخلية quot;أعتقد بكل صدق أن وزارة الداخلية لا دور لها في الإعلام، فالصراع القائم حاليا ليس مع وزارة الداخلية، بل ما بين الأخلاقية والقانونquot;. مداخلات أخرى محدودة خرجت في اليوم الأول عن مداخلة محيي الدين اللاذقاني، وأثارت مواضيع عامة حول الإعلام العربي ومشكلة الهوية والإعلام العربي والآخر ثم تعامل هذا الإعلام مع التكنولوجيا.

[email protected]