ه+-

+-*


بعد أيام من زيارة متكي لمصر ضمن ترتيبات إقليمية
مبارك: توجيه ضربة لإيران يعني نهاية الاستقرار

نبيل شرف الدين من القاهرة : بعد أيام على لقائه وزير الخارجية الإيراني، قال الرئيس المصري حسني مبارك إن ضرب ايران يعني نهاية الاستقرار في الشرق الاوسط والعالم، وأعرب مبارك عن اعتقاده بأن الصراع بين الولايات المتحدة وايران يمكن حله بالطرق الديبلوماسية والحوار المباشر، موضحاً أن اي ضربة لايران تعني نهاية الاستقرار في المنطقة والعالمquot;، على حد تعبيره. واضاف مبارك في تصريحات نشرتها صحيفة (أخبار اليوم) الحكومية أن quot;ايران دولة مهمة في المنطقة والعلاقات بين الدول تنظمها معاهدات ومواثيق واتفاقيات تمنع التدخل في أي شان داخلي للدولquot;، على حد تعبير مبارك .
وحينها قال مصدر مصري مطلع إن الهدف من زيارة وزير الخارجية الإيراني تنحصر في طلب طهران تشكيل موقف مصري ـ إيراني داعم لحزب الله في المرحلة القادمة، وفي الوقت ذاته اتخاذ مواقف قوية ضد إسرائيل وسياستها في المنطقة .

وليس لمصر علاقات دبلوماسية كاملة مع ايران منذ اكثر من 25 عاما ولا تجرى اتصالات على مستوى رفيع الا في ما ندر وعادة ما تقتصر على الاجتماعات الدولية، لكن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي زار مصر الاسبوع الماضي لاجراء محادثات مع مبارك بخصوص الصراع في لبنان وغيره من القضايا الاقليمية .

واشنطن وطهران

وسبق واكدت الادارة الاميركية، التي ترفض اجراء حوار مباشر مع طهران، الثلاثاء الماضي، انها تعتزم التحرك سريعا في مجلس الامن لطلب فرض عقوبات على ايران اذا استمرت طهران حتى نهاية اغسطس في رفض طهران وقف تخصيب اليورانيوم، وقالت ايران انها سترد قبل 22 اب (أغسطس) الجاري على عرض الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا بشان برنامجها النووي. وتخشى الدول الكبرى من ان تستخدم ايران برنامجها النووي السلمي للتزود بقنبلة نووية وهو ما ينفيه الايرانيون الذين يؤكدون ان برنامجهم النووي سيستخدم لاغراض سلمية .

وقال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية إن الوزير الايراني بحث في جولته بالمنطقة حشد دعم عربي لمساندة موقف بلاده من الحملة الاميركية عليها، وخصوصا بعد ان أبدت طهران تجاوبا ملموسا، واستعدادا للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويرى مراقبون لملف العلاقات الايرانية ـ المصرية ان الظروف الاقليمية والدولية الراهنة المتعلقة بالازمة العراقية والوضع الخطير في فلسطين تشكل ما يمكن وصفه بـ(الفرصة الذهبية) لاعادة هذه العلاقات المقطوعة منذ الثورة الايرانية عام 1979 اثر اعتراض ايران على اتفاق كامب ديفيد، واستقبال الرئيس المصري الراحل أنور السادات لشاه إيران السابق.

قصة العلاقات

ومنذ قطع العلاقات بين مصر وايران بعد لجوء الشاه رضا بهلوي إلى القاهرة عام 1979 مرت العلاقات بين القاهرة وطهران بفترة بيات شتوي طويلة قبل ان تشهد خلال العامين الماضيين محاولات خافتة النبض لاصلاح ذات البين بين الدولتين الكبيرتين اللتين تتمتعان بثقل استراتيجي في المنطقة. غير ان هذه المحاولات اصطدمت في أغلب الأحيان بمناخ عدم الثقة السائد بين العاصمتين، وصراع التيارات وتباين وجهات النظر حول جملة من القضايا.
وظلت العلاقات المصرية الايرانية تمضي فوق لجمة التطبيع التي شهدت عبر التاريخ محطات مختلفة منذ قبل قيام حركة الضباط في 23 تموز (يوليو) 1952 حين جمعت المصاهرة عائلة محمد علي في مصر بعائلة شاه ايران، لكنها انتقلت مع حركة يوليو إلى مرحلة التوتر، حيث كان الموقف المصري مناهضا للسياسة الأميركية واسرائيل بينما كانت quot;إيران ـ الشاهquot; قاعدة لهما في المنطقة، ومن عقدي الخمسينات والستينات إلى مرحلة السبعينات التي شهدت التغيير الكبير في التوجهات المصرية، بالصلح مع اسرائيل وتعميق أكبر في العلاقات الأميركية، مقابل انقلاب تام في ايران باتجاه اسرائيل وأميركا بمجيء الثورة الايرانية، هذا التناقض في التوجهات الأيديولوجية وصل إلى ذروته في الخلاف بين البلدين باستقبال السادات لشاه ايران لاجئا في وقت لفظه فيه العالم كله.

ثم مر عقد الثمانينات دون حدوث أي تقدم في مسار العلاقات، وحلت التسعينات لتلقي بكرة التحولات الدولية والإقليمية في مرمى المنطقة، حيث شهدت تحالفاً إسرائيلياً تركياً، فضلاً عن حرب العراق الدائرة، الأمر الذي جعل الجميع يستشعرون خطورة الوضع، وضرورة ان تتخلص القاهرة وطهران من إرث الماضي، سعياً للاستجابة لمقتضيات الحاضر، وتطلعات المستقبل.