القاهرة: رفض مفتي الجمهورية في مصر الشيخ علي جمعة فتوى اصدرها امام قاهري حث فيها المسلمين على قتل quot;الصهاينةquot; وذلك وسط جدل واسع اسال الكثير من الحبر في صفحات الصحف المصرية. ومع وقف المعارك بين اسرائيل وحزب الله في لبنان اصدر امام مسجد الحق في الجيزة صفوت حجازي فتوى يدعو فيها المسلمين الى قتل quot;الصهانية حيثما وجدوا في زمن الحربquot;.

واوضح حجازي في حديث للقناة الاسلامية المصرية quot;الناسquot; انه يعارض هجوما انتحاريا داعيا الى استخدام الاسلحة النارية والمدي او السم quot;حتى لا يتضرر المدنيونquot;. ثم عاد الداعية الاسلامي الى حصر فتواه في quot;اليهود الاسرائيليينquot; الذين اعتبرهم quot;بمثابة جنودquot;.

وفي حديث لمجلة quot;صوت الامةquot; قال ان quot;اي يهودي اسرائيلي مهدر الدم في اي مكان في الكون واي سفير او دبلوماسي اسرائيلي يجب قتله في اي مكان وانا شخصيا لو قابلت يهوديا اسرائيليا في اي مكان ساقتله والذي يستطيع فعل هذا ولا يفعله يصبح آثما وحرام عليهquot;.

وبد ثلاثة ايام من فتوى حجازي اصدر الازهر فتوى مضادة تحظر على حجازي القاء خطبة الجمعة. وقال عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتاوى في الازهر لمجلة quot;روز اليوسفquot; ان quot;قتل اليهود على التراب المصري يمثل عملا ارهابياquot;.

غير ان الجدل لم يتوقف وسط جو معاد لاسرائيل منذ هجومها على لبنان في 12 تموز/يوليو ما اجبر مفتي الجمهورية للتدخل على توضيح ان منح تأشيرة دخول ليهودي الى مصر يعني توفير الحماية له.

واوضح علي جمعة في حديث الثلاثاء لصحيفة quot;المصري اليومquot; انه quot;طالما حصل اليهودي او غيره من الاجانب على تأشيرة دخول للدولة المسلمة فقد اصبح في وضع يسمى فقهيا بعقد الامان وهو ما يحرم الاعتداء عليهquot;. واضاف ان quot;عقد الامان هو التأشيرة التي يمنحها ولي الامر (..) وهي تعني تحريم دمه حتى لو كان بيننا وبين بلده حرب قائمة فما بالنا اذا كان من بلد لا يحاربناquot;.

وكان الشيخ علي جمعة اعرب في بداية الشهر عن تضامنه مع المقاومة اللبنانية في مواجهة quot;المجرمين الدمويينquot;.

وفي السياق ذاته قال استاذ الشريعة في الازهر محمد رفعت عثمان ان الاعتداء على شخص حصل على quot;تاشيرة دخول او ما يسمى في الاصطلاح الفقهي عقد الامان (..) لا يجوز شرعاquot;. واضاف quot;اذا حدث الاعتداء على هذا الشخص فهذا يعد غدرا بالعهود وهو من كبرى الجرائم في الاسلامquot;.

في المقابل اعتبر مجدي مهنا كاتب العمود الشهير في صحيفة quot;المصري اليومquot; المستقلة ان ملف حجازي يجب ان يطوى متهما السلطات الدينية بتضخيمه. وقال مهنا quot;لست مع الفتوى التي اصدرها الداعية الاسلامي الدكتور صفوت حجازي واباح فيها قتل اليهود وتعقب الاسرائيليين في كل مكان من العالم حتى اذا كان هؤلاء اليهود من الذين يقدمون لاسرائيل الدعم ويشجعونها على عدوانها على الفلسطينيين واللبنانيين وعلى الاستمرار في سياستها العنصريةquot;. ورأى الكاتب انه لا ينبغي اعطاء اهمية quot;لما صدر من فتاوى متشددة ومتطرفة هي الجانب الضئيل الذي سيترتب عليه نتائج الحرب في لبنانquot;.

وبالتوازي مع تمجيد الشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله الشيعي اللبناني، عاد مجددا الى منابر الحوار المصرية الجدل حول العلاقات مع اسرائيل وذهبت المعارضة الاسلامية والناصرية الى حد المطالبة بقطع هذه العلاقات.

من جانبه اعتبر عماد جاد الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية في الاهرام ان quot;كل شيء اصبح يستغل لمهاجمة نظام الرئيس حسني مبارك الذي يعتبر مرتبطا باسرائيل والولايات المتحدةquot;. واضاف لوكالة فرانس برس quot;نأمل ان تحل محل التطرف المخيم لهجة اكثر اعتدالاquot;.