تحدث عن الربح والخسارة ورفضه للصواريخ
كلمات الناطق باسم حكومة حماس تحدث انفجارا

سمية درويش من غزة: أحدثت كلمات الناطق الرسمي لحكومة حماس د. غازي حمد ، انفجارا مدويا داخل الأوساط الفلسطينية ، لاسيما وأنها خرجت عن الإطار المألوف الذي ترسمه حركة حماس ، حين شبه غزة بأنها تعيش كمراهقة تائهة بلا هدف أو مسار ، وعرج على حسبة الربح والخسارة في مقارعة الاحتلال ، بقوله ، عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ الانسحاب يزيد على خمسمائة وأكثر من ثلاثة آلاف جريح ونحو مائتي معاق وأكثر 150 بيتا جرى تدميرها , فضلا عن تدمير البنى التحتية والجسور ومحطات الكهرباء ، وان عدد الإسرائيليين الذين قتلوا جراء إطلاق الصواريخ لـم يزد على ثلاثة أو أربعة.

وفي وقت أشاد فيه وزير الإعلام السابق نبيل عمرو ، بكلمات الناطق باسم حكومة حماس لوصفه الحالة والتعاطي معها كمواطن فلسطيني ، وليس كمسؤول إعلامي رسمي يحمل شنطة مكياج يزين بها وجوه المسؤولين ، هاجم الكاتب د. عصام يوسف ، حمد قائلا ، نفاجأ بمقال للناطق الرسمي باسم الحكومة بعيدا كل البعد عن الواقع الذي نعيشه ومغايرا تماما لما تحمله الحكومة من أفكار ومبادئ , فهذا أمر قد خرج عن المألوف. وتساءل يوسف ، quot; متى كانت حسابات مقارعة الاحتلال مربوطة بعدد القتلى أو الشهداء ؟؟ ، فلا شك أن أية عملية سيكون مقابلها رد فعل من الاحتلال يكبد الجانب الفلسطيني خسائر اكبر مما هو تكبد , وهذه سنة تحرير الأوطان ، بحسب تعبيره.

وأضاف يوسف في مقاله ، أن مظاهر الانفلات الأمني قد تراجعت بشكل حاد ، وقد حققت حماس مع باقي الفصائل انجازات عظيمة في هذا المضمار وخصوصا في غزة , فلم تعد المؤسسات الفلسطينية مستباحة , ولم تعد الاغتيالات ، وعمليات الخطف كما كانت في عهد الحكومات السابقة , متسائلا ، أين كان قلم حمد حين كانت تتم تصفية رؤوس كبيرة في وضح النهار وبمشاركة مئات العناصر سابقا ؟ ، على حد قوله.
كما وصف مقال غازي حمد الذي تصدر صفحات الصحف الفلسطينية لخروجه عن المألوف ، بأنه محبط للغاية وانه لا يحق له أن يتحدث بصفته الشخصية مادام على رأس عمله , فإما أن يلتزم التحدث باسم الحكومة ويترك كتابة المقالات , وإما أن يتفرغ لكتابة المقالات ليعبر عن رأيه الشخصي بكل صراحة وجرأة.
وقد انتقد حمد إطلاق الصواريخ تجاه المعابر ، معتبرها تلحق ضررا في المصلحة الوطنية ، حيث كتب تحت عنوان quot; ارحموا غزةquot; ، إننا نستغرب من تصرفات البعض ، حين يبذل مجهود كبير لإعادة فتح معبر رفح الحدودي مع مصر جنوب قطاع غزة للتخفيف عن المواطنين نجد من يذهب ليطلق صاروخا باتجاه المعبر ، أو إنه حين يتحدث البعض عن التهدئة وضرورتها تجد من يناكف ، فيذهب ليطلق صاروخا آخر. من جهته تساءل الكاتب توفيق وصفي ، إن كان رئيس الوزراء إسماعيل هنيه مثل حمد ، كونه الناطق باسم المجلس ، فإن كان هذا حقيقيا يقول الكاتب ، فنحن معا في مركب واحد ، مركب التائهين فاقدي القدرة على معرفة ما يجري ، وإن لم يكن ، فلا بد أن منبع هذه الشفافية هو الوجود في الحكم والإحساس بأنه لا بد من منح الجمهور إحساسا بتلمس همومهم ، مع ما يتطلبه ذلك من حد معقول من النقد الذاتي ، وليس كما في المعارضة.

ومضى وصفي في تساؤلاته ، هل أراد غازي أن يقيم جسرا بين غضب الشارع وقهره وبين عجز الحكومة عن حل معضلات الحياة المتفاقمة ، منذ بداية عهدها المتعثر ، مستبقا المأزق الموعود بعد أيام ، مع عشرات الألوف من الموظفين اليائسين ، بعد فشل محاولات تخويفهم ، وطفح كيلهم ، وخصوصا بانضمام موظفي غزة إلى حالة الاحتجاج التي بدأت في الضفة ، الذين تستكثر عليهم قيادات حماس ضيقهم وشكواهم .