خلفيات زيارة بلير للشرق الأوسط
لندن: كشفت معلومات صحافية نشرت امس ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيعلن اليوم الخميس عزمه على مغادرة منصبه خلال عام واحد مؤكدا بذلك تصريحات بعض حلفائه الرئيسيين.وبثت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ووكالة الانباء البريطانية برس اسوسييشن هذه المعلومات بينما يواجه بلير ضغوطا متزايدة بعد استقالة نائب وزير الدفاع توم واتسون وسبعة مسؤولين في الحكومة البريطانية احتجاجا على عدم اعلانه موعدا لتنحيه.

وقال متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية لوكالة فرانس برس ان برنامج بلير يتضمن ظهوره علنا مرتين، الاول بعد لقاء اليوم الخميس مع رئيس وزراء سنغافورة لي سيان لونغ والثاني خلال زيارة بعد الظهر الى مدرسة في لندن يرافقه وزير التربية الن جونسون.ونقلت وكالة الانباء البريطانية عن مصادر في رئاسة الحكومة ان بلير سيعلن خطته خلال جلسة مقررة لالتقاط صور.وقالت هذه المصادر ان بلير سيؤكد انه من الضروري بالنسبة له توضيح نواياه في ما يتعلق بحزب العمال الذي يتزعمه والبلاد باسرها على حد سواء.

الصحف البريطانية

رجل واحد احتلت صورته الصفحات الأولى لجميع الصحف البريطانية الأساسية بلا استثناء: غوردن بروان، وزير المالية البريطاني والخصم اللدود منذ زمن طويل لرئيس الوزراء توني بلير.
فأزمة حزب العمال الحاكم في بريطانيا، والذي يتزايد عدد النواب فيه الذين يطالبون بلير بتحديد موعد للرحيل عن السلطة، هي الشغل الشاغل للإعلام البريطاني ككل، وقد رأت معظم الصحف، تلميحا أو تأكيدا، أن براون يقف وراء quot;الثورةquot; على بلير من داخل حزبه الحاكم.

صحيفة التايمز نشرت صورة لبروان يبتسم ابتسامة عريضة، وعنونت: quot;حزب العمال أصيب بالشلل فيما السم ينتشرquot;، في إشارة إلى تزايد عدد المسؤولين في الحزب الذي يطالبون بلير بتحديد موعد للرحيل.
صحيفة الاندبندنت نشرت صورة لبروان وبلير، كل على حدة. لكن الصحيفة اختارت صورة مبهمة لبلير، وكأن هدفها في ذلك الإيحاء بأنه بدأ يتراجع عن المشهد شيئا فشيئا. أما براون فبدت ملامحه واضحة في الصورة، كما بدا عليه التصميم والثقة. وعنونت الصحيفة: اللعبة النهائية. أما الدايلي تلغراف، فنشرت أيضا صورة لبراون المبتسم ابتسامة المنتشي، تحت عنوان quot;لا عجب أن غوردون (براون) يبتسم.quot;

وكما على الصفحات الأولى، فقد سيطر موضوع النزاع الحزبي على الصفحات الداخلية التي تناولته تفصيلا وتحليلا ورأيا وتكهنا...وأيضا رسوما ساخرة. ولعل أبرز هذه الرسوم كان في صحيفة الغارديان، التي أظهرت رئيس الوزراء بلير يخطب أمام محازبيه بزي انتحاري يرتدي حزاما ناسفا. وعلى رأسه عصبة كتب عليها quot;عشرة أعوام مجيدة.quot; أما العلم الذي يحمله، فكتب عليه quot;جميعكم آتون معيquot;، في إشارة من الصحيفة إلى أن بلير سيأتي بالكارثة على حزب العمال ويجره معه إلى الهاوية.