إقرأ أيضا

الوضع الداخلي يمنع سفر الاسد

أزمة الثقة بين أوروبا ودمشق

هافانا : واصلت قمة دول عدم الانحياز في كوبا مناقشة مسودة بيان ختامي يحتل فيها الشرق الاوسط حيزا كبيرا، فيما غاب عن اللقاء الرئيس السوري بشار الاسد الذي اوفد وزير الخارجية وليد المعلم اليوم الاربعاء.ومن الملفت ان ايا من فيدل وراوول كاسترو اللذين يستضيفان القمة الرابعة عشرة لدول حركة عدم الانحياز المنبثقة عن مؤتمر باندونغ المنعقد عام 1955، لم يظهر علنا واكتفى التلفزيون بعرض مشاهد لراوول شقيق فيدل الذي كلفه مهامه عند خضوعه لعملية جراحية وهو يستقبل رئيس لاوس شومالوي ساياسوني. وكان فيدل كاسترو اعلن انه سيكون في مقدوره استقبال زائرين بعد فترة نقاهة استمرت اكثر من شهر اثر خضوعه لعملية جراحية وفقدانه حوالى 20 كلغ من وزنه.

وكان رئيس فنزويلا هوغو شافيز اعلن من كراكاس انه سيتناول الغداء الاربعاء مع صديقه فيدل كاسترو. ووصل وليد المعلم الى هافانا حيث يرئس الوفد السوري الى القمة التي بدأت اعمالها الاثنين على ان تستمر حتى السبت، على ما افادت وكالة سانا السورية. وكان مصدر رسمي كوبي في مطار هافانا صرح ان وصول الرئيس السوري بشار الاسد الذي كان مقررا مساء الثلاثاء الى العاصمة الكوبية، ارجىء بعد ساعات من الهجوم الذي استهدف السفارة الاميركية في دمشق. وشهدت دمشق صباح الثلاثاء اعتداء على السفارة الاميركية اسفر عن سقوط اربعة قتلى. وفي اليوم الثاني من اعمالهم التحضيرية انهمك كبار مسؤولي الدول ال118 الاعضاء في دراسة مسودة بيان ختامي من 86 صفحة تتناول المسائل العالمية والاقليمية والمحلية فضلا عن التنمية وحقوق الانسان.

وتعد حركة عدم الانحياز التي تضم نحو عشرين دولة عربية ادانة شديدة اللهجة لاسرائيل لحربها على لبنان وحملتها العسكرية على قطاع غزة، غير انها في المقابل تراعي الحساسيات ولا سيما الاميركية منها بشأن العراق وافغانستان مع توقع اعلانها دعما كاملا ولو كلاميا لسلطات هذين البلدين.
وتدين مسودة البيان الختامي quot;العدوان الغاصبquot; الاسرائيلي على لبنان الذي يحضر رئيسه اميل لحود القمة. غير انه علم على هامش الاجتماع انه من المرجح حذف اشارة الى quot;جرائم حربquot; يتهم النص اسرائيل بارتكابها في قطاع غزة وتستدعي quot;احالتها الى القضاءquot;، وذلك تحت ضغوط quot;المعتدلينquot; في الحركة.

ولا ياتي النص على ذكر حزب الله الشيعي اللبناني الذي استهدفته الحرب الاسرائيلية على لبنان لكنه quot;يبدي ارتياح (حركة عدم الانحياز) لانتشار القوات المسلحة اللبنانية جنوب نهر الليطاني بحيث لا يعود هناك اسلحة وسلطة سوى اسلحة وسلطة الدولة اللبنانيةquot;، في اشارة الى انتشار الجيش اللبناني في هذه المنطقة المحاذية لاسرائيل. من جهة اخرى، تعتزم دول عدم الانحياز مطالبة اسرائيل في بيان منفصل بالافراج عن المسؤولين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم في اطار حملتها على قطاع غزة واعادة بناء البنى التحتية التي تضررت.وقال المندوب الفلسطيني الى الامم المتحدة رياض منصور لوكالة فرانس برس على هامش الاعمال quot;حين يتم ذلك يصبح الباب مفتوحا لاستئناف العملية السياسيةquot;. وافاد احد اعضاء الوفد الكوبي الى quot;اللجنة السياسيةquot; للاعمال التحضرية انه يجري وضع اعلان خاص بالبرنامج النووي الايراني يؤكد دعم حركة عدم الانحياز له.

ويؤكد مشروع البيان على quot;حق الدول النامية الثابت في المشاركة في نشاطات بحث وانتاج واستخدام الطاقة النووي لاهداف سلميةquot;. وتشير الوثيقة quot;بقلق كبير الى ان اسرائيل تزودت بقدرات نوويةquot; الامر الذي quot;يسمح لطرف ما بتهديد جيرانه والمنطقةquot; في حين انه quot;لا يمكن تحقيق استقرار منطقة ما بوجود نقاط خلل فاضحة في التوازنquot;. ويصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي تشتبه الدول الغربية بسعيه لتزويد بلاده بالسلاح النووي الخميس الى العاصمة الكوبية. وقد اعلن فيدل كاسترو دعمه لموقف نظيره الايراني ومن المحتمل عقد لقاء بينهما في هافانا. والملفت ان مسودة بيان دول عدم الانحياز وبينها بعض اشد معارضي الولايات المتحدة والغرب، لا تاتي على ذكر التدخل الاميركي في اي من العراق وافغانستان. وتعتزم القمة الدعوة الى تقديم quot;الدعم اللازمquot; للسلطات العراقية quot;للتغلب على الارهاب واقتلاعه من جذورهquot;.

كما quot;تهنئquot; القمة ايضا بحسب النص القادة العراقيين وquot;تندد بكل الاعمال الارهابية في العراقquot;. اما بالنسبة لافغانستان، فستقدم القمة دعمها لحكومة كابول، مبدية في الوقت نفسه quot;عميق قلقهاquot; من quot;المجموعات الارهابية التي تضم اعضاء سابقين في حركة طالبانquot; والتي تخوض معارك عنيفة منذ بضعة اسابيع مع قوات منظمة حلف شمال الاطلسي في جنوب البلاد وشرقها. وتوجه مسودة البيان تحذيرا مبطنا لباكستان المجاورة لافغانستان حيث تعرب دول عدم الانحياز عن قلقها من quot;فشل الجهود الدولية في محاربة الارهاب بسبب الدعم والحماية اللتين لا تزال المجموعات الارهابية تحظى بهماquot; من جهة لم يحددها النص مكتفيا بالقول انها quot;تقوض جهود الاسرة الدوليةquot;.

وسيجتمع رؤساء الدول والحكومات الجمعة والسبت في حضور الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي درج على الحلول ضيفا على القمة.
واغتنم المنشقون الكوبيون الفرصة لرفع صوتهم بعد ان كانوا يلزمون صمتا حذرا منذ انتقال السلطات الى راوول شقيق فيدل كاسترو في 31 تموز/يوليو.
وندد اليزاردو سانشيز رئيس لجنة حقوق الانسان والمصالحة الوطنية الكوبية (محظور لكن السلطات تغض الطرف عنها) بدول عدم الانحياز معتبرا ان الحركة تضم quot;اسوأ منتهكي الحقوق المدنية والسياسية على صعيد العالمquot; ذاكرا من بينهم كوبا وكوريا الشمالية والسعودية وسوريا وزيمبابوي.