عادل درويش من لندن : يسعى رئيس الوزراء توني بلير والحكومة البريطانية الى زيادة الضغوط الدولية على السودان، بسبب رفضها قوات دولية، ولاتستبعد بريطانيا اتخاذ اية اجراءات او قرارات دولية لتجنب تكرار مأساة رواندا في دارفور حسب مصادر داوننج ستريت.

وقالت المصادر ان بريطانيا ستزيد نشاطها الديبلوماسي اليوم وخلال الأيام المقبلة بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للعمل في اطار الأمم المتحدة لممارسة أقصى الضغوط على الخرطوم وحملها على التعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتجنب كارثة انسانية هناك.

واتهمت بريطانيا الجيش السوداني باجبار 50 الف من سكان دارفور على مغادرة ديارهم، حسب تقارير الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية العاملة في دارفور. حتى بلغ عدد الاجئين والمشردين مليون و900 الف شخص. وقال مصدر من داوننج ستريت ان قرابة ثلاثة ملايين من سكان دارفور يعتمدون بشكل تام على الاعانات من الأمم المتحدة وماتوفره او تقدمه وكالات الغوث والمنظمات الخيرية. واضاف بأن بريطانيا والمجتمع الدولي يحذران من عرقلة حكومة السودان لعمل ونشاط توصيل الغوث للاجئين، وتواجد قوات كافية لحماية الاجئين.

ومن المتوقع ان يصدر رئيس الوزراء بلير تصريحا قوي اللهجته يحذر به حكومة السودان منتصف الليلة ( 2300 مساءا بتوقيت جرينيتش، ستنشره ايلاف حينه). وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء انه قلق على الموقف في دارفور ، ومايقلقه ان الموقف يكرر نفسه حيث تكرر حكومة الخرطوم رفضها الالتزام بالتعهدات وبقرارات المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي.
واضاف المتحدث ان بلير يبحث الموقف في السودان بشكل مستمر مع الرئيس الأميركي جورج بوش، خاصة وان الوضع في دارفور يزداد سوءا ومستمر في التدهور والسودان تتحمل المسؤولية، والحكومة تعرف مايجب عمله.
وعلمت quot;إيلاف quot; ان بلير لن يخابر الرئيس السوداني او يخابر احد من الحكومة السودانية قبل صياغة التصريح الذي سيصدره اليلية، وعلمت ايلاف انه سيكون حادا وشديد اللهجة. وحسب مصادر قريبة من بلير، فإن رئيس الوزراء مقتنع بأن المسؤولية تقع كاملة على عاتق الحكومة السودانية، وانه سيسعي من خلال المفاوضات والجهود الديبلوماسية الى اتخاذ العالم موقف موحد وصلب تجاه السودان.
ونفى مكتب رئيس الوزراء ان يكون تصريح الممثل العالمي جورج كولوني بان مايدور في دارفور هو تكرار لتجربة رواندا وانها عملية ابادة جماعية، حيث قال المتحدث ان جهود الحكومة البريطانية في ذلك بدأت مبكرا وسبقت كولوني.
وفي سؤال عما إذا كان داوننج ستريت يتفق مع مضمون تصريحات كولوني، قال المحدث باسم رئيس الوزراء ان هناك اتفاقا عاما في بريطانيا وعالميا حول خطورة الوضع في السودان ومايتعرض له اهل دارفور. وشدد على ان زمام المبادرة هو في يد الامم المتحدة، وان بريطانيا تتصدر الجهود الدولية بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة واتخاذ كل المبادرات الدولية، لافهام السودان بخطورة عرقلة عمل وجهود الأمم المتحدة.
واضاف المتحدث محذرا السودان، بأن الخرطوم يجب ان تفهم quot; اننا لن نحول انظارنا بعيدا عن الموقف وعن ضرورة انصياعها للقانون الدولي.quot;
ولم يستبعد المتحدث عمل بريطانيا على اتخاذ أية اجراءات مهما كان شكلها ونوعها، بما فيها عقوبات على السودان. ورفض المتحدث، ردا على سؤال من quot;إيلافquot;، تأكيد او نفي ما اذا كانت الديبلوماسية البريطانية ستسعى الى فرض عقوبات باتخاذ قرارات تحت الفصل السابع قابلة للتنفيذ بالقوة.