نيويورك : واجه الرئيس الاميركي جورج بوش تشككا دوليا متزايدا في سياساته بشأن ايران والعراق لدى وصوله امس الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ومحاولة حشد التأييد لمواقفه.ويلقي بوش كلمته امام زعماء العالم في وقت تواجه فيه حكومته قدرا كبيرا من المشاكل على صعيد السياسة الخارجية وتحديا بالداخل من جانب الديمقراطيين الذين يسعون لانتزاع السيطرة على الكونجرس من حزبه الجمهوري خلال الانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.

وسيركز بوش الذي سيلقي كلمته اليوم في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 192 دولة على رؤيته للديمقراطية في الشرق الاوسط وهي موضع تشكك في العديد من عواصم العالم في ضوء العنف المتواصل بالعراق على مدار ثلاثة اعوام منذ اطاح الغزو الذي قادته واشنطن بنظام صدام حسين.قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان امس ان الخطر كبير ان ينحدر العراق الى هاوية حرب اهلية اذا استمرت الاتجاهات الحالية.

وسيعمد بوش ايضا لاستخدام مساعيه الدبلوماسية في محاولة لحشد الدعم لمعارضة الطموحات النووية لايران بعد ان تجاهلت مهلة دولية انتهت يوم 31 من أغسطس اب لتعليق انشطتها لتخصيب اليورانيوم.وتضغط واشنطن على القوى الرئيسية لبدء العمل من اجل اعداد عقوبات على ايران اذا لم يتحقق تقدم في وقت قريب لكن روسيا والصين مترددتان في تاييد مثل تلك العقوبات وفي علامة على تلك الشكوك قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي سيعقد محادثات ثنائية مع بوش اليوم الثلاثاء انه يفضل بذل اقصى حد من المساعي عبر الحوار قبل النظر في اي عقوبات لان عقوبات الامم المتحدة لم يكن لها قط تأثير جيد.

وقال شيراك لاذاعة اوروبا 1 quot;لا أؤمن بالحلول التي لا تنطوي على حوار. في أي قضية يجب اجراء حوار لاقصى الحدود.quot;واستبعد البيت الابيض عقد اي لقاء بين بوش والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي سيلقي كلمة ايضا يوم الثلاثاء امام الجمعية العامة وقال انه لن تكون هناك اي اتصالات على مستوى اقل مع الوفد الايراني.

ومن المتوقع ان يسعى أحمدي نجاد الذي عادة ما يشكو من الولايات المتحدة الى حشد التأييد لحق ايران في تطوير برامج نووية لتوليد الطاقة لأغراض مدنية. وتقول واشنطن ان برنامج طهران غطاء لانتاج اسلحة نووية.وحذر مسؤولون اميركيون من توقع ان تسفر جهود بوش عن انفراجه. وتعتزم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ان تعقد اجتماعات يوم الثلاثاء مع عدد من اللاعبين الرئيسيين الاخرين بشأن ايران.وسيركز بوش في كلمته على دعمه لمسيرة الديمقراطية في الشرق الاوسط وهي استراتيجية يعتبر بعض خصوم واشنطن في المنطقة انها ذريعة لتخويف الدول المعارضة لها.وقال ستيفن هادلي مستشار البيت الابيض للامن القومي quot;انه سيتحدث عنها في الامم المتحدة بوصفها صراعا بين قوى التطرف وقوى الاعتدال.quot;

ولكن تعليقات بوش ستكون تذكيرا له ايضا بالتحديات التي يواجهها على صعيد السياسة الخارجية فلاتزال القوات الامريكية متورطة في مستنقع العراق وهي حرب تزداد معارضة الامريكيين لها بشكل مستمر وحكومة بغداد الوليدة تناضل من اجل فرض سيطرتها على الاوضاع.والحكومة الائتلافية الهشة في لبنان التي كان بوش قد اشاد بها بوصفها قصة نجاح ديمقراطية اصابها وهن شديد جراء الحرب التي استمرت شهرا بين اسرائيل وحزب الله.ويقول منتقدون ان حملة بوش الديمقراطية في الاراضي الفلسطينية قد اتت بنتائج عكسية حين فازت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات وهي تخضع لعزلة دبلوماسية تقودها امريكا في الوقت الحالي.

ومن المقرر أن يجتمع بوش مع الرئيس العراقي جلال الطالباني اليوم . وسيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء وسط معارضة امريكية للخطوط الرئيسية التي اعلنت كبرنامج سياسي لحكومة وحدة وطنية مع حماس.وعقد بوش اجتماعات ثنائية يوم الاثنين مع زعماء ماليزيا والسلفادور وهندوراس وتنزانيا.