سمية درويش من غزة: حملت حركة التحرير الوطني فتح المنافس الأقوى لحركة حماس ، الحكومة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن دماء أبنائها ، مطالبة بنزع الثقة عن سعيد صيام وزير الداخلية بصفته المسؤول المباشر عن الأمن .

وقد تفجرت الأوضاع بالأراضي الفلسطينية لاسيما بين فتح وحماس ، عقب المجزرة الدموية التي تعرض لها جهاز المخابرات العامة باغتيال خمسة من كبار ضباطه بالقرب من منزل رئيس الوزراء الفلسطيني الجمعة الماضية.

وقالت حركة فتح في بيان لها ، quot;ان من قتل فتحاويا سيقتل ولو بعد حينquot; ، واصفة في الوقت ذاته ، حادثة مقتل ضباط المخابرات العامة الخمسة ، بالمجزرة السياسية الأخطر في تاريخ فلسطين .

وكان اللواء توفيق الطيراوي مدير جهاز المخابرات ، قد حمل أمس وزير الداخلية ، مسؤولية حادثة اغتيال ضباط المخابرات ، متهما رسميا عناصر من حركة حماس بتنفيذ الجريمة ، التي وقعت على مقربة من منزل هنية ، دون أن يحرك حراسه ساكنا ، في حين اعتبر صيام ، الهدف من تصريحات الطيراوي هو هدف سياسي بعيد كل البعد عن المغزى الأمني ، ويهدف إلى إثارة الفتنة الداخلية .

وأصبح الصراع الدائر بين فتح وحماس ، الحركتان الرئيستان في الساحة الفلسطينية ، يحتل المشهد السياسي الفلسطيني بأكمله ، حيث لم يعد التنازع في ما بينهما أمرا ثانويا ، ولا يمكن تجاهله أو السكوت عليه ، فلم تعد الخسائر قاصرة على عناصر فتح وحماس وحدهما.

وقد خرج مساء اليوم الآلاف من أنصار حركة فتح في تظاهرة حاشدة شمال قطاع غزة للتنديد بحالة الفلتان الأمني التي وصلت إليها الأراضي الفلسطيني ، مطالبين الحكومة ووزير الداخلية بالوقوف عند مسؤولياته وحفظ الأمن.

وبحسب بيان فتح ، فان الجناة معروفين من قبل رئيس الحكومة والأجهزة الأمنية ، لافتا إلى أن الأمور تعدت كل الخطوط الحمراء حتى وصلت إلى تهديد الرئيس محمود عباس وبعض أعضاء المجلس التشريعي من حركة فتح.

وطالبت فتح ، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بممارسة صلاحياته القانونية والدستورية التي تمكنه من الحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني .