متحدثة: سولانا ولاريجاني لن يجتمعا في بروكسل

ايران قد تكون مستعدة للقبول بتخصيب موقت لليورانيوم

وواشنطن بوست تكشف عن حل نهائي للازمة الايرانية

تعليق التخصيب ليس على جدول اعمال لاريجاني

موسكو: على الرغم من التشاؤم الذي أحاط بمفاوضات الجولة الأولى بين مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرجي كيريينكو ونائب الرئيس الإيراني رئيس الهيئة الوطنية للطاقة الذرية في إيران غلام رضا آغا زاده والتي جرت في موسكو يوم أمس، أسفرت الجولة الثانية عن توقيع اتفاقية ملحقة تنص على أن تشغيل محطة بوشهر سيجري عمليا في شهر أيلول (سبتمبر) من العام المقبل، وسيبدأ توليد الطاقة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه. على أن يتم توريد الوقود النووي في موعد لا يتجاوز ستة أشهر من موعد التشغيل. ووفقا للتصريحات الروسية-الإيرانية فسوف تقوم شركة (آتوم ستروي إكسبورت) الروسية بتزويد مفاعل بوشهر بثمانين طنا من الوقود النووي في آذار (مارس) 2007.

وكان أغا زاده أدلى قبيل وصوله إلى موسكو بتصريحات أثارت اهتمام المراقبين والدوائر السياسية والدبلوماسية عندما أعلن أن إيران لديها الإمكانية لاستكمال بناء محطتها وتشغيلها من دون مساعدة روسيا، وحدد ستة أشهر للانتهاء من هذا العمل. وانعكست هذه التصريحات بدرجة ما عقب توقيع الاتفاقية التي تشبه اتفاقيات فصل القوات بعد الحروب، على حد قول المراقبين، إذ صرح نائب رئيس الهيئة الوطنية الإيرانية للطاقة الذرية محمود جنتيان بأن المصادقة على الجدول الزمني تسنت بفضل اتضاح العلاقات بين مؤسسة quot;آتوم ستروي إكسبورتquot; والهيئة الوطنية الإيرانية. ولم يستبعد في الوقت ذاته إمكانية إعادة النظر في جدول أعمال بناء المحطة باتجاه تحسينه واستكماله بعد ثلاثة أشهر مقبلة. الأمر الذي وصفه المراقبون بانعدام الثقة بين طهران وموسكو.

ويبدو أن تصريح جنتيان يشير بشكل أو بآخر إلى الزيارة التي سيقوم بها مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرجي كيريينكو إلى طهران في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل والتي تستهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن بدء تشغيل محطة بوشهر بأسرع وقت ممكن. الأمر الذي يشير بدوره إلى عدم حسم الأمور نهائيا على الرغم من توقيع الاتفاقية.

أما لقاء أغا زاده مع أمين مجلس الأمن القومي الروسي إيجور إيفانوف في الكرملين فكان بمثابة الشق السياسي للزيارة، إذ كرر إيفانوف موقف روسيا بشأن إمكانية تسوية الأزمة النووية الإيرانية عن طريق المفاوضات وعلى أساس مقترحات السداسي، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة بلورة اتفاقات تعكس حق إيران في تطوير الطاقة الذرية السلمية وإزالة كل ما يثير قلق المجتمع الدولي بصدد نظام منع الانتشار.

ولاحظ مراقبون في موسكو أن الوفد الإيراني غادر بلادهم من دون رضا كامل عن سير تنفيذ الجدول الزمني لاستكمال بناء وتشغيل محطة بوشهر. وألمحوا إلى أن الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم قد لا تمتلك قوة قانونية أمام أي متغيرات سياسية أو عسكرية قد تجري خلال الأشهر القريبة القادمة، وخاصة في ظل التصريحات الحادة التي يدلي بها كبار المسؤولين الإيرانيين من جهة، أو عدم الاتفاق على أسعار نقل الوقود من روسيا واستعادته بعد استخدامه من إيران من جهة أخرى. إذ إن الطرفين لم يعلنا بعد عن اتفاقات نهائية بهذا الصدد. إضافة إلى ذلك لم ينكر المراقبون أن طهران تمارس ضغوطا لا تطاق على موسكو التي تحاول بدورها إظهار ضبط النفس لأقصى درجة تفاديا لفقدان العقود التي تقدر بالمليارات، وركضا خلف إغراءات إيرانية بإمكانية تسهيل حصول الشركات الروسية على حق بناء مفاعلين جديدين.