الخرطوم: رفض السودان مقترحات مبعوث السكرتير العام للامم المتحدة في السودان يان برونك بتمديد مهمة القوات الافريقية في اقليم دارفور الغربي لاجل مفتوح. وقال ممثل مساعد الرئيس السوداني لدارفور محمد احمد الدابي للصحافيين اليوم ان quot; الحكومة السودانية لا تقبل اي تمديد خلافا لما تم الاتفاق عليه في اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي في نيويورك اخيراquot; مشيرا الى أن موافقة الحكومة تنحصر فقط في ما تم تحديده لاكمال انفاذ اتفاق سلام دارفور.

ووصف الدابي تصريحات برونك بانها quot;صحوة ضميرquot; لن تثني الحكومة عن مبدأ رفضها للقوات الدولية مؤكدا انه لا وجود لاي موافقة بنشر اعداد من المستشارين العسكريين الامميين للالتحاق بالقوات الافريقية. واكد الدابي ان حكومة السودان لديها طريق واحد لحل المشكلة وهو انفاذ اتفاق السلام داعيا المجتمع الدولي الى الايفاء بتعهداته الداعمة للسلام بدلا من الحديث عن طريق ثالث وعاشر.

وكان برونك اقترح امس تمديد بقاء القوات الافريقية لاجل غير مسمى كحل ثالث لتفادي الدخول في مواجهة مع الحكومة السودانية التي ترفض نشر قوات دولية هناك.

على جانب متصل اتفقت الخرطوم وبعثة الامم المتحدة اليوم على تفعيل الية تنفيذ مشتركة من اجل اعادة الاستقرار في دارفور. وقال وزير الخارجية السوداني لام اكول للصحافيين عقب لقائه برونك انه تم الاتفاق على ان يعقد اجتماع الالية في اكتوبر المقبل.

من ناحيته أوضح برونك ان الاجتماع سيناقش الاوضاع على الارض ومسائل المساعدات الانسانية وحقوق الانسان وسير تنفيذ اتفاقية السلام. وذكر ان اكول ابلغه ان السودان سيتخذ قرارا قريبا حول الرسالة التي بعث بها كوفي أنان الى الحكومة السودانية والاتحاد الافريقي حول المساعدات التي يمكن ان تقدمها الامم المتحدة الى بعثة الاتحاد مؤكدا ان المنظمة الدولية مستعدة لتقديم المساعدة بالتشاور مع الخرطوم.

يذكر ان الاتحاد الافريقي مدد لثلاثة اشهر مهمة قواته التي كان مقررا ان تنتهي اليوم وزاد عديدها الى 11 الف جندي بدلا من سبعة الاف منتشرين منذ اغسطس 2005 لبسط الامن في الاقليم المضطرب منذ عام 2003.

باروزو يصل الى الخرطوم

من جهة اخرى، وصل رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو الى الخرطوم الليلة في زيارة رسمية تستمر يومين للبحث مع المسؤولين السودانيين امكانية نشر قوات دولية في الاقليم. وكان باروسو اعلن قبل التوجه الى الخرطوم انه سيحاول اقناع الحكومة السودانية بقبول نشر قوة لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة في اقليم دارفور.

ومن المقرر ان يلتقي باروسو الذي يرافقه رئيس حكومة برتغالي سابق والمفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشيلفي الرئيس السوداني عمر البشير قبل ان يتوجه الى دارفور غدا. وسيتوجه باروسو من دارفور الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا للقاء رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والفا عمر كوناري.

ووافق مجلس الامن الدولي في اغسطس الماضي على ارسال 17 الف جندي وثلاثة آلاف شرطي الى دارفور ليحلوا محل القوات الافريقية التي مددت مهمتها حتى ال31 من ديسمبر المقبل. بيد ان الحكومة السودانية رفضت هذا العرض بحجة ان انتشار قوة مماثلة quot;يشكل انتهاكا لسيادتها ويهدد بتفاقم الوضع في الاقليمquot;.

الخرطوم لتوقيع اتفاق لاقتسام الثروات مع متمردي شرق السودان

على صعيد أخر، اعلنت الحكومة السودانية الليلة انها ستوقع في الساعات المقبلة اتفاقا لاقتسام الثروات مع متمردي جبهة الشرق التي تجري معها مفاوضات مباشرة في العاصمة الارتيرية اسمرا. ونقلت وكالة الانباء السودانية عن رئيس الوفد الحكومي التفاوضي مصطفى عثمان اسماعيل القول ان المفاوضات في ملف الثروة في مراحلها النهائية وسيتم التوقيع المبدئي عليها لينتقل الطرفان بعد ذلك الى ملف السلطة.

واعرب اسماعيل عن الامل في ان يتم التوقيع علي الاتفاق النهائي مع جبهة الشرق قبل نهاية رمضان الحالي لطي اخر ملف المفاوضات التي تجريها الخرطوم مع حركات التمرد في البلاد.

وكانت الحكومة السودانية قد وقعت الخميس الماضي اتفاقا امنيا مع متمردي جبهة الشرق يشمل وقف اطلاق النار والترتيبات الامنية ورفع حالة الطوارئ ومعالجة اوضاع مقاتلي الجبهة وانتشار القوات المسلحة في شرق البلاد. وشرعت الحكومة منذ منتصف فبراير الماضي بالدخول في مفاوضات منفصلة مع متمردي هذه الجبهة التي تضم حركتي (الاسود الحرة) و (مؤتمر ابوجا) في اقليم شرق السودان. وتطالب الحركتان باعطاء الاقليم قدرا اكبر من المشروعات التنموية وبتوزيع عادل للسلطة والثروات.