اندريه مهاوج من باريس: اختار اعضاء حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية فرنسية وزير الداخلية نيقولا ساركوزي لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية في عملية انتخاب داخلية عبر الانترنيت ستعلن نتائجها الرسمية بعد ظهر اليوم في مؤتمر حاشد من المقرر ان يشارك فيه حوالى ستين الف شخص .اخيتار ساركوزي ياتي تكريسا لامر واقع بعدما ضمن لنفسه تاييد منافسيه الرئيسيين المقربين من الرئيس جاك شيراك كوزيرة الدفاع ميشال اليوت ماري ورئيس الحكومة الاسبق الن جوبيه.

واذا كان ساركوزي المرشح الوحيد في هذه الانتخابات الداخلية التي نظمها حزبه لاختيار مرشحه الرسمي على غرار ما فعل انصار الحزب الاشتراكي الذي اختاروا سيغولان رويال فان الحدث الابرز في اعلان النتائج يبقى في نسبة التاييد الذي سيحصل عليه وزير الداخلية الذي يبقى الاوفر حظا بين مرشحي اليمين لخلافة شيراك وفقا لاستطلاعات الراي التي اعطته خمسين بالمئة من اصوات الناخبين الفرنسيين بشكل متساو تماما مع رويال التي حصلت من جانبها على تاييد الخمسين بالمئة الباقيين. ومن المتوقع ان يقدم ساركوزي برنامجه الانتخابي خلال حفل اليوم والذي اراده برنامجا لتوحيد اليمين كمنطلق لجذب الناخبين الفرنسيين على مختلف اتجاهاتهم سعيا لاقامة quot;جمهورية لا غبار عليهاquot; انسجاما مع شعاره quot; القطيعة الهادئةquot; رغبة منه في الابتعاد عن المدافعين عن ولايتي الرئيس جاك شيراك .

وسيحضر المؤتمر دومينيك دو فيلبان ولكنه استبق هذا الحضور بالاعلان صراحة انه لن يؤيد ساركوزي فيما يلف الغموض نوايا الرئيس شيراك الذي لم يستعبد ترشحه لولاية ثالثة عبر جملة من الالتزامات في مجالات السياسة الداخلية والخارجية والاقتصادية والاجتماعية للسنوات المقبلة خلال حفلات تقديم التهاني في السنة الجديدة.

ولم يتوانى ساركوزي الذي يطمح لان يكون مرشح التوحيد عن احزاب اليمين عن طرح افكار تداعب مشاعر انصار اليمين المتطرف مثل جان ماري لوبن وفيليب دو فيلييه يواجه انتقادات حادة لحصيلة عمله كوزير للداخلية خصوصا بعد النقمة العارمة التي اثارتها تصريحاته خلال احداث العنف في الضواحي في خريف عام الفين وخمسة ووصفه الشبان بحثالة المجتمع وبسبب سياسته في مجال الهجرة وتشديد القوانين المتعلقة بتنظيمها وترحيل المقيمين بطريقة غير شرعية يتعرض لانتقادات شديدة في مجال سياسته الخارجية وتحديدا بسبب تقربه من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الاميركية كما ان انصار شيراك لم يغفروا له زيارته الى الولايات المتحدة وتصريحاته بعد اجتماعه بجورج بوش قبل ايام من انتخابات نصف الولاية والتي ايد فيها سياسة الرئيس الاميركي الخارجية التي يعارضها قصر الاليزيه بوضوح خصوصا في ما يتعلق بمعالجة الملف العراقي والتعاطي مع عملية السلام في الشرق الاوسط مما دفع ببعض القياديين الاشتراكيين الى القول عنه انه محافظ اميركي بجواز سفر فرنسي .

ومع ذلك فان ساركوزي الذي واجه في حياته السياسية معارك كثيرة خصوصا مع ابناء صفه بعد تاييده في عام الفين وخمسة ترشح رئيس الحكومة الاسبق ادوار بالادور لرئاسة الجمهورية ضد جاك شيراك سجل في انتخابات الحزب الداخلية نصرا شخصيا يامل في ان يكرره على الصعيد الوطني في انتخابات الرئاسة الربيع المقبل .